مقالات

أحمد بدوي يكتب: الدعوة مهنة أم رسالة

بقلم الكاتب الصحفي أحمد بدوي

كثيرا تتطالعنا الصحف والمجلات بمنشتات صحفيةلاذعة وتقام المؤتمرات العلمية التي يحضرها ويحاضرفيها كبار علماء الأمة تحت عنوان تجديد الخطاب الديني بل تبنت وزارة الأوقاف هذا العنوان لكن دون جدوي حقيقية يلمسها الناس في المساجد او في التعاملات لأن فكر ديننا الإسلام الحنيف يقوم علي فكرة الدين معاملة تجد الإمام خطيبا مفهوا ولكن ماهي إلا كلمات يرددها علي منبر رسول الله صل الله عليه وسلم دون تطبيق سلوك ومفاهيم الإسلام الصحيحه ربما يخطب جمعة تحت عنوان التدخين وبعد خروجه من المسجد يشعل السيجار او ربما كان ممن يشرب الشيشة في منزله وخطيبا آخر يخطب جمعته عن حق الجار وهو بينه وبين جيرانه وأخوته منازعات قضائية فالهدف من هذه الأمثلة هو ان العنصر الرئيسي في إصلاح منظومة الدعوة هو الإمام والمدرس والخطيب الذي لابد ان يؤدي رسالته الدعوية كما ينبغي قولا وفعلا

ولابد ان يكون سلوكا وعملا وقولا لماذا أمن الناس برسول الله محمد صلي الله عليه وسلم لأنه كان قرآن يمشي بين الناس كما وصفته ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها كان متسامحا سهلا لينا صاحب الخلق العظيم رحمة للعاملين ومع هذا كله كان لا يغضب إلا لله ولم يغضب لنفسه حتي في رحلة الطائف عندما سال دمه الشريف لم يغضب لنفسه بل خشي غضب الله عليه فقال اللهم إني اشكوا إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني علي الناس الي آخر الدعاء الذي خاف ان يكون مامسه من ضر غضب من الله مع هذا كله لم يرضي ان تنتقم له السماء وعدالة الرب بل كان رحيما بقومه فقال دعهم عسي ان يخرج من اصالبهم من يقول لا إله إلا الله محمدرسول الله بهذه الأخلاق والمثل العليا التي تحث عليها تعاليم الدين الإسلامي وأخلاق الحبيب محمد صل الله عليه وسلم

التي انتشرت بها الدعوة المحمدية في مشارق الأرض ومغاربها لكن اليوم أصبح الداعية يشتري الدنيا بالاخرة لايراقب الله في عمله لان الدعوة الي الله أصبحت وظيفة وسيلة يتكسب بها قوته وقوت أولاده وليست رسالة، بل يجني الملايين من الجنيهات إذا باع آخرته بدنياه وأصبح من خطباء الفتنة فليس العيب في الخطاب الديني كما يردد بعض الجهلاء علي منابر اعلامية مأجوره من خلال قنوات فضائية تريد ان تشتت المسلمين وتخرجهم من المضمون والجوهر الي قضايا فرعية لا فائدة منها، ولكن العيب في الخطيب الذي يدعوا الي تطهير القلب من الحقد والحسد وقلبه لايعرف الإيمان ما اجتمع الإيمان والحقد في قلب واحد، ويدعي حب الرسول وهو يكره كل من حوله وناقم علي المجتمع فمتي يكون مصلحا اجتماعيا ومتي يري الناس فيه القدوة الحقيقية ما مناسبة دينية إلا ويطل علينا وزير الأوقاف في وسائل الإعلام بمصلحات لانجني منها إلا تجريف لعقول الدعاة وتغير مسار الدعوة الصحيح حتي أصبح الدعاة تتألم منهم المنابر، و تشتكي أمرها الي الله

فهناك فئة من خطباء المكافاة قد ظلموا ظلما بين انه خريجا للأزهر الشريف ويعمل بالمكافاة علي مدار سنوات ومهدر حقه مع ان زميله المعين يأخذ كل حقوقه كامله وربما خطيب المكافاة يكون له حضور وأثر في المجتمع يعالج بعض القضايا المجتمعية ويعمل بجد وإخلاص فادعو وزير الأوقاف الي النظر الي هذه الفئة المظلومة التي لاتستطيع شراء بعض الكتب للإطلاع عليها او يلبي احتياجاته واحتياجات أسرته وربما يعمل بعمل آخر لا يليق به ولا يتماشي مع رسالته السامية وهي الدعوة الي سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى