مقالات

كوب ماء

كوب ماء
صورة أرشيفية

قصة قصيرة / بقلم هيام عبد العزيز

إستيقظ وقد ركبه الهم والغم فقد إنقضي العمر وشارف عمره علي الخامسة و الستين وتوفي أعز أصدقائه بالكورونا وكثرت التحذيرات من العدوي وأصبح خائفا يترقب .

سأل نفسه هل أنا مستعد للقاء ربي ؟ إنني لم أعمل عملا عظيما أبدا ف حياتي ولم أكن العبد الرباني ولا أذكر أنني قدمت للإسلام شيئا يذكر . يارب أنا نادم وخائف وإرتعدت فرائصه وبلل العرق جسده وقرر أن يخرج لا يدري وجهته . وهم بفتح باب الشقة فتعثرت قدمه في كوب كان قد أعده للقطة التي تبيت علي سلم العمارة وتهم بالدوران حوله كلما رأته خارجا وذات مرة قدم لها هذا الكوب مليئا بالماء ولما شربته أخذه واحتفظ به خلف الباب قاطعا وعدا بأن يكرر ذلك كل يوم .

فرح وتهلل لأنه أخيرا قد

وجد عملا عظيما في حياته وها هو سيقول له يارب لقد أدخلت النار إمرأة في هرة

وأدخلت الجنة رجلا سقي كلبا .

يارب لقد سقيتها رحمة بها ولم أفعل ذلك إلا بتوفيقك ورحمتك . ارحمني واقبلني وإن لم أكن أهلا لرحمتك فأنت أهل لأن ترحمني.

خرج مسرعا بشوشا ولم ينسي أن يضع الكوب المليئ بالماء علي درجات السلم .

 

التفت ليجد القطة تشرب منه. إبتسم ابتسامة رضا وأمل .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى