أهم الأخبارمقالات

د. فتحي حسين يكتب: المؤثرون في عصر وسائل التواصل الاجتماعي!

 بقلم: د.فتحي حسين

في ظل تطور الإنترنت والثورة المعلوماتية المستمرة تزامنا مع تقدم التكنولوجيا, التي نشهدها كل يوم , فقد برز خلال العشرين سنة الماضية نوع جديد من الإعلام، يتمثل بظهور مواقع التواصل الاجتماعي الأمر الذي قلب الطاولة على الإعلام التقليدي تماما ، وضرب كرسي في الكلوب وصار القرن الـ21 عصر وسائل التواصل الاجتماعي، بعد أن كان الاتصال الجماهيري عبارة عن صحافة،و تلفزيون،و إذاعة , فقط وكان هذا ما يعد سمة القرن الـ 20!!

 وربما سارت هذه الوسائل من الماضي او الزمن الفائت وصارت علاقة الجمهور بوسائل التواصل الاجتماعي لصيقة مع مرور الوقت، خاصة مع مواكبة تقنيات الهواتف الذكية لتطور تلك الوسائل، إذ صار الهاتف الذكي في متناول يد كل شخص من مختلف الفئات العمرية. كما دفع التطور في وسائل التوصل الاجتماعي، المؤسسات الإعلامية للتكيف معه، والاعتماد على مواقع التواصل (فيس بوك، تويتر، يوتيوب، إنستجرام…)، لنشر المحتوى الذي تقدمه، وجلب الزوّار إلى مواقعها الإلكترونية!

يضاف الي هذا فان بساطة التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي،وسهولة الدخول اليها واستقاء الأخبار منها بطبيعة الحال باعتبارها مصدرا أساسيا للحصول على الأخبار والمعلومة السريعة، أدي إلى ظهور فئة جديدة من مقدمي المحتوى بمختلف أنواعه، صارت تُعرف بـ”المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي!

والمؤثر هو ببساطة هو الشخص الذي يتبعه عدة ملايين، وبحد أدنى 10 آلاف متابع، على وسائل التواصل الاجتماعي، يثقون في تقييمهم لسلع أو خدمات في مجال معين بحيث تستعين بهم الشركات لتسويق منتجاتها مقابل مدفوعات أو هدايا تقدمها لهم.والمؤثر قد يكون على مواقع التواصل لاجتماعي من بين عدة أنواع سواء من المشاهير والشخصيات العامة، قادة الرأي، المتخصصون، المدوّنون، الناشطون…الخ، وذلك بحسب عدد متابعيهم.

ويذكر ان بداية ظهور “المؤثرين” كان نشاطهم مقتصرا إلى حد معيّن على تقديم محتوى ترفيهي، ومن خلاله يقومون بتسويق سلع تجارية لمتابعيهم مقابل المال, ثم بدأ نشاط هؤلاء المؤثر يتسع ، من خلال تقديم محتوى يتطرق لمختلف جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، بهدف الشهرة والمال.. وربما هناك فرصة ذهبية لاستثمار المؤثرين في مواقع التواصل الاجتماعي، بإيصال أفكار كثيرة ربما عجزت المؤسسات الإعلامية عن توصيلها،وهذا حقيقي، إلا أن ذلك يتطلب أن يكون هناك وعي وتثقيف وحسن توجيه وتخطيط لكيفية الاستفادة من هؤلاء المؤثرين ، بتحقيق أهداف تعمل على رقي المجتمع وتنميته.

 وكما كان التفاعل المباشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي من أبرز أسباب انتشار هؤلاء الذين بنوا قاعدة جماهيرية تتابعهم وتتأثر بأفكارهم وآرائهم، خصوصًا أولئك الذين يقدمون محتوى إعلاميا بوصفهم صحفيين ومصدرا للأخبار، الأمر الذي يطرح التساؤل عن مدى قوة تأثيرهم في تكوين الرأي العام لدى شريحة واسعة من المجتمع!

وأدى توسع نشاط المؤثرين من ناحية اخري إلى ظهور منحى مختلف لتأثير المحتوى الذي يقدمونه، فبعد أن كان لأهداف تسويقية والشهرة، صار التأثير يطال وعي المتلقي وتكوين الرأي العام حول القضايا التي تهم الجمهور او ربما لا تهمه وانما تصيبه بالتوتر والضغط العصبي والنفسي احيانا ! ومع انتشار السوشيال ميديا، ووجود مساحة حرة للتعبير عن رأي كل شخص يمكن أن ينشئ حسابًا على إحدى منصات وسائل التواصل الاجتماعي، صارت الفرصة متاحة لكل شخص للعب دور الإعلامي”، “ربما هذا فتح الباب لظهور (صحافة المواطن)، إذ صار بإمكان أي شخص يمتلك هاتفًا محمولًا أن ينقل الأحداث المحيطة به للإعلام، حتى قبل أن تصل وسائل الإعلام إلى موقع الحدث لذلك لم يعد الإخبار مقتصرا على الصحفي المهني، بحسب فرج، بل صار كل شخص لديه “موبايل” متصل بالإنترنت يمكن أن يكون مصدرًا للأخبار وهنا تكمن الخطورة لاسيما في نشر الشائعات المضلل والهدامة , ما لم يتحرك الاعلام الرسمي لوئد ووقف مثل هذه الاخبار المضضللة ونشر الحقيقية للناس , فالناس لا تزال تراهن علي الاعلام الحكومي والوطني تلقي الاخبار عن كافة شئون حياتها!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى