تقارير

تقرير يكشف خيانة “حميدتي” للجيش السوداني للسطو علي مقاليد الأمور بالبلاد .. وكيف حصل علي أعلي رتبة عسكرية دون مؤهل تعليمي

تقرير يكشف خيانة "حميدتي" للجيش السوداني للسطو علي مقاليد الأمور بالبلاد .. وكيف حصل علي أعلي رتبة عسكرية دون مؤهل تعليمي
الفريق اول عبدالفتاح البرهان ،وحميدتي قائد مليشيات الدعم السريع

تقرير.. صفاء دعبس

“الراعي الخائن أسوأ من الذئب على القطيع” هكذا فعل حميدتي من خاينة البشير إلي خاينة البرهان” فهو خائن مثل الذئب تطعمه في الشتاء و يفترسك في الربيع .

كيف أصبح حميدتي قائد عسكري وهو لا يملك أي مؤهل تعليمي؟

و تبدأ قصة ظهور حميدتي في عام 2003، حيث حشدت حكومة البشير قوات من الرعاة العرب آنذاك لمحاربة المتمردين الأفارقة في دارفور، ويرجع أصل هذه القوات، التي عرفت باسم “الجنجويد” عشيرتي المحاميد و الماهرية، من قبائل الرزيقات في شمال دارفور والمناطق المتاخمة لها في تشاد،وهم من رعاة الإبل.

وأول مرة حمّل حميدتي السلاح في منطقة غرب دارفور بعد أن قتل رجال هاجموا قافلته التجارية نحو 60 شخصاً من عائلته ونهبوا الجمال.

*تأييد البشير لحميدتي ومده بالمال والسلاح

زادت مليشيات ل”حميدتي” قوة ونفوذاً وعدداً مع كل يوم يمر عليها، وكانت عين الرئيس المخلوع “عمر البشير” عليها بصورة كبيرة لذلك مدّها بالمال والسلاح بصورة مباشرة، لتكون خط الدفاع الأول ضد المجموعات المسلحة التي تحارب نظامه في غرب السودان، وخاصة مع وصول المتمردين إلى أم درمان التي تعد جزءاً من حدود العاصمة الوطنية الكبرى، ومحاولتهم التقدم إلى القصر الرئاسي في العاصمة الإدارية الخرطوم في شهر مايو في 2008، في عملية فاجأت الكثير وأولهم الرئيس والجيش حيث
لعبت قوات حميدتي دوراً كبيراً في صد هذا الهجوم المباغت.

*انقلاب حميدتي علي البشير

وبدأ حميدتي في تمرده إلى على الدولة عندما تم تهميشه خلال مفاوضات السلام في دارفور، فثار غضبه عندما انقطعت رواتب جنوده لأكثر من ستة أشهر

بدأت الميليشيا التابعة لـ”حميدتي” تزداد قوة ونفوذاً وعدداً مع كل يوم يمر عليها، مع تركيز الرئيس المخلوع “عمر البشير” عليها بصورة كبيرة ومدّها بالمال والسلاح بصورة مباشرة؛ لتكون خط الدفاع الأول ضد المجموعات المسلحة التي تحارب نظامه في غرب السودان، خاصة مع وصول المتمردين إلى أم درمان التي تعد جزءاً من حدود العاصمة الوطنية الكبرى، ومحاولتهم التقدم إلى القصر الرئاسي في العاصمة الإدارية الخرطوم في شهر أيار من العام 2008، في عملية فاجأت كثيرين وأولهم الرئيس والجيش.
ولعبت قوات حميدتي دوراً كبيراً في صد هذا الهجوم الكبير.

قام البشير بتعيين “ميني مناوي” المنتسب لقبيلة الزغاوة مستشاراً له، فكانت الفاجعة فتمرّد حميدتي بنفسه على الرئيس السوداني حيث
بدأ ثورته ضد الحكومة في أغسطس 2007، عندما انشقّ بأكثر من سبعين مركبة ثقيلة مدرعة، ومن وافقت الحكومة علي تمرده وتحقّق حلم حميدتي ليس فقط في أن ينال كل المستحقات إضافة إلى حمله لأول مرّة لقب عسكري وهو عميد “عميد” ومن هنا تحوّل من تاجر إبل وأمير حرب إلى قائد عسكري.

*سيطرة حميدتي علي مناجم الذهب

من هنا أصبح محمد حمدان دقلو مطلق الحرية في السيطرة على مناجم الذهب في دارفور وبيع أثمن موارد السودان فأصبح من الأثرياء .

إلي ذلك ، حققت قوات الدعم السريع انتصارات عسكرية على فصائل التمرد في معارك عدّة، مثل معركة دونكي البعاشيم في 2014 ضد قوات تحرير السودان فصيل أركو مناوي فأصبح لدي حميدتي طموح سياسي منذ الفترة التي أعقبت أشهر معاركه ضد حركات دارفور معركة “قوز دنقو” التي وقعت في عام 2015 بين “قوات الدعم السريع” و”حركة العدل والمساواة” التي تُعد من أكبر الحركات المسلحة في دارفور.

هذا، وأكدت بعض التقارير أنه أصبح يجاهر برغبته في وراثة البشير منذ ذلك الوقت كانت المعركة قاصمة لظهر حركة العدل والمساواة، مقابل ذلك حصد بعدها حميدتي رصيداً عسكرياً وسياسياً ضخماً.

كان البشير يلقبه بـ”حمايتي ، وبموجب قانون خاص أصبحت قوات الدعم السريع، قوة نظامية أجازه البرلمان السوداني مطلع 2017، تحولت بموجبه من قوة مقاتلة تابعة لجهاز الأمن إلى قوات نظامية تتبع القوات المسلحة السودانية حيث
أثبتت الكفاءة القتالية لتلك الميليشيات وقيادة حميدتي التي بدا أنها تحرج جنرالات الجيش السوداني .

* عزل البشير ..حميدتي يتخلي عن الرئيس

توقع البشير خلال التي انفجرت ضده عام 2019، أن يحميه حميدتي، ولكن حصل العكس حيث لم تتورط “قوات الدعم السريع” في قمع المتظاهرين طيلة شهور الاحتجاجات حتى سقوط البشير وعندما خطط مدير الأمن السابق صلاح قوش لسيناريو إزاحة البشير تحت الضغط الشعبي في ابريل 2019 الذي تحول لاعتصام في محيط قيادة الجيش، كان الخوف وقتها من “قوات الدعم السريع” التي بناها البشير لسنوات طويلة لمثل هذا اليوم، وحوّلها إلى قوة ضاربة وجعلها شوكة في حلق الجيش .

ولكن كان لحميدتي ردة فعل آخر ورحب بقرار اللجنة الأمنية بإزاحة البشير بعد أربعة أيام من اعتصام القيادة ليصبح مشاركاً في الثورة باستجابته للتخلي عن البشير وعدم قمع قواته للمتظاهرين من وقتها تحول ميزان القوة لصالح “قوات الدعم السريع” وقائدها.

*خيانة حميدتي لإبن عمه موسي هلال مؤسسة الجنجاويد

و الخيانة لها وجوه عديدة فقد لعب حميدتي دوراً كبيراً في القضاء على قوة ابن عمه موسى هلال مؤسس الجنجاويد الذي أصبح مطلوباً للمحكمة الجنائية الدولية ومتمرداً على البشير، حيث ساعد في القبض عليه عام 2017.

*حميدتي يتاجر في مكافحة الاتجار بالبشر

اتجهت قوات الدعم السريع بعد هدوء جبهات القتال والأوضاع في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان إلى مجال مكافحة الاتجار بالبشر والمخدرات والهجرة غير الشرعية صوب قارة أوروبا، وقد نال قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو وقواته رضا بعض الدول الأوربية والأسرة الدولية، بالرغم اتهامه بأنه متورط وقتها في هذه الممارسات وهناك أقاويل علي حصوله على تمويل من الاتحاد الأوروبي مقابل وقف الهجرة غير الشرعية.

*علاقة حميدتي والبرهان

صعد الجنرال عبد الفتاح البرهان، إلي السلطة خلال عزل البشير، وهو قائد عسكري لم يكن معروفاً كثيراً قبل عام 2019، حيث شغل البرهان الذي كان المفتش العام للقوات المسلحة وقتها، منصب قائد الجيش الإقليمي في دارفور.

وترجع العلاقة بين البرهان وحميدتي إلى سنوات سابقة في دارفور، فقد قاتل البرهان في المنطقة، وكان عقيداً في الاستخبارات العسكرية ينسق هجمات الجيش والميليشيات في ولاية غرب دارفور من 2003 إلى 2005 في الوقت ذاته تحول الرجلان لحليفين بعد عزل البشير، وكان الفريق أول البرهان على تحالف وثيق مع البشير ولكن بعد الإطاحة بالأخير، تولى وزير دفاعه الفريق عوض محمد أحمد بن عوف زمام الأمور، لكن المتظاهرين طالبوا باستقالته.

*تولي البرهان السلطة

و تولى البرهان السلطة بعد عزل بن عوف بعد اعتراض المحتجين عليه، وأصبح رئيساً لمجلس السيادة وقائداً للجيش، رغم أنه لم يكن قائد صف أول في القوات المسلحة، وكان ذلك بدعم إقليمي، بينما أصبح حمدان نائب رئيس مجلس السيادة، وتحالف الرجلان ضد القوى المدنية.

وخلال فترة انتقالية أصبح البرهان الزعيم الأقوى في البلاد عكس ذلك كان حميدتي كان يقوم بجهود موازية للسيطرة على مقاليد الأمور في السودان، مما جعل الصدام حتمياً بين الطرفان .

*سبب الصدام بين حميدتي والبرهان

مشكلة حميدتي الرئيسية مع البرهان دمج قوات الدعم السريع في الجيش خلال سنتين ، بينما أراد حميدتي مهلة زمنية لعشر سنوات بما يعني فعلياً، عدم تنفيذ هذا الدمج بالمقابل تبادل الطرفان الاتهامات ببدء الحرب الحالية، ولكن هناك مؤشرات على أن قوات حميدتي هي التي بدأت القتال؛ لأن المعارك تدور حول مقرات الجيش وقواعده التي تتعرض لهجمات الدعم السريع.

و نستتنج من مايقوم به حميدتي أن هدفه قتال قوات الجيش والاستيلاء على مراكز القيادة ومهاجمة القواعد الجوية وأيضا تحييد سلاح الطيران الذي يمثل نقطة تفوق الجيش الرئيسية على قوات الدعم السريع.

*وفيما يتعلق بالوضع العام بالسودان

يؤدي استمرار الصراع بين الجيش السوداني ،ومليشيات حميدتي الي مستقبل مجهول
إذا ظلت تلك الأحداث سوف يفتح أبواب جهنم على السودان، وعلى المنطقة والقارة الأفريقية، وأيضا على أمن وسلامة العالم وما نشاهده من هدوء خلال الايام ماهو إلا رسالة عالمية من أجل قيام الدول بإجلاء رعاياها، لذا فان الوضع يزداد سوءاً.

*مولد حميدتي

يعود أصول حميدتي إلي قبيلة الرزيقات العربية التي تقطن إقليم دارفور غربي السودان،ولد محمد حمدان دقلو عام 1975

* مسيرته التعليمية

انقطع محمد حمدان عن الدراسة وهو في سن مبكر من عمره بعد أن توجه إلي تجارة الإبل والقماش وحماية القوافل التجارية بين ليبيا ومالي.

* زوجات حميدتي
من المتداول ،أن حميدتي متزوج من إثنتين واحدهما فنانة مشهورة فهو ليس من محبي نشر حياته الخاصة للجميع  والآن لا توجد تؤكد عدد زوجاته وأبنائه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى