تقارير

عروس البحر الابيض المتوسط وكرا لتجارة المخدرات

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

الاسكندرية: علاء الدين حسين

لا يخفى على احد ظاهرة انتشار المخدرات فى هذه الايام ومن العجيب تجاهل مؤسسات الدولة والتراخى فى البدء فى حملة قومية للقضاء على تلك الظاهرة.

وفى مدينة الثغر الإسكندرية محبوبة ومعشوقة الاسكندرانية نكاد ان نجزم بأنه لايخلو شارع من شوارع المدينه من تاجر للمخدرات والحبوب المخدرة.

ابو سمرة مواطن سكندرى المنشأ يحدثنا عن تجربته مع نجار المخدرات فيقول

منذ اربع سنوات تصادف وجودى بقسم شرطة الدخيلة ورأيت ما ادهشنى…؟

المخدرات يتم تداولها داخل ديوان قسم البوليس ؛ لم استطيع ان اتحمل ما رأيت فتوجهت على الفور الى مباحث امن الدولة بالاسكندرية للابلاغ عن تلك الواقعة.

شاهدت انفاعلاا ملحوظا على وجه الضابط المسؤل بمباحث امن الدولة بعد ان اخبرته بما رأيت ووعدنى بأنه سيتخذ اجراء حازم مع المسؤلين بعد التحقيق والتحرى.

 ويكمل ابو سمرة حديثه ؛مشيرا الى ان المخدرات تدخل الاقسام اثناء زيارة المحبوسين احتياطيا على ذمة قضايا اجرامية وتسأل هل تتذكر لماذا قتل خالد سعيد مفجر ثورة 25 يناير…

لانه فضح قضية مماثلة فى احدى دوائر محافظة الاسكندرية.مشيرا الى ان الهاء الشعوب عن بعض الازمات الداخلية والخارجية.

يتم من خلال تغييب الناس عن همومهم سواء من خلال المخدرات او افتعال وتفجير قضايا تافهه تخص ممثلين او فنانة ترتدى ملابس عارية او ما شابه ذلك..

مبينا رأيت فيديو انتشر على وسائل التواصل الاجتماعى يعلن فيه احد تجار المخدرات شاهرا سلاحه الالى عن نوع جديد من المخدرات يتاجر به.

وترك هذا المختل عقليا رقم تليفونه للتواصل والاتجار.

وسمعنا بعد ايام قليلة من خلال قناة ار تى الروسية عن حادث مقتل هذا التاجر وتبين بعد الفحص الامنى انه محكوم عليه بأحكام غيابية بالمؤبد.

ولم يتمكن مباحث تنفيذ الاحكام من القبض عليه ولم ينفذ عليه ايا من هذه الاحكام حتى نهايته مقتولا وتسأل ابو سمرة هل وصل بنا الامر الى هذا الحد.

لقد اصبحت مصر من اكبر الاسواق لترويج المخدرات فمن المسؤل عن دخول كل هذا الكم من المخدرات الى البلاد وخصوصا اننا نسمع بصفة دورية من خلال.

وسائل الاعلام عن ضبط كميات هائلة من المخدرات اثناء دخولها من المنافذ الحدودية.

وانهى ابو سمره حديثه بقول رسولنا الكريم ” ان الله يوزع بالسلطان ما لم يوزع بالقرأن مشيرا الى ان البلطجة والارهاب وجهان لعملة واحدة.

ولكن الارهاب مبنى على عقيدة مزيفة والبلطجة مبنية على عقائد إجرامية فكلاهما مدمر للمجتمع واذا لم تتحرك الجهات الامنية فعلى الدنيا السلام.

بينما يرى الباحث الزراعى عاطف حافظ ان ظاهرة انتشار المخدرات ظاهرة مجتمعية تحكمها عوامل متعددة منها البطالة والفقر والانحلال الاخلاقى والتفكك الاسرى وتأخر سن الزواج وغيرها…

وللقضاء على تلك الظاهرة ينبغى على جميع مؤسسات الدولة ان تتضافر جهودها جميعا للتصدى لتلك الظاهرة.

ويؤكد حافظ على انه للتصدى لظاهرة انتشار المخدرات لابد اولا و قبل التدخل الامنى وايضا قبل القبض على تجار المخدرات.

التفاعل بين جميع المؤسسات والتناغم بينهم فى اعلان الحرب على المخدرات وعلى سبيل المثال قصور الثقافة والجامعة وتطوير المناهج الدراسية.

والمجلس القومى للمرأة و دور العبادة والنوادى مشيرا ان للدولة ايضا دور حيوى من خلال القضاء على البطالة وتوفير فرص عمل حقيقية و زيادة الوازع الدينى الحقيقى وليس اللحية والجلباب القصير.

ويفسر حافظ ان من اسباب انتشار المخدرات فى مصر وفى المجتمعات.

البطالة والفقر وتغييب الوعى لدى الشباب فيهرب الشاب من الواقع الحقيقى الذى يثقله بالهموم الى واقع افتراضى يجعله يعيش فى الوهم.

ولو لفترة محدودة للهروب من الضغوط النفسية التى يعانيها .

 وعن دور الامن فى التصدى لتلك الظاهرة يرى حافظ عدم الالقاء بالمسؤلية على الجهات الامنية وحدها فرجال الشرطة عددهم محدود ايا كان عددهم.

ولديهم مسئوليات متعددة وضابط الشرطة احيانا لايمكنه رؤية اهل منزله لمدة اسبوع كامل من كثرة اعباء العمل ولكن الشرطة حلقة فى سلسلة ولا يمكنها العمل بمفردها

واختتم حافظ حديثه بقوله اذا اردنا القضاء على ظاهرة المخدرات علينا اولا ان ننمى الممانعة الذاتية داخل الشباب فلدينا مشكلات داخلية وخارجية.

محتاجة لتوحيد الصف ومنها مشكلة سد النهضة والحروب فى الدول الحدودية ناهيك عن ازمة الدولار الاخيرة فكيف لشخص مهزوز من جراء ادمان المخدرات ان يتفاعل مع كل تلك الازمات ويشارك فى مواجهتها. 

بينما تحفظ عن الحديث فى الموضوع سمير النيلى مدير نادى المعلمين بالإسكندرية وسكندرى المنشأ واوجز ان منطقة غيط العنب بالإسكندرية.

وهى مسقط رأسه تباع فيها المخدرات بالجملة مضيفا ؛ انا مصاب بحالة من الاحباط والاشمئزاز ولا ارغب فى المزيد من الحوار.

ويفسح اسامة بسمة المحامى بالنقض المجال للحديث عن الدور القانونى فى القضاء على تلك الظاهرة فيقول لكى تصدر عقوبة مغلظة على تاجر المخدرات.

لابد ان تكون اجراءات الضبط سليمة ولكن وللاسف الشديد احيانا ما يصدر احكام بالبراءة على تاجر المخدرات لان مذكرة الضبط والتلبس.

احيانا ما تكون مبالغ فيها لكى يظهر ضابط المباحث براعته فى القبض على المتهمين كما ان بعض ضباط المباحث غير ملمين بقانون الاجراءات اصلا.

والقاضى مضطر لتنفيذ القانون والحكم من واقع الاوراق المنظورة امامه و المليئة بالثغرات القانونية فتكون القضية مادة سهلة للمحامين للحصول على جكم ببراءة المتهمين فى قضايا الاتجار بالمخدرات.

  ويكمل بسمة حديثه مداعبا فيقول ؛ تعاملى مع قضايا المخدرات أتاح لى فرصة التعرف على احدث الانواع من الحبوب المخدرة.

ويتحدث ضاحكا احدث انواع البرشام المخدر والمنتشر حاليا بالإسكندرية نوع من الحبوب المخدرة اشد فتكا من الهيروين يطلق عليه البلطجية اسم “شابوه”.

ويخبرنا عزت مكاوى المحامى بالنقض عن اماكن انتشار المخدرات بمدينة الثغر فيقول تنتشر المخدرات بمناطق:

ابوسليمان والرمل ثانى وجبل نعسة بحى كرموز وغيط العنب وشارع البترول بالساحل الشمالى والمساكن الشعبية فى كل حى من احياء الاسكندرية.

هذا عن تجارة الجملة اما عن تجارة التجزئة فلا يخلوا شارع من شوارع الاسكندرية من تاجر مخدرات مقيم بنفس الشارع.

ويلمح مكاوى الى ان الافلام واغانى المهرجانات المنتشرة حديثا توهم الشباب بان الرجولة عبارة عن بلطجة وادمان ويؤكد مكاوى ان المخدرات انتشرت بشكل اصبحت معه امرا واقعيا وعقب …

رأيت احد المدرسين بمرحلة الثانوية العامة يطلب من تلاميذه احضار قطعة من الحشيش ” بدلا من فلوس الدرس ” متسألا بدهشة شديدة ..

فما تأثير ذلك على الطلبة والاجيال القادمة.. ويكمل مكاوى حديثه بصفتى محامى نقض واتعامل مع قضايا المخدرات علمت مايدور بأروقة عصابات المخدرات.

بوجود تشكيل اجرامى يسمى ” بالمؤسسة” وبالطبع هى ليست مؤسسة من مؤسسات الدولة ؛ وانما هى عبارة عن مجموعة من المرشدين.

والمرشد هو فى الاصل تاجر مخدرات يتعامل مع رجال الامن للابلاغ عن زملاءه عند اللزوم.

افراد المؤسسة هؤلاء يتقاضون الاتاوات من صغار تجار المخدرات فى مقابل تبليغ معلومات مضللة لرجال الامن عن هذا التاجر.

او ذاك بل ويخبرون التجار أيضا بمواعيد الحملات الامنية مسبقا فى بعض الاحيان وقبل حضور رجال المباحث اليهم وكله بثمنه.

ونما الى علمنا ايضا تورط البعض من امناء الشرطة فى تلك المؤسسات وللاسف الشديد.

وعن انتشار المخدرات فى الاسواق الشعبية وضواحى المدينة اكد كلا من عادل محمود والحاج سيد النجار انتشار تجارة المخدرات بالجملة فى منطقة البرج القديم.

والنجوع والقرى التابعة لها وكذلك الاسواق العشوائية مثل سوق الجمعة بمنطقة اللبان موضحين ان بلطجية الاسواق يتلقون الاتاوات من البائعين بمبالغ طائلة يوميا.

وبعلم من الجهات الامنية وبالتالى لديهم الاموال لشراء وبيع وتداول المخدرات .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى