تحقيقات وحوارات

“المخدرات” موت بطيء ووحش يلتهم شباب المنيا

 

كتبت: دعاء علي

تجارة المخدرات من أخطر الجرائم التي عرفتها البشرية، ويطلق عليها البعض مصطلح “أدوية الشارع”، وذلك لأنها تؤخذ بدون الرجوع إلى الأطباء، بالإضافة أنها تستطيع أن تفعل ماهو أشد من مخططات العدو لهدم الدول، وتدمير عقول وأجساد الشباب فهو حجر الأساس والعمود الفقري لبلاده، كما أن نوعية المادة المخدرة وكميتها لها تأثير خطير وغير متوقع، يؤدي إلى مضاعفات ومعاناة متعاطيه بشكل مرعب.

 

المخدرات أخطر آفة اجتماعية

وبحسب أطباء سموم، قد يكون تعاطي المخدرات، ناتج عن حالة نفسية، وهي أهم عامل مؤثر على بعض الأشخاص، كما أن وجود أقارب واصدقاء متعاطين يدفع البعض لذلك، فتعاطي جرعة زائدة قد يؤدي الى الموت أو الانحراف السلوكي والإجرامي المقترن بمختلف أنواع الجرائم، من قتل وسرقة، ناهيك عن الإضرار بالأمن العام.

وصُنفت المخدرات بجميع اشكالها وأنواعها، بأنها أخطر آفة اجتماعية تفتك بمستقبل الأمم اقتصاديا، متمثلة في التكلفة الباهظة لمتعاطيها، بالإضافة إلى الكلفة الناتجة عن مكافحتها والتوعية منها وتشخيص وعلاج اعراضها.

 

معاناة الأهالي جراء انتشار المخدرات

لذلك انتشر مؤخرا هاشتاج على صفحات ومواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بمحافظة المنيا  “انقذوا شباب المنيا”، كاستغاثة من الأهالي بالمسؤولين، لإنقاذ ابنائهم وانتشالهم من الموت البطىء ومصير الضياع جراء تعاطي المخدرات بجميع أنواعها.

قال احد أهالي محافظة المنيا، نحن نعاني أشد المعاناة من انتشار تجار المخدرات في القرية، وخاصة قري معينة منها زهرة بالمنيا وشرق الترعة،  والنقرة بسمالوط وشرق الترعة، وزرزارة والتفتيش بابوقرقاص، وملوي الحلاجة والملكية، ومركز مطاي “مطاي البلد”، وحدث ولاحرج في مراكز مغاغة والعدوة وديرمواس، يسعي البرشام والشابو والبودرة والبانجو والحشيش بقوة،  ولهم خريطة معروفة لدى الجميع “والعارف لا يعرف”.

أبرزهم الشابو “الكريستال الأبيض”

فيما اشار مصطفى اسماعيل، أعرف الكثير من الشباب المُدمر بشرب وتجارة المخدرات، فهو شغلهم الشاغل كل صباح  معبرا”بيفكر  ازاى يجيب السيجارة بدل ما يفكر فى مستقبلة وفى بلده”،  ومغيبون لا يدركون شئ عن معطيات الحياة، سوى أنواع وأصناف المخدرات.
تابع، فى الآونة الأخيرة ظهر مخدر “الشابو” الخطير أو الكريستال الأبيض، فهو كفيل أن يدمر أي شخص، وكفيل بوهمه أنه سبع الرجال، وفي حقيقة الأمر هو يصنع منك إنسان  آخر لا يعرف معنى الرجولة، فيجعلك تسرق وتخطف وتقتل وتزني، فالمخدر يستطيع من خلال تناوله، أن يبقيك بلا نوم لمدة تتراوح من ثلاتة أيام إلى اسبوع، وعند سحبه من الجسم، يصبح الإنسان جثة هامدة، لا تدرك أي شئ عن الحياة.
أوضح، فهو  أخطر أنواع المخدرات، التى دخلت مصر للقضاء على شبابها، حيث نجح بنسبه كبيرة فى تدمير الكثير من الشباب حتى  الواعى منهم والمثقف أصبح يتناوله فرحا بنشاطه، غير مبالين عواقبه الوخيمة،  داعيا الشباب للابتعاد عن شرب المخدرات فهم عماد مصر وحاضرها ومستقبلها، متمنيا من الجهات الرقابية والتنفيذية تشديد العقوبات على كل شخص يتاجر بمستقبل الشباب.

وباء يتفشى في الأحياء الشعبية

أضاف مختار عثمان، البودرة تباع في بعض شوارع مدينة المنيا، كشارع أرض المستشار وجامع الهدى وشارع المواسير، أما شارع مرسي فالتجار يبيعونها على الناصية “على عينك ياتاجر”، وعشش محفوظ، مشيرا أن شاب في عزبة شاهين كاد أن يقتل ابوه، “وانا من المصاص وعارفه”، وآخر اغتصب فتاة أيضا بسبب تعاطيهم البودرة.
أشار محمد عبد التواب، موضوع المخدرات والبودرة خرب الدنيا ودمر عقول الشباب، ولا توجد رقابه على التجار، بسبب استغلال اغلبهم أنهم غير معروفين، ناهيك عن بعض الصيدليات تبيع في العلن أمام الناس، وفي اي وقت تدخل تاخد البرشام، و يتردد عليها جميع  الفئات العمرية من كبار سن لشباب لأطفال.

الفساد وانعدام الضمير مسببات رئيسية

استطرد، الكلام ده حصل قدام عيني، ولو حضرتك داخلة تشتري اي علاج ووقفت خمس دقائق هتشوفي بنفسك كميه الإقبال على برشام  “الكاميركا” ومشتقاتها، وهي نوع مخدر، وهم يعلمون أشكال زبائنه، مشيرا الى أن الفساد وانعدام الضمير لدى بعض البشر مسببات رئيسية لما وصلنا إليه.
قال محمد مصطفى، أصبحت قصة القبض على تجار المخدرات حديث الجميع، ولا أحد ينتبه إلى الشباب المتعاطي واسرهم، وما الأسباب التي أدت بهم للتعاطي والإدمان والعمل على تفاديها والقضاء عليها، فإذا تم القبض على التاجر المجرم، سوف يحل محله آخرون ومعظمهم متعاطون في الأصل للمواد المخدرة، “ان الله لا يغير مابقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم”.

ومؤخرا كانت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، قد اتخذت الإجراءات القانونية، ضد عنصرين بمحافظة المنيا لقيامهما بالإتجار فى المواد المخدرة، ومحاولتهما غسل مبلغ بقيمة 19 مليون جنية حصيلة نشاطهما الإجرامي، من خلال قيامهما أيضآ بإجراء عمليات سحب وإيداع لتلك المبالغ بمختلف البنوك، وتأسيس أنشطة تجارية مختلفة وشراء أراضي وعقارات وسيارات، بهدف إخفاء المصدر الأساسي الغير مشروع لتلك الأموال، وإظهارها وكأنها متحصلة من تجارة مشروعة خلافا للحقيقة.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى