كتبت : هيام محمد عبد العزيز
حنان لأولادها قبل دخول العملية : نص ساعة وأجيلكم
انتظروني علي الغدا
محامي حنان : تقدمت ببلاغ اليوم للنائب العام لمنع الطبيبان من السفر
عمر لأمه في المقابر : ارجعي معايا يا ماما مقدرش أرجع من غيرك
الأبنة الصغري : عاوزة ماما
قومي بقي يا ماما عشان نتجمع زي زمان
حنان غالي بنت مدينة السنبلاوين محافظة الدقهلية والتي تم تشيع جثمانها أول أمس بعد أن مكثت علي أجهزة التنفس الصناعي ٩١ يوم
البداية
٢٠ / ٦ اليوم الأسود في حياة الأسرة
حيث رتبت المجني عليها وهيأت نفسها لإجراء جراحة بسيطة ( إستعدال أنف)
أي مجرد لحمية الأنف
العملية لا تستغرق نصف ساعة بحسب ما نراه كل يوم
واتفقت وزوجها بالفعل علي ميعاد إجراء الجراحة بمستشفي خاص بمدينة السنبلاوين وحضر الطبيب المختص بالجراحة وإستدعي طبيب التخدير وبدأت إجراءات العملية الطبية في داخل غرفة العمليات بمستشفي خاص بمدينة السنبلاوين
حنان الزوجة الشابة التي تركت ٤ أطفال
أكبرهم عمر ١٢ سنة في الصف الثاني الإعدادي وصفية ١١ سنة وآلاء ٩ سنوات وإبراهيم ٦ سنوات
تفاصيل العملية:
دخلت الزوجة الشابة لحجرة العمليات مستسلمة مطمئنة لأيدي الطبيب ومشرطه
فإذا به يجد ظغط المريضة منخفض جدا وصل ل ٢٠/ ٨٠
فصرخ في طبيب التخدير
في ايه الضغط واطي جدا !!؟؟
ليخبره بكل برود ويرد :إشتغل عادي أنا تعمدت أوطيه عشان ميحصلش نزيف وأنت بتعمل العملية .
ليفاجأ الجراح بتوقف عضلة القلب ما يقرب من ٤٥ دقيقة
وبسرعة تدهورت الحالة و أصيبت حنان بتلف في المخ بسبب عدم وصول الأكسجين للمخ عدة دقائق
فأسرع الطبيب بوضعها علي أجهزة التنفس الصناعي بعدما عمل إنعاش القلب ولكن كانت بعد حدوث الكارثة ودخلت المريضة في غيبوبة استمرت ٩١ يوما بالرعاية المركزة
وهي بين الحياة والموت . علي أجهزة التنفس الصناعي
حررت الأسرة محضرا بنيابة السنبلاوين وأثبتت حالة الخطأ الطبي في النيابة والأوراق الرسمية منذ دخولها لإجراء الجراحة وتدهور الحالة وقد تم تحرير محضر برقم ١٣٩٢٨ جنح السنبلاوين
نعاها زوجها :
رفيقة دربي ومؤنستي الغالية أوجعني فراقك ولن أترك حقك
والدة حنان :
بنتي داخلة تعمل العملية وهي زي الفل ونازلة تجري علي السلم ومعاها أوراق وتحاليل ومعندهاش أي أمراض ولا بتعاني من أي حاجة
حسبي الله ونعم الوكيل من اللي حرمني من كبدي وحرم الأطفال الصغيرين دول من أمهم .
عمر أكبر أبناء حنان:
متسيبنيش يا ماما انا عاوزك معاية
صفية بنتها :
قومي بقي يا ماما خالوا محمد وخالتوا إيناس هيموتوا عليكي وعاوزين نتجمع زي زمان ووحشتيني قوي وكل شوية ألاء أختي تسألني عليكي . قومي والنبي يا ماما
لم تعد قضايا القتل تقتصر علي حوادث الطرق فقط بل إمتدت لتشمل قضايا قتل ناتجة عن أخطاء طبية جسيمة وسوف نرصدها من شهود الإثبات ومن خلال التقارير الطبية والمحاضر الرسمية حتي الوصول والوقوف علي ما حدث بالضبط
الأستاذ محمد غالي شقيق حنان :
أختي دخلت العملية ومعاها لياقات طبية كاملة وايكوا علي القلب والهيموجلوبين بتاعها كان ١٢ونصف وكل حاجة كانت كويسة ودي عملية غضاريف بالأنف يعني مش عملية نزيف ولا موت
عملنا محضر و دكتور الجراحة قال فيه إن دكتور التخدير أعطاها جرعة زيادة عشان يخفض الضغط حتي وصل ل ٢٠/٨٠
وقال أنه ما كانش ينفع يشتغل ويفتح بالوضع دة
حصل إن أختي حصلها توقف في عضلة القلب ٤٥ دقيقة وعملوا إنعاش بالصعق الكهربي لكن حصل تلف بخلايا المخ لعدم وصول الأكسجين له.
حسبنا الله ونعم الوكيل وعاوزين حق أختي
أناشد السيد وزير الداخلية وأناشد السيد النائب العام والسيد عبد الفتاح السيسي رئيسا لجمهورية عاوزين حق أختنا.
ولما كان الخطأ الطبي نتيجة انعدام الخبرة أو الكفاءة من قبل الطبيب أو من يعاونوه
بات الخوف سيفا علي رقاب الأطباء والمرضى أيضا فقد يضيع الطبيب في غيابات السجن في لحظة تسرع أو رعونة منه .
ولم يسلم المريض أيضا من الخوف إذ أصبح يؤجل العمليات الجراحية لأجل غير مسمى حتي يستجمع شجاعته ويزول عنه خوفه من إجراء الجراحة.
ويدلي برأيه معالي المستشار الأستاذ سيد حمزة المحامي ومساعد حزب الأحرار الإشتراكين بهذا الصدد :
وقال أن
القتل الخطأ يكون أحيانا أصعب من القتل العمد ويشمل الحوادث والقتل الخطأ في المجال الطبي الذي يكون نتيجة إهمال أو عدم دراية كافية من الطبيب أو طاقم التمريض المعاون له والذي يحدد ذلك هو الطب الشرعي والإضطلاع التام علي التقارير الطبية
وتحديد الخطأ هل هو نتيجة إعطاء المريض جرعة تخدير أكثر أو أقل من المطلوب أم خطأ الجراح
والعقوبة في القانون لهؤلاء تكون ثلاث سنوات للأسف وتصل إلي ٧ سنوات في حالات تعدد المجني عليهم فقد يكون حادث نتج عنه وفاة ٣ أو ٣ أشخاص
قياسا بالقتل الطبي الخطأ يكون أيضا في حالة الموت نتيجة انهيار عقار لم يراعي المهندس فيه معايير الجودة والسلامة وغاب عنه ضميره ولم يعطي مواد البناء حقها من حديد يكفي الإنشاء ؛ ربما غير مطابق للمواصفات أو إستخدم أسمنتا منتهي الصلاحية
لذلك أري أنه يجب علي المشرع تغليظ العقوبة لما فيها من قصور تشريعي .
أخت حنان :
أختي كسرت ضهري وكل الناس بتحبها وكانت محترمة ومهذبة قوي ‘ قبل ما تدخل تعمل العملية قالت لي الدكتورة سارة ( سلفة حنان ) كانت عاوزة تيجي معاية قاطعتها أختها وسألتها ….
أنت يا حنان بتقولي لسلفتك يا دكتورة ؟؟
حتي وأنت بتكلمي عنها وهي مش موجودة بتقولي دكتورة !!!! ؟
فأجابت حنان رحمة الله وبركاته عليها
نعم أيوة ” وأعطوا كل ذي حق حقه “
هي ذاكرت وتعبت وبقت دكتورة لازم نديها حقها ووضعها .
ثم انهارت في البكاء وقالت دي حنان أختي اللي ضاعت مننا بسبب طبيب متهور منه لله وحسبي الله ونعم الوكيل .
كان لزاما علينا في جريدة المواجهة تحري الدقة في متابعة القضية فتوجهنا للمستشار الأستاذ سيد سامي المحامي ومحامي زوج حنان المتوفية إلي رحمة الله
حيث قال :
منذ اليوم الأول الذي دخلت فيه حنان لغرفة العمليات وحدث لها توقف في عضلة القلب أتبعه توقف لباقي أجهزة الجسم واتصل بي أهلها لأننا علي صلة قرابة قمت بتصوير التقرير الطبي واتخاذ الإجراءات القانونية في هذا الشأن وعمل محضر أرفقت به جميع التقارير الطبية اللائقة وتقرير المستشفي بعد نصف ساعة من دخول المتوفية لغرفة العمليات وما أتبع ذلك من تدهورات صحية لها
.
أخير تقدم الأستاذ سيد سامي المحامي ببلاغ للنائب العام بمنع طبيب الجراحة وطبيب التخدير من السفر . لحين الفصل القضائي في موت حنان غالي الزوجة الشابة التي رحلت تاركة ٤ أطفال يبكون باليل والنهار ولوعة في قلوب أمها وزوجها وأخواتها
وكان لنا لقاء مع الدكتورة عبير عبد القادر مدير مستشفي الرمد بالمنصورة وتوجهنا لها بسؤال عن موقف نقابة الأطباء من هذه الوقائع وهل هناك ردع كافي لتحجيم مثل هذه الأمور ؟
قالت الدكتورة عبير عبد القادر
:
نقابة الأطباء فيها فريق قانونى يمكن في الوقت الحالي ليس علي القدر المرضى لنا جميعا بس ده بسبب سوء إدارة واختيار وبإذن الله هنستعين بفريق قانونى قريبا لو قدر لنا النجاح علي مستوى مهنى عالي دا غير أننا بنستعين بقسم الطب الشرعي في كل حالات قضايا المسئولية الطبية .
بالإضافة إلي إننا علي تواصل مع مستشارى النقابة العامة القانونين لو الأمر إستدعى ذلك.
رحم الله حنان غالي وأسكنها فسيح جناته.
