مقالات

قبل أن تغرق سفينة الخير على شواطىء البلطجة ..بقلم أ.رجب عبد اللطيف محمد

كاتب وخبير تنمية البشرية

         

رجبكيف تكسب قلب مخطوبتك ... بقلم أ .د/ رجب عبد اللطيف محمد
د رجب عبد اللطيف محمد الكاتب والباحث فى التنمية البشرية

 

 

كثرة ظاهرة البلطجة في الإيام السابقة بشكل مُخيف ، أنتشرت السرقات وحالات القتل والإغتصاب ، يفعل من

يشاء ما يشاء بمن يشاء إذا قدر على ذلك بدون ضوابط ولا حدود ،

يأكل القوي الضعيف ، يريد القوي أن يُظهر قوته ويزيد من سلطته ، وأنا أتساءل : هل هذه هي الحرية التي

نُنادي بها ؟!  لو كانت هذه هي الحرية فبئس الحرية إذاً ،

للأسف الشديد يفهم كثير منا الحرية فهماً خاطئاً ، فالحرية هي أن تفعل ما تريد ولكن بشرط أن لا تتعدى بحريتك على حرية الأخرين ،

فأنت حر مالم تضر ، فإذا تعديت حدودك بدعوى الحرية وأدى ذلك إلى إيذاء الأخرين فهذه ليست حرية بل هي

جريمة في حق نفسك وحق مجتمعك ،

والسؤال المهم هنا : لماذ كثرة الجرائم وأعمال البلطجة بعد الثورة التى أزال الله عز وجل بها رأس الظلم

وأعوان الظالم ؟

هذا الوقت الذي لم يأتي على مصر وقت مثله ، مع أن المتوقع أن يظهر الخير ويقل الفساد بعد زوال زعيم

عصابة الفاسدين المفسدين ! أمر عجيب وشئ غريب ولكني أرى أن هناك أسباب أدت إلى ذلك منها :

السلبية القاتلة : فكثير منَّا تربى على كلمة وأنت مالك ، دع الملك للمالك ، هو أنت هتصلح الكون ، خليك في

حالك ، فأصبح كثير منَّا يرى الخطأ ولا يكلف نفسه ولو بكلمة لرفع هذا الخطأ ، سلبية قاتلة ،

يرى البلطجية سلبية الناس وضعفهم فيزدادوا جرئة وقوة وكما يُقال يا فرعون ما الذي فرعنك ؟ قال لم أجد أحد يوقفني

، فلو كان هناك رجال يقففون يداً واحداً أمام هؤلاء البلطجية كما كنَّا أيام الثورة لرجع كل بلطجي إلى جحره

وانزوى وزال خطره ، ، فلابد أن نعود إلى الإيجابية لكى نقضى على جذور البلطجية .

ومن الأمور التي أدت إلى زيادة حالات البلطجة غياب الضمير لدى كثير من الناس : فاالموظف الذي لا يراعي

ضميره في عمله فهو من البلطجية ، والموظف الذي ما زال يأخذ الرشوى فهو من البلطجية ، والعامل الذي

يُعطَّلَ العمل فهو من البلطجية ، والدكتور الذي يُتاجر في أجساد المرضى فهو من البلطجية ، والشرطي الذي

لايُسرع لإنقاذ المستغيثين فهو من البلطجية ، والسائق الذي يسير عكس

=الطريق فهو من البلطجية , والمدرس الذي لا يراعي ضميره في شرحه فهو من البلطجية ، فلو غاب الضمير

ظهرت البلطجة ولو عاد الضمير وراعي كل إنسان ضميره لعاد الأمن والأمان والإستقرار والسلام .

ومن الأمور التي أدت إلى زيادة حالات البلطجة بعض وسائل الإعلام التي تشعل الفتن بين العوام فكثير من

جرائم البلطجة كان السبب الرئيسي لها بعض القنوات الإعلامية التي تضخم الأحداث وشغلها الشاغل السبق

الإعلامي والإيثارة الإعلامية دون النظر إلى العوافب والضرر

الذي سيعود على المجتمع ، فالذي يُحب مصر يراعي الحكمة قبل نشر أي خبر ، فالخبر الذي يثير فتنة ويشعل

النفوس ، التلميح به يغني عن التصريح ،

والإشارة تُغني عن العبارة ، ولو كان هذا الخبر فتيل فتنة فلا داعى لنزع هذا الفتيل من أجل ضجة إعلامية زائفة

،فلابد أن نخمد نار البلطجية ، ولنحرص جميعاً على أن تعبر سفن الخير سالمة على شواطئ شعب مصر قبل

أن يغرقها قراصنة البلطجية .    

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى