
المختصر المفيد لكتاب العادات السبع ( الجزء الأول)
لقد قرأت كتاب (العادات السبع للناس الأكثر فعالية ) للدكتور ستيفن كوفي ، فرأيته كتاباً رائعا قد وضع كاتبه فيه خلاصة تجارب وخبرات ودراسات ظلت خمسة وعشرون عاما لكي يصل إلى المعنى الحقيقي للنجاح ، فلما وصل لهذا المعنى بعد جهد طويل اخرج هذا الكتاب ووضع فيه المبادى الموصلة للنجاح المتزن لكي يصير عليه كل من يريد النجاح في هذه الحياة ،
فقمت بفضل الله تعالى بتلخيص هذا الكتاب ونشره على صورة مقالات بإسلوب سهل ويسير، شيق وجميل ، لكي ينتفع به كثير من العباد ،ويكون خير لي في هذه الحياة وبعد الممات ، وأسال الله تعالى أن يوفقك أخي القاري الكريم ، للسير على طريق الناجحين ، وأن يرزقك السعادة في هذه الحياة ، وغدا عندما تلقى الله .
وأبدأ أولاً بذكر ما يقوله كبار المفكرين والمؤلفين ورجال الأعمال عن هذا الكتاب :
*يقول وارين بنيس مؤلف كتاب (كيف تكون قائدا).
-“لقد ألف ستيفن كوفي كتاباً متميزاً عن الأحول الإنسانية إن رشاقة الاسلوب، والفهم العميق لأغوار الاهتمامات البشرية ومدى احتياجنا إليه في امورنا التنظيمية والشخصية ، تجعل خذا الكتاب هديتي المفضلة لكل من اعرفة ”
يقول توم بيترز مؤلف (البحث عن التميز).
-قليل فقط من دارسي التنظيم والإدارة ومن الناس العاديين الذين أمعنوا التفكير الطويل والشاق حول المبادى الأساسية بمثل ما فعل ستفين كوفي في ( العادات السبع للناس الأكثر فعالية ) فإنه لا يعلمنا فقط كيف نكون قادة بل يتيح لنا فرصة وتتمثل هذه الفرصة في كيفية استكشاف أنفسنا ،ومدى تأثيرنا في الآخرين مستعينين في ذلك بأفكاره الثاقبة ، إنه كتاب رائع جدير بان بغير مسار حياتك.
يقول رو جر ستوباك
-يقدم لنا ستيفن كوفي في كتابة ( العادات السبع للناس الأكثر فعالية ) وجبه من سبعة أطباق عن كيفية تحكم الإنسان في حياته ليصبح متكاملاً ، وصاحب إنجازات كما يتخيله الآخرين ، إنه كتاب يوفر الإشباع ، ويرفع للنشاط ، ويتدرج خطوة بخطوة ، ويصلح لتحقيق التقدم على المستوى الشخصي والعمل .
ثانياً :ماذا يعنى الدكتور ستيفن بكلمة العادات ؟
العادة هي الفعل المستمر الناتج عن الرغبة والمعرفة والمهارة.
فإذا أردت أن تغرس عادة ما ولتكن (فن الإستماع ) فعليك أولاً أن تكون لديك الرغبة المشتعلة في امتلاك هذه العادة وبعد الوصول إلى هذه الرغبة عليك (بالمعرفة) وهى معرفة كيفية تحقيق الاستماع الفعال والطرق الموصلة لذلك ،فإذا حصلت على المعرفة الكافية فعليك (بالمهارة) وهى تطبيق المعرفة تطبيقا عمليا وبكثرة الاستمرار وممارسة هذا الفن تنشا العادة .
رغبة + معرفة + مهارة = عادة
*تعريف الفعالية :
لكي نتعرف على معنى الفعالية لأبدا أن نذكر هذه القصة التي يرويها لنا الدكتور ستيفن ، يقول الدكتور ستيفن:
-تروى الخرافة قصة مزارع فقير اكتشف ذات يوم بيضة ذهبية متلألئة أسفل اوزتة حيث ظن أول وهله أنها مجرد خدعة غير انه لدى شروعه في الاحاطة بالبيضة جانبا ، أمعن التفكير ثانية ثم امسكها بين كفيه لتحتل لديه مكانة اثيرة ،لقد كانت البيضة من الذهب الخالص ،ولم يصدق المزارع الحظ الذي اهبط عليه بالثروة،وفى اليوم التالي ذهب عقله شعاعا حينما وجد المعجزة تتكرر ،ويوما بعد يوم كان يهرع فور استيقاظة من النوم إلى مربض الأوزة ليجد بيضة ذهبية أخرى ،
وهكذا أصبح المزارع الفقير واسع الثراء وكان الأمر كله يبدو مستعصيا على التصديق ن غير انه مع تزايد الثروة ،جاء في ركابها الطمع والتسرع ، ومع فقدانة الصبر على الانتظار لجمع البيضة الذهبية يوم وراء أخر ،قرر المزارع ذبح الأوزة ليحصل على البيض كله جملة واحده ،
ولما فتح بطن الأوزة وجده خاويا ، لم تكن هناك بيضة ذهبية واحدة ، وهكذا استحال عليه أن يحصل على المزيد منه ، لقد قضى المزارع على الأوزة التي كانت مصدر انتاجة ،اننى ازعم أن هذه القصة الخرافية تنطوي على قانون طبيعي ،على مبدأ وهو التعريف الأساسي للفعالية ،فمعظم الناس يرون الفعالية من منظور التصور الذهني للبيضة الذهبية ،
فكلما ذاد إنتاجك ذاد عملك ،وذادت فعاليتك ،غير انه وفقا لما تبينه هذه القصة ،فان الفعالية الحقيقية تتكون من جزئيين هما الشى المنتج (البيضة الذهبية ) ومصدر الإنتاج أو القدرة على الإنتاج ( الأوزة) .
فإذا ما انتهجت في حياتك نموذجا فقط يركز على البيضات الذهبية ويتجاهل الأوزة ، فسرعان ما ستجد نفسك فاقد للمصدر الذي يمدك بالبيضة الذهبية ، ومن ناحية أخرى ،فان قصرت اهتمامك على الأوزة معرضا عن هدف الحصول على البيضة الذهبية ،فسرعان ما ستفقد راس المال اللازم لإعالتك (إعالة الأوزة) .إن الفعالية تكمن في التوازن –وهو ما أطلق عليه توازن الإنتاج والقدرة على الإنتاج ،يتمثل( الإنتاج)
بتحقيق الرغبات المرجوة وهى بمثابة البيضات الذهبية ، وتمثل( القدرة على الإنتاج) القدرة أو المصدر الذي يفرز البيضات الذهبية .
واليك مثال آخر يزيد المعنى وضوحا:
فلنفترض انك تريد أن يكون لابنتك غرفة نظيفة –إن هذا هو عامل (الإنتاج) اى البيضة الذهبية ، ولنفترض انك تريد منها أن تقوم بتنظيفها وهذا هو عامل ( القدرة على الإنتاج) إن ابنتك بمثابة الأوزة ،والقدرة على الإنتاج التي تنتج البيضة الذهبية ،
غير انه إذا كان تركيز تصورك الذهني على عنصر الإنتاج أي جعل الغرفة نظيفة ، فقد تجد نفسك مضيقا ً عليها لأداء هذه المهمة ، بل انك قد تنحو إلى تصعيد مجهودك لتصل إلى حد تهديدها أو الصراخ فيها وفى سبيلك للحصول على البيضة الذهبية فانك تقوض صحة الأوزة وسعادتها إلى الهلاك.
-بذلك نكون قد عرفنا معنى (العادات) و ( الفعالية ) . ولم يبق لنا إلا معرفة العادات السبع ،فما هي العادات السبع التي استخلصها الدكتور ستيفين من خلال أبحاثة ودراساته التي ظلت خمسة وعشرون عاما ؟
* العادات السبع للناس الأكثر فعالية .
-هي سبع عادات توصل من اعتادها إلى النجاح المتزن ، والنجاح المتزن هو النجاح الذي يحقق للإنسان ثلاثة أمور :-
1-رضا داخلي: وهو أن يصبح الإنسان سعيدا داخليا راضيا عن نفسه وعن ما يفعله .
2-توافق اجتماعي:وهو أن يكون صاحب علاقات طيبة مع الآخرين.
3-إنجازات في الحياة :بحيث يكون قد أضاف شيئا نافعا في الحياة .
-فالعادات السبع بمشئية الله تعالى تجعلك تصل إلى هذه الإمور الثلاثة ،تجعلك تصل إلى مرحلة النضج الحقيقي ،بحيث تنتقل من مرحلة الاعتماد على الآخرين ،إلى مرحلة الاعتماد على النفس ، إلى التعاضد مع الآخرين ، وبهذا تكون وصلت إلى المعنى الحقيقي للنجاح المتزن .
ولعلك الآن آخى القاري الكريم تكون قد اشتقت إلى معرفة العادات السبع وهذا ما سوف نتعرف عليه في المقالات القامة إن شاء الله تعالى .