عرب وعالم

بعد السعودية.. إيران تأمل بعودة العلاقات الدبلوماسية مع مصر ..و مخاوف اسرائيلي من عودة العلاقات

دور الصين في إقناع مصر بعودة العلاقات مع ايران

بعد السعودية.. إيران تأمل بعودة العلاقات الدبلوماسية مع مصر ..و تخاوف اسرائيلي من عودة العلاقات
علما مصر وإيران

 

تقرير.. صفاء دعبس 

بعد انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين مصر وإيران منذ عام 1980، تأمل إيران في عودة العلاقات بينها وبين مصر من جديد حيث صرح وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، أن بلاده ترحب بأي مبادرة تهدف إلى استعادة علاقاتها مع مصر بما يتفق مع مصالح الجانبين.

 هذا، وقطعت العلاقات بين مصر وطهران بعد اندلاع الثورة الاسلامية عام 1979 وإعلان الرئيس السادات استضافة الشاه محمد رضا بهلوي في مصر، حيث رفض الطلب الإيراني بعدم استقباله، واستقر الشاه في مصر حتى وفاته في مستشفى المعادى العسكري عام 1980، ودفن في مسجد الرفاعي (الذي يضم مقابر الملك فؤاد والملك فاروق وأعضاء بارزين من الأسرة التي كانت تحكم مصر قبل ثورة يوليو.

 وفيما يتعلق بعودة العلاقات ، يسعي العراق بعد سنوات من المقاطعة بين إيران ومصر، حاليا للوساطة بين البلدين في محاولة تبدو جادة هذه المرة لتطبيع العلاقات بين القوتين الإقليميتين.

فهل ستعود العلاقات بين مصر إيران كما حدث مع السعودية وإيران أم سيظل الوضع كما هو عليه ؟

وفي حال حدوث تقارب بين مصر وإيران تسعي دول بعينها إلي محاولة تحييد أي تقارب حيث سيؤدي هذا التقارب إلى تغيرات جيوستراتيجية في المنطقة و ستعاني تل ابيب “.

ومؤخراً، أظهر المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي ترحيبه أيضا باستئناف العلاقات مع مصر، خلال استقباله السلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان في العاصمة الإيرانية طهران .

وقال خامنئي أن بلاده ليس لديها أي مشكلة في “عودة العلاقات بشكل كامل مع القاهرة في إطار التوسع في سياسات حُسن الجوار، واستغلال طاقات وإمكانات الدول الإسلامية لتعود بالفائدة على جميع شعوب ودول المنطقة”.

ومن الواضح ، أن الجانب المصري لازال يدرس مرحلة الموقف الإيراني من دول المنطقة، وايضا تقييم الموقف أولا أضاف إلى ذلك دراسة مسألة التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية،

كذلك تداعيات الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين إيران والمملكة العربية السعودية برعاية صينية حول استعادة العلاقات الدبلوماسية والسياسية بشكل كامل، بالإضافة إلى تحسن الأجواء مع الإمارات العربية المتحدة وباقي دول المنطقة،

ونحن نعلم أن تحرك طهران نحو السعودية ومصر هدفه بشكل أساسي كسر العزلة الإقليمية والدولية عليها، والتغلب على بعض المشكلات الداخلية .

ومن المعروف أن هناك محاولات سابقاً لتطبيع العلاقات كانت أبرزها في فترة التسعينيات من القرن الماضي، ولكن كان الجناح المتشدد في النظام الإيراني يفسد تلك المحاولات، أما الآن وجود إبراهيم رئيسي كونه مقرب من المرشد الأعلى علي خامنئي يعطي مؤشراً على وجود فرصة أكبر تلك المرة لنجاح المصالحة المصرية – الإيرانية، حيث أن أي اتفاق محتمل سيحظى بالرعاية والاستمرارية، ولا سيما أن تصريحات عبداللهيان حول مصر، الذي كان عضواً بالحرس الثوري تؤكد أن هناك “ضوء أخضر” من المرشد.

ولاشك الاتفاق السعودي الإيراني فتح الطريق أمام تعاون اقتصادي وتفاهم سياسي دبلوماسي بين العرب وطهران، وبالطبع هناك أهمية كبيرة لدخول مصر في ذلك الملف، نظراً إلى أهميتها الجغرافية والسكانية والجيوسياسية.

وعلي مايبدو أن إيران استوعبت الدرس وسوف تتخلي عن نهجها المستمر منذ ثورتها قبل 45 عاماً المتمثل في سياسة تصدير الثورة والتدخل في الشؤون الداخلية حينها ستتحول إلى “دولة طبيعية” يمكن للدول العربية التعامل معها.

رد فعل إسرائيل علي عودة العلاقات بين مصر و إيران 

 تترقب إسرائيل و كثير من دول الشرق الأوسط والعالم مصير جهود التطبيع بين الدولتين صاحبتي الثقل الكبير تاريخياً وعسكرياً وسياسياً، ومن أبرز ، لذا حذر زعيم المعارضة ورئيس الوزراء السابق يائير لبيد من التقارب بين مصر وإيران، ونشر عبر حسابه على “تويتر” إنه يتعارض مع المصالح الإسرائيلية والإقليمية.

ومن المتوقع،أن تلعب الصين دورا اقناع البلدين لاستئناف علاقاتهم حيث أن بكين ترى أن أهم دولتين تاريخيتين بالشرق الأوسط هما مصر وإيران، وفقاً لما ذكره أحد الأكاديميين الصينين في ندوة أخيراً بواشنطن.

 

  

تاريخ العلاقات

 كان هناك حاله من الشد والجذب حاضرة بين البلدين، وظهرت بين توقيع اتفاق صداقة عام 1928 ثم مصاهرة بين العائلتين الملكيتين بزواج الشاه محمد رضا بهلوي من الأميرة فوزية شقيقة الملك فاروق عام 1941، ثم تحولت العلاقة إلى العداء بعد إطاحة الملكية في مصر عام 1952، إذ أيد الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر تحركات رئيس الوزراء الإيراني محمد مصدق الذي دفع الشاه لمغادرة البلاد لفترة.

فيما اختلفت سياسة البلدين في عديد من قضايا الشرق الأوسط، لكن التقارب عاد في عهد أنور السادات خلال سبعينيات القرن الماضي مع تحول مصر لتحسين علاقاتها مع المعسكر الغربي، واحتفظ السادات و بهلوي بصلات وثيقة ترجمت في استقبال الرئيس المصري للشاه المخلوع بعد الثورة الإسلامية عام 1979، على عكس دول كثيرة منها الولايات المتحدة رفضت إقامته بها، وأدى ذلك إلى إغضاب النظام الجديد في طهران، الذي كان سارع لقطع العلاقات الدبلوماسية مع مصر بعد توقيع معاهدة السلام مع إسرائيل في مارس 1979، وعقب اغتيال السادات عام 1981 أطلقت السلطات اسم قاتله خالد الإسلامبولي على شارع بالعاصمة ما تسبب في خلاف مستمر حتى الآن مع القاهرة.

ومع بداية التسعينيات من القرن الماضي بدأت بعض اللقاءات بين المسؤولين المصريين والإيرانيين في محافل دولية، ورفع مستوى التمثيل الدبلوماسي لبعثتي رعاية المصالح في البلدين إلى مستوى سفير، و أفرجت مصر عن الأرصدة الإيرانية في البنوك المصرية.

وقام الرئيس المصري حسني مبارك عام 1992 بالكشف عن تلقيه رسائل من نظيره الإيراني علي رفسنجاني لتطبيع العلاقات لكنه انتقد تغير الخطاب الإيراني بين الحين والآخر. وسنحت فرصة لتطبيع العلاقات عام 1996 لكن ضغوط المتشددين في إيران أجهضتها وأعلن وزير الخارجية حينها علي أكبر ولايتي اقتصار المباحثات على فتح مركز ثقافي وليس تبادل السفراء.

بالمقابل اقتحم متشددون مقر جمعية الصداقة المصرية – الإيرانية عام 1999 احتجاجاً على محاولات للتقارب بين البلدين، لكن الاتصالات استمرت وأثمرت عن لقاء بين الرئيسين حسني مبارك ومحمد خاتمي في جنيف عام 2003 هو الأول بين زعيمي البلدين منذ 25 عاماً، لكن ذلك لم يترجم عملياً لتطبيع كامل للعلاقات.

العلاقات في عهد الجماعة الارهابية 

كانت في تحسنا ملحوظا في عهد الرئيس السابق محمد مرسي، الذي كان أول رئيس مصري يزور طهران منذ عقود، لكنها كانت بغرض المشاركة في قمة مجلس التعاون الإسلامي، كما زار الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في أبريل (نيسان) 2013 القاهرة و قوبل بحفاوة رسمية، إلا أن ذلك لم يترجم لقرار رسمي باستئناف العلاقات الدبلوماسية، وعاد الجمود عقب إطاحة مرسي إثر ثورة الـ30 من يونيو (حزيران) 2013، باستثناء توجيه دعوة رسمية لرئيس إيران لحضور حفل تنصيب الرئيس عبدالفتاح السيسي عام 2014، الذي أناب عنه نائب وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان الذي يتولى رئاسة الدبلوماسية الإيرانية حالياً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى