تقاريرحوادث وقضايا

الموت لم يفرق الصديقين والأب عاد ليبحث عن إبنه في ظلمات النهر بالمنيا

تقرير: دعاء علي

لم يكن مصطفى وعلي أقارب وحسب، ولكنهما صديقين جمعتهم ذكريات الدراسة والعمل بالرغم من صغر سنهما، فهما في أواخر عمر الزهور ومقتبل سن الشباب، ولكن الشابين توفيا بنفس الطريقة، وكانهما تواعدا على الموت كما كانا في حياتهما.

– البداية

قال عمر عبد العزيز أحد أقارب الغرقى: البداية كانت يوم الجمعة 12 من الشهر الجاري، مصطفى محمد يبلغ من العمر 16 سنة في الصف الثاني الثانوي الصناعي، نزل إلى نهر النيل عقب صلاة الظهر بقرية البرشا التابعة لمركز ملوي جنوب المنيا، كغيره من شباب القرية للاستحمام، فتأخر وغاب لساعات في الخروج من النهر، فأثار الأمر قلق أهله، الأمر الذي جعل عم الغريق يتوجه إلى قسم الشرطة للإبلاغ عن غيابه واتخاذ الإجراءات اللازمة، فتم احتجازه وعرضه على النيابة لأخذ أقواله في الواقعة.

تابع: بلغ أهل مصطفى الإنقاذ النهري والحماية المدنية للبحث عن جثمان نجلهم في نهر النيل، وبالفعل قام رجال الانقاذ النهري بقرية البرشا بالبحث عنه في نطاق حدود القرية فقط، ولأن منسوب النهر كان مرتفعًا لم يكملوا البحث، ولم يجدوا لجثمان الغريق أثر.

– من الغربة إلى ظلمات النهر
أشار: عقب غرق مصطفى عاد والده من السفر، وهو يعمل بالمملكة العربية السعودية، وبدلًا من أن يستقبله نجله بالفرحة هو إخوته الثلاثة كالعادة، عاد الرجل ليبحث عن إبنه في ظلمات النهر مع الأهالي بالقرية، الذين بدؤا بالتجمع عند النيل مكان غرق مصطفى للبحث عن جثمانه، ولم نجد له أثر منذ يوم الجمعة 12 مايو وإلى الآن، بطول نهر النيل من محافظة المنيا إلى القاهرة شمالاً، وحتى أسوان جنوبًا.

– لن يفرقهما الموت

أوضح أحد أهالى قرية البرشا: أما الغريق الثاني علي إبراهيم أحمد، يبلغ من العمر 16 سنة وابن عمة مصطفى وصديقة أيضًا، وزميله في الصف التاني الثانوي الصناعي، كان يبحث مع أهالي القرية عن جثمان صديقه، في جزء من النهر بجانب الجبل، ونظرًا لارتفاع حرارة الطقس، قرر علي النزول إلى النهر للاستحمام، أو ظنًا منه انه سيعثر على مصطفى، ولكن ذهب ولم يعد، وكأن الصديقين تواعدا على الموت في مكان واحد كمان كانا مقربين لبعضهما البعض في الدنيا.

– بلاغ إلى النائب العام

استطرد: تقدمنا ببلاغ للسيد النائب العام حمادة الصاوي، لأننا لم نجد الاهتمام المرجو من قوات الحماية المدنية بملوي، بحجة ارتفاع منسوب نهر النيل، فعادت فرق وقوات الانقاذ النهري مرة أخرى للبحث عن جثامين الشابين، لأن أهاليهم يرثى لحالتهم، فاللهم الطف بهم.

وكان اللواء أسامة عبد العظيم، مدير أمن المنيا قد تلقى إخطارا من مأمور مركز شرطة ملوي، بورود بلاغين يومي 12 مايو و 21 من ذات الشهر يفيدا، بوفاة مصطفى محمد وعلي ابراهيم أحمد، غرقا في نهر النيل بقرية البرشا التابعة لمركز ملوي.

فيما انتقل فريق من قوات الإنقاذ النهري والحماية المدنية، بقرية البرشا التابعة لمركز ملوي جنوب المنيا، لانتشال جثة الغرقي إلا أنهم لم يتمكنوا من انتشالهما، وجار البحث عنه جثتة، وتحرر محضر بالواقعة وأخطرت النيابة لتولى التحقيق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى