تقارير

“هنادي والبشمهندس” حكاية غرام وانتقام شهدتها استراحة طه حسين بالمنيا

 

استراحة طه حسين بقرية نونا الجبل بملوي محافظة المنيا

 

كتب: دعاء علي

على بُعد 15 كيلو متر تقريبا من مدينة ملوي جنوب محافظة المنيا، تقع استراحة عميد الأدب العربي طه حسين والتي اهداها له صديقه الدكتور سامي جبرة عام 1936، في قرية تونا الجبل “هيرموبولس القديمة”، وشهدت قصة حب “هنادي والبشمهندس” من فيلم دعاء الكروان.

 

البداية حفائر تونا الجبل 

قال احد المسؤولين عن استراحة عميد الأدب العربي، كان لابد من موافقة الدكتور طه حسين، علي الدعم المالي بصرف المبالغ المالية التي ستجري بها بعثة الجامعة  أعمال الحفائر 1931، وبصفته عميد كلية الآداب جامعة القاهرة وقسم الآثار جزءا منها، فقد أصدر قرار بصرف مبلغ 500 حنيه من نفقة الجامعة آنذاك، وكان هذا المبلغ كبير وكافي لبدأ الحفائر بقرية تونا الجبل التابعة لمركز ملوي جنوب محافظة المنيا.

 

هدية من صديقه 

تابع، بينما كان يزور طه حسين تونا الجبل ليتفقد آخر اعمال البعثه من حين لآخر، وكان يستقبله صديقه الدكتور سامي جبرة في منزله ليقيم معهم برفقة زوجته، فكانت تربط زوجتيهما علاقة صداقة فهما فرنسيتين الجنسية، ولكن قرر جبرة ان يؤسس مكان خاص للدكتور طه حسين، ليقيم فترة وجوده فيها بتونا الجبل.

أضاف، تتكون الاستراحة من طابقين الأول مكتبة خاصة للدكتور طه حسين وغرفة كبيرة والثانى طابق ينقسم إلى غرفتين وصالة للمعيشة، كي يبقى بحريته في أوقات تواجده بعيدا عن استراحة صديقه الشخصية، ولزيارتها متي تطلب الأمر وجوده لاكتشافات اثرية جديدة.

 

دعاء الكروان غرام وانتقام

في أواخر الخمسينات عقب رحيل طه حسين، تم تصوير أجزاء من فيلم “دعاء الكروان” في الاستراحة للمخرج هنري بركات، وهو أحد أهم مؤلفات عميد الأدب العربي “طه حسين”،  وكانت تلك المشاهد التي تخص الفنان أحمد مظهر “البشمهندز” والفنانة فاتن حمامة آمنة اخت “هنادي”، حين كانت تعمل خادمة لديه في استراحته، حيث جمعت بينهما قصة حب ملتهبة بدأت باغتصاب البشمهندس لهنادي ليفضح القدر سرهما وينتهي بمقتلها على يد خالها تحريضا من الأم، ويأتي خال آمنه باحثا عنها ليقتها، فيشاء القدر ويقتل البشمهندس بدلا من آمنة.

فيما شهدت الاستراحة جلسات الأدب والشعر لكبار الأدباء وزيارات الفنانين وملوك بعض الدول، كالملك فاروق والفنانة ليلى مراد، بالإضافة الى حفلات السمر التي كان يقيمها طه حسين آنذاك للبعثات والعاملين في الحفائر بقرية تونا الجبل.

 

مولده وبداياته

جدير بالذكر، أن طه حسين ولد عام 1889 بقرية الكيلو التابعة لمركز مغاغة شمال محافظة المنيا، وعقب بلوغه 4 سنوات انطفأ نور عينيه، لتبدأ بذلك رحلته مع الأطباء والتي باءت بالفشل، ليصبح كفيفا ولكن لم يستسلم للظلام فالتحق بالأزهر الشريف ليكمل دراسته، وبعدها انتسب إلى الجامعة المصرية بكلية الآداب لدراسة اللغات والعلوم العصرية والحضارة الإسلامية، ليحصل بذلك على درجة الدكتوراه عام 1914.

وعقب حصوله على الدكتوراه، كلفته الجامعة المصرية بالسفر إلى فرنسا ليكمل دراسته بجامعة مونبلييه، ويجمعه القدر بزوجته الفرنسية “سوزان بريسو” التي آمنت به ووقفت خلفه تسانده لتكون الشمعة التي أضاءت طريقه في الغربة، وعينيه التي كان يرى بها في ظلام طال سنوات، وأحد دوافعه لوصوله إلى العالمية.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى