أخبار مصرإقتصاد

خبير بالشأن الصيني: بكين تدعم القاهرة بقوة في طريق التنمية

أحمد عبد العزيز سلام، الخبير بالشأن الصيني
أحمد عبد العزيز سلام، الخبير بالشأن الصيني

كتبت ـ هبه شكري

أكد أحمد عبد العزيز سلام، الخبير بالشأن الصيني، المستشار الإعلامي الأسبق لمصر في الصين أن زيارة وزير الخارجية الصيني وانج يي، إلى القاهرة مؤخراً، تعد رسالة تضامن قوية من الدولة الصينية لدعم كافة المواقف والتوجهات المصرية في ما يتعلق بغالبية ملفات التعاون الثنائية ، وتطورات الأوضاع الإقليمية والدولية الشائكة التي تحظى بالاهتمام المشترك من الدولتين المصرية والصينية اللتين تتشاركان في مكانة وثقل دولي، وتنتميان لحضارتين عريقتين.

وقال سلام – في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط – إن “زيارة وانج يي، إلى مصر تأتى في توقيت غاية في الأهمية، سواءً بالنسبة لمصر أو بالنسبة لتطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط؛ حيث تتزامن مع الحدث الهام بانضمام مصر رسمياً مع بداية يناير من العام الجاري إلى تجمع البريكس، والذي تلعب فيه الصين دوراً هاماً ومحورياً، كما تأتى بعد نحو شهر من تجديد الشعب المصري الثقة في الرئيس عبد الفتاح السيسي، بإعادة انتخابه لولاية جديدة، وأيضاً الاحتفال بالذكرى الـ20 لإقامة منتدى التعاون الصيني – العربي”.

وأضاف أن الزيارة من الأهمية بمكان، كونها تعد تضامناً مع القاهرة في وقت تتعرض فيه مصر لحملات شرسة من جهات ودول عديدة ، وفي توقيت تلتهب فيه منطقة الشرق الأوسط بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة .

وتابع سلام، أن تصريحات وزير الخارجية الصيني خلال الزيارة أكدت على أن الصين تدعم مصر بقوة تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي لاختيار طريق تنمية يناسب ظروفها الخاصة.

وأردف أن زيارة وانج يي ، للقاهرة عكست العديد من الدلالات المهمة ، في ضوء المحادثات التي أجراها مع كل من الرئيس عبد الفتاح السيسي، ووزير الخارجية سامح شكرى، حيث تأتي على قمة هذه الدلالات، توافق الرؤيتين المصرية والصينية بشأن القضية الفلسطينية، فالصين تدعم الموقف الفلسطيني وتؤيد حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته على حدود 1967، حيث اعترفت الصين بالدولة الفلسطينية، كما أيدت انضمامها كعضو مراقب في الأمم المتحدة، وبالتالي فإنها تدعم انضمام فلسطين إلى عضوية مختلف المنظمات الدولية”.

وأشار سلام ، إلى أن “الصين قدمت في عام 2013، مقترحاً من أربع نقاط لتسوية القضية الفلسطينية، كان أولها يتمثل في إقامة دولة فلسطينية مستقلة وكاملة السيادة على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، باعتبار ذلك حقاً ثابتاً للشعب الفلسطيني، وأساس تسوية القضية الفلسطينية، وأن المفاوضات هي الطريق الوحيد للسلام، وضرورة تطبيق قرارات الأمم المتحدة المرتبطة بالصراع، ومبادرة السلام العربية، ومبدأ الأرض مقابل السلام، وما يتعلق بالدور الدولي المنوط به توفير الضمانات الضرورية لتحقيق تقدم في المفاوضات، ودخول المساعدات للفلسطينيين في ظل أوضاع كارثية تواجه المدنيين الفلسطينيين”.

وأوضح أن “كافة هذه المقترحات الصينية تتوافق تماماً مع وجهة النظر المصرية، وكذا الشرعية الدولية، لكنها تصطدم جميعها بصخرة الرفض والعناد من جانب إسرائيل ودعم من الولايات المتحدة الأمريكية المنحازة للطرف الإسرائيلي”.

ولفت سلام، إلى أن ” المواقف الصينية كانت أيضا متناغمة مع التوجهات المصرية إزاء جهود إنهاء الحرب ووقف إطلاق النار في غزة، في أسرع وقت وحماية المدنيين من الطرفين خاصة المدنيين الفلسطينيين الذين يتعرضون للقصف العشوائي من آلة الحرب الإسرائيلية ويحتاجون لمساعدات غذائية وطبية عاجلة إضافة للرفض التام لتوسيع نطاق الصراع وتقويض الاستقرار الإقليمي، حيث رفضت الصين مشروع قرار طرحته واشنطن أمام مجلس الأمن في 15 أكتوبر الماضي، لكونه تجاهل الدعوة إلى الوقف الفوري لإطلاق النار، أو إعطاء هدنة إنسانية دائمة لدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة”.

وبيَّن أن “البيان المشترك الصادر في ختام محادثات وزيري خارجية مصر والصين، عكس أيضًا وجود توافق في رؤية البلدين حيث اتفق الوزير سامح شكري ونظيره الصيني وانج يي، على ضرورة الوقف الفوري والكامل لإطلاق النار، ووقف كافة أعمال العُنف والقتل واستهداف المدنيين والمنشآت المدنية، ورفض وإدانة كافة انتهاكات القانون الدولي بما في ذلك القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، بما في ذلك النقل الجبري الفردي والجماعي والتهجير القسري للفلسطينيين من أرضهم، كما تم التأكيد على الدعوة إلى الإفراج عن الرهائن والمُحتجزين من الجانبين”.

وقال سلام، إن “الوزيرين عبرا عن القلق المصري الصيني المشترك والشديد إزاء الوضع الإنساني المتدهور في قطاع غزة، والمعاناة اليومية التي يشهدها أهل القطاع، وتأكيد أهمية النفاذ السريع والآمن والمستدام ومن دون عوائق للمساعدات الإنسانية بصورة كافية إلى قطاع غزة، وضرورة تنفيذ قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، بما في ذلك قرار مجلس الأمن رقم 2720، وما تضمنه من إنشاء الآليات الإنسانية اللازمة بالقطاع”.

وأضاف أن “البيان المصري الصيني المشترك، في ختام الزيارة، أشاد بالدور المصري والجهود المصرية الحثيثة في ما يتعلق بدعم القضية الفلسطينية وبالتطورات الأخيرة في قطاع غزة بشأن الرفض التام لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم”.

وفي ما يتعلق بالأوضاع الملتهبة في منطقة البحر الأحمر، قال سلام، إن “الجانبين المصري والصيني أكدا متابعتهما الحثيثة لتطورات الأوضاع وأهمية قراءة تلك التطورات ارتباطاً بالأوضاع في غزة باعتبارها مسبباً رئيسياً لها، كما أعربا عن القلق إزاء إمكانية اتساع رقعة الصراع بالمنطقة، مع التشديد على أهمية تكاتف الجهود الدولية والإقليمية من أجل الوقف الفوري للاعتداءات على قطاع غزة، والعمل على خفض حدة التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة”.

وأوضح سلام، أن ” الرسالة المصرية الصينية كانت واضحة وحاسمة بالتأكيد على أهمية تأمين سلامة وأمن الملاحة البحرية في منطقة البحر الأحمر وضرورة العمل والتنسيق المشترك بشأن هذه الملفات مع استمرار التواصل والتنسيق لإيجاد حل دائم وشامل وعادل للقضية الفلسطينية وفقاً للمُحددات الدولية ذات الصلة”، مؤكدا أن “هذا التنسيق المشترك والتوافق في الرؤى يعكس المكانة المهمة التي توليها الصين للدور المصري على المستويين الإقليمي والدولي”.

وأكد أن “نتائج الزيارة والحرص الصيني الدائم على التواصل والتنسيق مع مصر يؤكد قوة العلاقات الثنائية بين القاهرة وبكين والصداقة والاحترام والثقة المتبادلة التي تجمع الرئيسين عبد الفتاح السيسي والصيني شي جين بينغ، والتي ارتقت بالعلاقات الثنائية التاريخية إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين في كافة الملفات والمحافل الدولية، ما يعد “أقوى ضمان استراتيجي للعلاقات الصينية -المصرية” وفقًا لما صرح به وزير الخارجية الصيني خلال زيارته للقاهرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى