مناسبات

“انتصار التنين على الصياد”بقلم المحامي يوسف بني جابر.

“انتصار التنين على الصياد”بقلم المحامي يوسف بني جابر.

مع إشراقة شمس يوم الإثنين، في السادس من سبتمبر للعام الواحد والعشرين بعد الألفان، تجلى وضح النهار على حكاية كادت تشابه الخيال بكل تفاصيلها، وتلخص كل مفردات العزيمة بحذافيرها، حكاية واقعية من نسج الخيال جسدت إرادة الحق الذي حمل بيده ” ملعقة ” تمكت من أن تحفر في الأرض فتنصر على وهن الباطل الذي تمثل في سجن
” جلبوع ” الإحتلالي بكل ما أوتي من حصون وأبراج وجنود..
” ملعقة ” يأكل بها الأسير الفلسطيني زكريا الزبيدي ورفاق قيده الخمسة المحكومون لدى الإحتلال بالسجن مدى الحياه، وتأكل هي معهم التراب وتخفيه نحو “نفق” يقودهم من ظلام زنازين المحتل الى شمس الحرية.
” نفق ” تمكن ستة أسرى فلسطينيين من حفره طوال أشهر بواسطة ” معالقهم ” التي يأكلون بها، لينفجر منه على الشرفة الأخرى لسجن ” جلبوع” وعلى بضعة أمتار من أبراجه نبع ماء يروي الضمأن ويجري في حمى الرحمن، وتشرق شمس تضيئ سماء فلسطين ينبت معها الأمل لكل المقهورين والمستظعفين في العالم، ليتفتح أقحوان الحق والحرية رغم عتمة الباطل وسلاسل السجان.
رسائل اعجاز سيخلدها التاريخ وهي تصفع جبروت محتل يتفاخر بقوة مخابراته واستخبارته، أشرقت معها الشمس من باطن الأرض لتكون العلامة الكبرى على اقتراب ساعة القيامة لهذا المحتل مهما تكبر وتجبر.
ففي عام ١٩٦٣، أي قبل ثمانية وخمسون عاما كتب الشهيد المفكر غسان كنفاني روايته ” رجال في الشمس ” عاتب أولئك الذي قتلهم حر الخزان خنقا بحثا عن الحرية قائلا : لماذا لم تقرعوا جذران الخزان ؟!
رحل غسان وظلت دعواته في الوجدان تبعث العزيمة وتدعوا لقرع جذران الخزان ورفض الإستسلام.
ليخط القائد زكريا الزبيدي رسالته لأطروحة الماجستير التي كتبها في جامعة بير زيت بعنوان ” الصياد والتنين ” سرد فيها خمسون عاما من ملاحقة جيش الإحتلال وعملاءه للمقاومين الفلسطينيين وطرق وأساليب مخابرات العدو للإيقاع بهم وتصفيتهم، ليجسد الحكاية مع رفاق دربه على صدى صوت غسان، فيقرعون الأرض بمعالقهم، وينتصر التنين على الصياد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى