أهم الأخبارمقالات

أحمد بدوي يكتب: بفقدان الأب تفقد كل شيء

بقلم أحمد بدوي

الشعور بالفقد والحرمان شيء مخيف عند النفس البشرية التي تحب التملك والسيطرة علي الأشياء فعند فقد المال تحزن قيلا وتعود الحياة إلي طبيعتها وعند فقد الحبيب يعتليك الحزن الشديد وتصاب باليأس والاحباط ولكن عند فقد الأب تشعر بفقدان الأمان والسند والحنان والاهتمام فلا يوجد إنسان فوق وجه الأرض يحبك مثل الأب ويتمني أن تكون أفضل منه في كل شيء، يظل الأب يسعي جاهدا طوال حياته أن يقدم لك الرعاية والعناية منذ نعومة أظافرك وعندما تصبح طفلا يداعبك ويحملك صغيرا علي ذراعيه ويعمل علي رسم البسمة والبهجة علي وجهك بتحقيق متطلباتك الحياتية من مأكل ومشرب وملبس وتعليم حتي تصبح شابا قادرا علي الكسب والعطاء، ولكن عندما يبلغ الأب من الكبر عتيا ويصير ضعيفا بعدما كان قويا ويصيبه الفقر بعدما كان غنينا، وهنا تحدث المفارقة العجيبة عند كثير من الشباب الذين يهملون الآباء ويتوددون إلي زوجاتهم ويتناسون حقوق الآباء والأمهات ويكون حالهم العقوق وعدم الطاعة وما دعاني أن أكتب هذه الكلمات إلا شعوري بالحزن العميق لفقدان أبي ذلك الرجل العظيم الذي كنت عندما أجلس معه للحديث كان ينتابني شعور بالفخر وأنني أسعد الناس حظا بأنني ابنا لهذا الرجل الكريم الحنون الذي أنجب ثمانية من الذكور وأنتي واحدة كانت فاكهة الأسرة عندما نجتمع حوله يتملكنا جمعيا شعور بالحب والقوة والتماسك، فاليوم الاحتفال بعيد الأب فمن كان له أب علي قيد الحياة فيجلس تحت قدميه حتي ينال رضاه ورضى الله لقول رسول الله صلى الله عليه وسلّم ( الوالد أوسط أبواب الجنة) كيف أحتفل بعيد الأب وأنا أشعر بالفقدان والحزن لرحيلك يا أغلي الناس بكيت كثيراً عند الفراق وتجرعت كأس المرارة والوحدة والقسوة والغربة عن الناس بدونك يا أبي ولكنه من باب البر أفعل ما تحب وأقوم بوصل من تصاحب وأدعوا لك بالمغفرة والرحمة في صلاتي حتي أنال برك رحمك الله يا أبي رحمة واسعة وأسكنك فسيح جناته اللهم آمين يارب العالمين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى