غير مصنف

الضمان الإجتماعي في الإسلام

 

بقلم الدكتور /ماهر عبد التواب

في ظل الأزمة الاقتصادية التي يعيشها العالم، والفقر والاحتياج الذي قضي علي فئة كبيرة من شرائح المجتمعات، وضع ديننا الحنيف نماذج عدة للتكافل الإجتماعي

حيث اوجب على الدوله والاغنياء في الشريعه الإسلامية ان يقوموا بحفظ النفس وهي من أهم المقاصد الضروريه لاؤلئك الذين لا يستطيعون حفظها في نطاق مسؤوليتهم الذاتيه ولا تستطيع أسرهم في نطاق مسؤولياتها القيام بها لأن الدوله مسؤوله عن تنظيم حياه الأفراد الاجتماعية من جميع جوانبها والاشراف عليها والقيام بما يحفظها طبقا لتعليم الاسلام

وتلك هي الكفالة الاجتماعية لهم بتوفير الطعام و الملبس والمسكن، وغير ذلك من أمور الحياه، التي تدخل في نطاق الكفالة الاجتماعية حسب اختلاف الزمان والمكان، والأحوال والقدرات

واذا لم تستطع الدوله القيام بها أو لم تعلم بمن تجب له الكفاله وجبت على الأغنياء باعتبارهم أصحاب قدره ماليه وهم لا يفعلون ذلك احسانا بل واجب ان يؤدونه وتكون الزكاة مصدرا من مصادر تمويلها

لذا نجد إن نظام التأمين الإجتماعي في الإسلام عرف بروحه لا بنصه، وذلك لأن مصطلح “التأمين الإجتماعي ” وضع حديثاً،

أما فلسفته وروحه ومبادئه فقد تحققت فيما أنزله الله سبحانه وتعالي فى كتابه الكريم علي رسوله الأمين وفيما جاءت به السنة النبوية الشريفة وفيما قال بعض فقهاء الإسلام المجتهدين، وفيما سنه بعض الخلفاء الراشدين والحكام المصلحين من أنظمة وإصلاحات اجتماعية.

إن التأمين الاجتماعي في ظل الإسلام نظرية عامة والتي قد رسم لها خطوطها العريضة وعناصرها الأساسية القرآن الكريم والسنة النبوية تاركين التفصيلات لكل مجتمع حسب ما يناسبه في كل زمان ومكان” .

فلقد كرم الله سبحانه وتعالى الإنسان بقوله تعالي ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي ءَادَمَ﴾ (الإسراء: 70) وخلق له ما يجعله يعيش حياة كريمة مستقرة في الدنيا والآخرة فيقول سبحانه وتعالى ﴿وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ﴾ (البقرة: 36) ويقول عز وجل ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا﴾ (البقرة: 29) وسخر الكون للإنسان لقوله تعالى ﴿وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ﴾ (الجاثية: 13) ومعنى التسخير هو جعلها في متناول يده ونطاق عقله وقدرته لينتفع بها

وهذا لكل الناس عامة بصفتهم عباد الله عز وجل خالقهم ورازقهم، ومن حكمة الله عز وجل وتقديره أن فضل بعض عباده على بعض في الرزق فيقول سبحانه ﴿وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ﴾ (النحل: 71) وأمر الأغنياء برعاية الفقراء ﴿وَءَاتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي ءَاتَاكُمْ﴾ (النور: 33) كما أمر بمواساة من تحل به بلوى وإعانتهم لتخفيف ما حل بهم في إطار من التعاون والتكافل الاجتماعي فيقول سبحانه ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾ (المائدة: 2) وشرع الله سبحانه وتعالى أساليب عديدة لتحقيق هذا التعاون والتكافل الإجتماعي منها الزكاة والصدقات والأوقاف وغيرها.
وللحديث بقية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى