تقاريرمحافظات

توفى صعقًا بالكهرباء في سمالوط بعد أمنيته بحسن الخاتمة يوم عرفة

 

تقرير- دعاء علي

جميعنا يتخوف من سيرة الموت، فالبعض يعتقد أنه لما يقترفه من ذنوب لا يجب عليه تمني الموت، وآخرين يعملون بقوله تعالى ” ولا تتمنوا الموت إن كنتم صادقين”، ولكن هناك من يتمناه رغبًة ورجاءًا في رحمة الله، وهذا ما فعله أحد رواد الفيسبوك، عبر حسابه الشخصي، حيث تمنى الموت يوم عرفه كغيره ممن يدعون الله في ذلك اليوم، ولكن استجيب له حيث توفاه الله بعد تعرضه لصاعقة كهربائية أثناء عمله.

محمد فرج الروبى، البالغ من العمر 37 عام، موظف بالوحدة المحلية بقرية العزيمة بمركز سمالوط شمال محافظة المنيا، متزوج ولديه من الأولاد 4 أطفال “شهد وكريم وآدم وأسامة”، والذي كتب عبر حسابه الشخصي فيسبوك، منشورًا مؤثرًا يوم وقفة عرفة، طلب فيه من أصدقائه أن يسامحوه ويدعون له بعد وفاته، متمنيًا حسن الخاتمة، وكان المنشور على حسابه الشخصي على النحو التالي:

“إبراء ذمة من الدنياومافيها، في أيام عرفات المباركه،

الاسم/محمدفرج الروبى، ومعرفش هموت امتى من فضلكم إللى يعرفنى يقراها للنهايه، ويعمل إللى فيها بنفس راضيه، وكل نفس ذائقة الموت ولا تدرى نفس باى ارض تموت، وممكن اكون فى يوم من الايام اغتبت حد بقصد او من غير قصد أو غلط فى حق حد بقصد او بغير قصد أو اخد حق مش حقى من حد، فإن الله لايغفر لمن اغتاب أو ظلم حتى يسامحه من اغتابه أو ظلمه.

وأطلب ممن يقرأ رسالتى أن يتكرم ويسامحنى فقد كثر موت الفجأة ولا اعلم متى يدركنى الموت فمن يحمل فى قلبه خدوشا قد أحدثتها له فليخبرنى ويسترد مظلمته أو يعتقنى لوجه الله

وارجو منكم إذا سامحتموني ترددها بلسانك وتستحضر النيه وتقل، اللهم انى سامحت، اللهم اغفر لنا وراحمنا اللهم توفنا وانت، راضى عنا، يارب ارزقنا حسن الخاتمه، وجزاكم الله خيرا”.

 

قال سعيد فتحي إبن عم المتوفي وصديق طفولته: “محمد مكانش قريبي وبس، لا ده كان صديقي الصدوق منذ أيام الطفولة”، تربينا ونشأنا سويًا، كان يعمل بالمجلس المحلي لقرية العزبمة، وكان محبًا للخير وساعيًا فيه للجميع لا يفرق فيه من يعرف ومن لا يعرف، ليس له أعداء معبرًا “مش بيحب يزعل من حد ولا يزعل حد منه”، خدوم إلى أقصى حد ممكن بنفس متسامحة راضية.

تابع المتحدث ذاته: كان محمد الروبي حسن السمعة بين أهله وأصدقائه وزملائه في القرية، حليمًا لا يغضب سريعًا، حتى أنه كان يساعد السيدات المسنات في تقاضي رواتبهن بالفيزا يذهب بنفسه إلى منازلهن خوفًا عليهن من التعب، معتبرًا إياهم مثل والدته، وكان خدومًا لزملائه في العمل بقدر إمكانه.

أشار سعيد في نبرة حزن وتأثر: محمد ابن عمي رحمه الله، قبيل وفاته شطب منزل والدته، وبعدها كان يجهز شقة لأولاده، ورغم ضيق ظروفه المادية، أصر محمد أن يدخل السرور على أولاده في العيد ويذبح لهم أضحية بقدر الإمكانيات المتوفرة لديه، ويوم وفاته كان معنا أغلب الوقت إلى المساء، ولكنه توفي إثر صاعقة كهربائية أودت به إلى الموت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى