مقالات

مشروع نُعين ونتعاون

مشروع نُعين ونتعاون
الأستاذ حافظ عمر

بقلم/ حافظ عمر 

كُلنا مذنبون إذا لم نُساعد روحا أن تبقى على قيد الحياة .. أننا علينا أن نشعر بالذنب والعار !!

أي قسوة عندما يختار الشخص الموت لمُواراة ألمه .. عندما يرغب الشخص في التوقف عن العيش لتعففه من طلب الحاجة .

أي غلظة عندما تقسوا قلوبنا ويذهب لينها وتصبح كالحجارة أو أشد قسوة .. عندما نفقد إنسانيتنا في احتواء وستر بعضنا البعض .. عندما لا نمد أيدينا لشخص مسلوب الإرادة منهزم الفكر .. عندما نفقد تضامننا الإجتماعي ونسد آذاننا وعيوننا عن محتاجنا ويتيمنا .. عندما لا نُلبي حاجة مضطر متعفف .. عندما لا نُعين عاجز ومريض .. أننا بحق لم نُيحيي ونصون نفسُاً كان بإمكاننا انتشالها من الهلاك وأحيائها عند الله يُعادل احياء الناس جميعاً!! 

قست قلوبنا وأُنتزع منها الرحمة فلم نعُد نفرج كرب بعضنا البعض، لم نعُد نُغيث ملهوفاً ، لم نُعير اهتمامًا بإنقاذ روحاً من جمرة الهوى، لم نعُد نطبطب على قلوب بعضنا البعض ، لم نعُد نحس بهموم وبكاء البعض، تغير الزمان وضاعت أيام التعاون والتراحم والتآزر في السراء والضراء بين الناس!!

لم يعُد القريب كما كان، لم يعُد الجار شريكًا في مؤازرة جاره، لم يعُد الصديق مشاطراً أوقات ضعف صديقه وضيق أحواله، لم تعُد العيلة واللمّة كما كانت، لم نعُد نتقاسم الهمّ والضراء والزيتون والعيش، وكأن الجميع يصرخ في موقف يوم القيامة “نفسي نفسي”. 

مُلئت أرواحنا بالأنانية والظلم والجور والحقد والحسد وحُب النفس والتعالي .. لم نكترث بأحوال قريب ولا غريب .. تركنا ضعيفنا يمزقه البكاء وتهزمه الحياة .. تركنا أرامل تنجر إلى الضياع .. تركنا أيتام يضلوا الطريق .. تركنا فقراء يفترشوا الطرقات !! 

أين نحن من قول نبينا ﷺ: المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا .. أين نحن من قوله ﷺ: من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته وقوله ﷺ: والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.

أنها أيام ثُقال فلنُعين ونعاون كي نُعان، علينا مراجعة أنفسنا قبل أن نقع مرة أخرى في الذنب والعار بسبب جنيهات معدودة قد تُنقذ أسر من الهدم والضياع .. 

أدعوكم شبابنا بالبحث عن الأسر المتعففه والأيتام و لنمد يد العون للمحتاجين بالكلمة والمساعدة والمال والحب .. 

والله نحن في أيام صعاب .. في ناس حرفياً بتنام من غير غدا وعشا وناس بتنام هي وأولادها والدموع في أعينهم من القلة والهموم .. وفي ناس مش لاقيه فعلاً حق العيش الحاف .. الناس دي مش بتقدر تطلب من التعفف والحرج، وعلى النّقيض ناس كتير مش محتاجة وعينها غليظة وبتاخد من الناس سواء ب ود أو عنوة .. والله سوف نُسأل جميعاً عن كل ذلك .. أرجوكم أبحثوا وطيبوا الخواطر الله يطيب بخاطركم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى