حوادث وقضايا

حقيقية الصراع الدموي بين مليشيات متمردة والجيش السوداني

حوار/ أحمد بدوي

تظل العلاقات المصرية السودانية ممتدة الجذور، قوية في أوجه الترابط والتعاون بين البلدين، رغم التحديات التي يواجهها الشعب السوداني الشقيق رغم تمرد قوات الدعم السريع ضد الجيش السوداني، إلا دور مصر أسهم في الحد من التدخلات الاقليمية السلبية، لمعرفة دور مصر الريادي تجاه السودان وحقيقية الصراع بالخرطوم وحكمة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية ودور الدبلوماسية المصرية في احتواء الازمة منذ نشوبها، كان لنا هذا الحوار مع السفير عبدالقادر عبدالله محمد القنصل العام لجمهورية السودان بأسوان.

-كيف تري تداعيات أزمة الصراع الدموي الحالي بالسودان علي الشعب السوداني؟

بداية هذه الحرب لها تأثيرها السلبي علي الشعب السوداني نتج عنها المعاناة التي يعيشها اهلنا بالخرطوم التي عاش فيها المواطنين لحظات الرعب الأولي ثم انعكست اثارها علي الحالة المعيشية والأمنية، مما ادي الي ارتفاع الأسعار من وقود ونقص في السلع الغذائية بسبب انقطاع المواصلات وحركة النقل بين المواني والخرطوم، والحرب لها اثرها علي المستوي الدولي اغلب دول العالم لها رعايا وأجانب مقيمين بالسودان مما ادي إلي اهتمام تلك الدول بالشان السوداني ولا يخفي علي أحد ان هناك أيدي معلومة وليست خفية تعبث بأمن واستقرار السودان ومقدراته.

-ما مدي العلاقات المصرية السودانية بين البلدين علي مدار التاريخ؟
لا أحد يستطيع ان ينكر دور مصر الريادي تجاه السودان وعمق العلاقة بين البلدين والشعبين بل يكاد يكون بلدا واحدا رغم تطور وسائل التواصل بين الشعبين منذ قديم الأزل وهناك شراكات متعددة الأوجه من حضارة نشأت علي ضفاف نهر النيل وعلاقات تجارية واقتصادية ومصاهرة تجمع بين الشعبين وكان للرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية حكمة في التعامل مع بداية الأزمة في احتوائها لمراعاة لبعد الإستراتيجي بين البلدين لان السودان تمثل السند والبعد الأمني والقومي لمصر من ناحية الجنوب. وكان دور مصر القومي أسهم كثيرا في الحد من التدخلات الاقليمية السلبية وكانت مصر مضيافة قد فتحت ذراعيها لابناء النيل النازحين من السودان مع تقديم الدعم الكامل لهم من حيث التعاون بين السلطات في تسهيل اجراءات الدخول والعمل علي مساندة الشعب السوداني في محنته، كما لعبت الدبلوماسية المصرية دورا بارزا في احتواء الازمة منذ نشوبها.

– كيف تري دور القنصلية السودانية باسوان للأخوة النازحين من السودان الي أسوان؟

دور القنصلية السودانية باسوان تعمل علي تسهيل والتنسيق في استقبال الأخوة السودانيين منذ تحركهم لحين وصولهم الي مقر اقامتهم سواء باسوان أو القاهرة ونعمل بشكل دائم علي التواصل مع السلطات بأسوان والسلطات المصرية بالقاهرة والسلطات السودانية بالخرطوم والتواصل مع القائمين علي المعابر والمواني بين البلدين.

-ما هو سبب الخلاف بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع؟
سبب الخلاف كما هو معلوم التطلع الي السلطة والطموح الزائد لقائد قوات الدعم السريع لتولي السلطة رغم إن قوات الدعم السريع تم إنشائها في عهد الرئيس السابق عمر البشير لمكافحة التمرد وكانت تحت قيادة الجيش السوداني وقامت بدور فعال في القضاء علي حركات التمرد في مختلف المناطق، ولكن للأسف بسبب التدخلات الخارجية التي لها اطماع بالسودان ارتفعت طموحات الدعم السريع الي إن يتولي قيادة الدولة مما جعلهم يقدمون علي هذه المغامرة الانتحارية التي ادت الي هذه الحرب التي يعاني منها الشعب السوداني بتفتيت وحدة الصف وتقسيم السودان، بل لم تكتفي بذلك بل استعانت بمقاتلين من دول غرب إفريقيا.

-ما الذي يجب فعله من الحكومة السودانية في ظل الازمة الطاحنة محليا ودوليا؟

الواجب علي الدولة السودانية التصدي لهذا التمرد من قوات الدعم السريع والقضاء عليها في أقرب وقت ممكن وفي نفس الوقت تتواصل الحكومة مع كافة أطراف المجتمع الدولي علي المستوي الثنائي أو عبر المنظمات لتوضيح وشرح آخر التطورات للوضع الراهن، وفي نفس الوقت أيضا العمل علي توفير كافات الخدمات للمواطنين حتي يسود الهدوء مرة اخري بين جميع الأطراف بالسودان، والحمد لله 90 ٪ تم مواجهة قوات الدعم السريع والقضاء عليها من قوات الجيش السوداني الوطني بالولايات ولم يتبقي إلا مواجهات قليلة في بعض الأحياء بالخرطوم.

-كم بلغ إعداد النازحين من السودان الي مصر؟
حسب اخر الإحصائيات بلغ عدد النازحين 16 الف مواطن سوداني الذين عبروا خلال معبري قسطل ومعبر ارقين بمتوسط من 35 إلي 40 باص وأتوبيس يوميا.

-رسالة توجها الي جامعة الدول العربية لانهاء هذه الازمة؟
نأمل من جامعة الدول العربية ان تنظر إلي الازمة بعين الاعتبار وعدم المساواة بين الطرفين حيث ان قوات الدعم السريع ما هي مليشيات متمردة علي الجيش السوداني الذي يعمل علي حماية الوطن والحفاظ علي سلامة اراضيه، والعمل علي بذل المساعي الدبلوماسية لاستعادة الاستقرار والامن للسودان مع وجود سلطة وطنية موحدة لحكم السودان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى