كتب إسلام عبد الرحيم
شاركت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، في ندوة بعنوان “الطريق إلى COP 27 ودور الشباب”، والتى نظمتها كلية الاقتصاد والعلوم السياسية وإدارة الأعمال بالجامعة البريطانية في مصر، تحت رعاية الأستاذ الدكتور محمد لطفي، رئيس الجامعة، وذلك في إطار حرص الجامعة البريطانية في مصر على المساهمة في التحضير لمؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ، بهدف زيادة الوعي البيئي وضمان مشاركة الشباب في مواجهة تحديات المناخ.
و ذلك بحضور الأستاذ الدكتور يحيى بهي الدين، نائب رئيس الجامعة البريطانية للبحوث والمشروعات، والأستاذة الدكتورة ودودة بدران، عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية وإدارة الأعمال، والأستاذة الدكتور هادية فخر الدين وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب، والأستاذة الدكتورة أماني خُضير، وكيل الكلية لشئون البيئة وخدمة المجتمع ورئيس قسم العلوم السياسية، والدكتورة رانيا منيسي، رئيس قسم الاقتصاد بالكلية، والدكتورة مديحة مطاوع، القائم بأعمال رئيس قسم إدارة الأعمال بالكلية، و المدرسين المساعدين المسؤولين عن التوعية والتوجه للمجتمع بالكلية: عمر ابوبكر ومنية عادل.
أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة أن القيادة السياسية تولى البعد البيئى أهمية كبير وتضعه على رأس اولوياتها وخاصة قضية التغيرات المناخية لما لها أهمية كبيرة على الساحة العالمية نظراً لتأثيراتها الكبيرة على كافة البلدان ومناحى الحياة وهو ما جعلها تحظى بإستضافة مؤتمر الأطراف ال٢٧ للتغيرات المناخية الذى سيعقد بمدينة شرم الشيخ ، مشيرةً إلى توجيهات الرئيس السيسي بدمج البعد البيئي في العملية التنموية وكافة القطاعات لتحقيق أهداف التنمية المستدمة وهو ما جعل النظرة السائدة للمفهوم البيئى تختلف عن قديماً فأصبح الجميع يدرك أن البعد البيئى لا يعيق العملية التنموية بل يساهم فى دفع العملية للأمام ، وتغيرت النظرة لها من ارتباطها بالتلوث والإنبعاثات والمخلفات إلى ارتباطها بالإستدامة والحفاظ على الموارد الطبيعية وهو ما سيمكننا من التغلب على كافة التحديات التنموية والتحديات الخاصة بالتنمية المستدامة.
وأوضحت وزيرة البيئة أن التحدى يكمن فى كيفية تحقيق التوزان بين البعد البيئي والعملية التنموية ، حيث يشكل البعد البيئى والحفاظ على الموارد الطبيعية ركيزة هامة من ركائز التنمية المستدامة ، التى تعنى استمرار العملية التنموية وعدم توقفها، مشددةً على ضرورة النظر في الموارد الطبيعية المستخدمة فى نقل المياه والأراضي والطاقة وكذلك النظر في الفترة الزمنية التي يتم استخدام تلك الموارد فيها، للحفاظ على حقوق الاجيال القادمة.
وأشارت الوزيرة خلال الندوة إلى التطور الذى حدث فى قطاع المخلفات ، فقد عملنا على إضافة قيمة مضافة لهذا القطاع ووضعنا اللوائح اللازمة التي تساهم فى تحقيق هذا القطاع لأهدافه، فمشكلة السحابة السوداء التي تعاني منها مصر منذ عدة سنوات تم العمل هلى حلها من خلال وضع حوافز للمزارعين لتدوير قش الأرز مما خلق طلب على قش الأرز وساهم فى توقف المزارعين عن حرق قش الارز والإستفادة منه، كما تم تطبيق هذه الفكرة فى القطاع الصناعى مما ساهم فى تقليل استخدام المياه والطاقة.
وأوضحت فؤاد أنه تم دمج البعد البيئى فى المناهج التعليمية لطلاب المدارس والجامعات ، حيث تم وضع مناهج ومفاهيم تخص موضوعات هامة كالتنوع البيولوجى وتغير المناخ ، وذلك بهدف رفع الوعى البيئى بالقضايا البيئية المختلفة .
وقدمت وزيرة البيئة خلال الندوة مثالاً على تطبيق مفهوم الإستدامة في إدارة الموارد الطبيعة داخل المحميات الطبيعية ، حيث تمتلك مصر ٣٠ محمية طبيعية في مصر ، تم الترويج لعدد ١٣ محمية منها من خلال حملة ايكو ايجيبت التى تهدف إلى التعريف بهذه المحميات الطبيعية وااترويح لها ولأنشطتها، كما تم دمج المجتمع المحلي في هذه المحميات كمحميات جنوب سيناء وحلايب وشلاتين واصبحوا جزء من عملية الحماية لهذه المحميات ، كما تم تنفيذ العديد من الانشطة بتلك المحميات مثل محمية وادي دجلة ووادي الريان ورأس محمد .
وتطرقت وزيرة البيئة إلى مجهودات الدولة فى الحفاظ على الموارد الطبيعية ، حيث تم إنشاء المزيد من محطات معالجة الصرف الصحي واستخدام الطاقة المتجددة بدلاً من الوقود الأحفوري واستخدام وسائل النقل الكهربائي وتوفير الحوافز من خلال البنك المركزي لتحويل العمل من خلال الغاز الطبيعي المضغوط ، وعلى الرغم من كونها مشروعات هامة إلا انها غير كافية ولكن الشاغل الأهم هو التركيز على جعل الانسان المصري جزء من هذه العملية .
كما قدمت وزيرة البيئة خلال الندوة نبذة مختصرة عن استعدادات مصر لإستضافة مؤتمر الأطراف cop27 وأهمية المساهمات التي تضعها الدول المتقدمة للدول النامية وكيف تستطيع مصر قيادة هذا الموضوع حيث قامت مصر بإطلاق الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية ٢٠٥٠ ، مشيرةً إلى أن مصر ستترأس هذا المؤتمر على الرغم من كونها اقل الدول في الانبعاثات الصناعية إلا ان تراسها للمؤتمر سيؤكد على إلتزامها بالتعهدات الدولية في مجال خفض الانبعاثات، وستعمل مصر من خلال المؤتمر على دمج القطاع الخاص والقطاع البنكي والمواطن المصري في عملية مواجهة التغير المناخى، ليكون على دراية ووعى بهذه القضية ويساهم فى مواجهتها.
وأجرت الدكتورة ياسمين فؤاد حوارًا مفتوحًا مع الطلاب المشاركين في الندوة، وقامت بالرد على أسئلتهم الخاصة بتغير المناخ،، وكيفية التسجيل لحضور مؤتمر قمة المناخ في شرم الشيخ، بالإضافة إلي سبل التواصل مع الوزارة وتقديم أفكار جديدة لمواجهة تحديات المناخ، والمشروعات الشبابية.
من جانبه، أعرب الأستاذ الدكتور محمد لطفي، عن ترحيبه وسعادته بتواجد الدكتورة ياسمين فؤاد في الجامعة البريطانية، موضحًا أن الندوة تأتي في ضوء التماشي مع التوجهات المصرية، خاصة فيما يتعلق باستضافة مصر فعاليات الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر تغير المناخ cop 27 ممثلة عن القارة الأفريقية.
وأكد الدكتور محمد لطفي، على وجوبية أن تكون أهداف التنمية المستدامة جزءًا أساسيًا في الثقافات المؤسسية، وأن الجامعة البريطانية في مصر تحرص على ضمان جودة التعليم وتعزيز البحث العلمي وتحقيق استراتيجيتها بما يتماشى مع استراتيجية التعليم العالي والبحث العلمي ورؤية مصر 2030، كما تعمل الجامعة على ترسيخ مبدأ المواطنة بين طلابها والمنتسبين إليها، لمساعدتهم على أن يصبحوا مواطنين مسؤولين وفاعلين.
وأضاف الدكتور محمد لطفي، أن الجامعة شكلت مجموعة عمل أكاديمية من 20 عضوًا ليكونوا مسؤولين عن تنفيذ أهداف مبادرة “حياة كريمة”، لجعل جامعتنا أكثر انخراطًا في دعم المجتمع، معلنًا عقد اتفاقية مع أحد المؤسسات لإعادة تدوير الأوراق بالجامعة والتي سيخصص جزء من ربحها لمبادرة حياة كريمة.
وعقب انتهاء الندوة، منحت الوزيرة ياسمين فؤاد الطلاب المشاركين في فاعلية اليوم الأخضر الذي نظمته مؤخرًا كلية الاقتصاد والعلوم السياسية وإدارة الأعمال، شهادات تقدير، لنشاطهم وجهودهم نحو التنمية المستدامة والعمل لمواجهة تغير المناخ.