العادة الأولى (كن مبادراً) .
-هذه أول صفات الرجل الناجح ،أن يكون مبادراً ،والمبادر هو الذي لا يلقى باللوم على الآخرين ، أو على الظروف ،فالرجل المبادر هو الذي يبذل الجهد في الأشياء الذي يستطيع فعلها ،أما الرجل الإنفعالي فهو الرجل الذي يركز على نقاط الضعف لدى الآخرين ،
وعلى الظروف التي ليس له سلطان عليها وبالتالي يلقى اللوم على الآخرين وعلى الظروف ،فينتج عن ذلك طاقة سلبية تقعدهم عن العمل وعن التركيز على النقاط التي يمكن لهم أن يفعلوا شيئاً حيالها ،فالرجل المبادر هو الذي يعلم يقيناً أنه مسئول عن حياته وبالتالي فهو مسئول عن سلوكه ،فسلوكنا هو تعبير عن قراراتنا وليس عن ظروفنا ،
إننا نستطيع أن نخضع المشاعر للقيم ، إننا نملك المبادرة والمسئولية لصنع الأحداث ،فبدل من التركيز على الأحداث والظروف وإلقاء اللوم على الآخرين ، نركز على الأمور التي نستطيع فعلها للخروج من تلك المشكلة ، فان مطاردة الثعبان السام الذي يلدغ الجسد لن تسفر سوى سريان السم في كافة أجزاء الجسد ، ومن الأفضل كثيرا إتخاذ إجرات فورية لإستخراج السم من الجسد .
يقول الدكتور ستيفن كوفي :
-في إحدى الندوات كنت أتحدث عن مفهوم روح المبادرة حين وقف أحد الحاضرين وسالنى “ستيفن إننى معجب بما تقوله غير إن الأمور تختلف عن بعضها البعض – خذ مثالاً على زيجتي إن القلق يجتاحني ، إننى وزوجتى لانتشارك في مشاعرنا كلاً تجاه الآخر مثلما كنَّا سابقاً ، أظن أننى لا اعد أحبها – ماذا افعل ؟
سألته ” لم تعد هناك مشاعر قط ؟
أجاب موكداً “هذا صحيح ، لدينا ثلاثة أطفال هم محض اهتمامنا حقا – ماذا تقترح ؟
قلت له ” أحببها ” .
قال لقد قلت لك : لم تعد هناك أية مشاعر تجاهها .
فقلت له ” أحببها ” قال “إنك لاتفهم أن الشعور بالحب لم يكن موجوداً “
قلت إذاً أحببها ، إذا لم يكن الشعور موجوداً فان هذا سبب جيد لأن تحبها .
قال: ولكن كيف تحب حينما لاتكون واقعاً في الحب ؟
قلت : يا صديقي كلمة الحب فعل الحب – الشعور هو ثمرة الحب ،الفعل إذاً أحببها ، اخدمها ، ضح من اجلها ، إستمع إليها ، تقمص الدور ، قدرها ، أكد ذلك لها ، هل أنت راغب في أن تفعل هذا ؟
فالرجل المبادر لا يلقى اللوم على زوجته أو على تصرفاتها أو على الظروف ، ولكن يسرع لإيجاد حل لهذه المشكلة ويبادر هو في حلها ولا ينظر إلى الظروف والأحداث لتغير مجرى حياته .
وبهذا نكون قد فهمنا معنى (كن مبادراً ) وهذه أول صفات الناجحين .
لغة الإنفعالية | لغة روح المبادرة |
ليس لدى ما افعله . | دعنا ننظر إلى بدائلنا . |
هكذا تماماً هي طريقتي . | يمكنني إختيار طريقة أخرى . |
إنه يدفعني إلى الجنون . | إننى أتحكم في مشاعري . |
إنهم لن يسمحوا بذلك . | أستطيع أن أبدع تصوراً فعالاً . |
لو أن . | سوف أفعل . |
العادة الثانية ( أبدأ وعينك على النهاية ) .
– لكي نفهم هذه العادة دعنا نترك الدكتور ستيفن يوضح لنا هذا المعنى بالمثال التالي . يقول الدكتور ستيفن :
– نرجوك أن تقرأ الصفحات التالية القليلة وأنت وحيد في مكان لا يقاطعك فيه أحد ، ولا تشغل ذهنك بشي آخر عدا ما سوف تقرأه وما قد أدعوك لتؤديه ، ولا تكن قلقاً بشأن جدول أعمالك ، أو تجارتك ، أو أسرتك أو أصدقائك ، وركز حقا معي ، وبعقل متفتح .
وأمعن انظر بعقلك لصورتك وأنت ذاهب إلى جنازة أحد أصدقائك ، تخيل نفسك وأنت تتوجه بسيارتك إلى موقع الجنازة ، ثم توقف سيارتك جانبا ، وتخرج منها ،
وفى خلال سيرك إلى سرادق العزاء سوف ترى الزهور ووجوه الأصدقاء والأسرة ، وتشعر بمدى مشاركتهم في الحزن على من رحل من دنيانا والمشاعر التي تفيض بها ملامحهم ،
وتشع بها قلوب كل المجتمعين هناك ، وبينما أنت في طريقك إلى مدخل الغرفة تنظر إلى حيث يرقد الراحل سوف تجد فجأة أنك أصبحت وجها لوجه مع نفسك ، وأن هذه سوف تكون جنازتك بعد ثلاثة أعوام من الآن ، وقد جاء كل هؤلاء الناس لتكريمك ، وليعبروا عن مشاعر الحب والتقدير لحياتك .
وعندما تجلس على أحد الكراسي في إنتظار بدء مراسم الجنازة ، فإنك سوف تنظر إلى ورقة في يدك تضم أسماء أربعة من المتحدثين عن مناقب الفقيد ، وسوف يكون الأول من أسرتك في حضور الأقارب من الأطفال والأخوة والأخوات ، وأبناء الأخوات ، وبنات الأخوة ، والعمات ، والأعمام ، وأبنائهم والآباء الذين جاءوا من كل أرجاء الوطن للمشاركة ،
وسوف يكون المتحدث الثاني من أصدقائك والذي يمكنه أن يعطى إحساسا بما كنته كشخص ، أما المتحدث الثالث فسوف يكون من زملاء العمل والمهنة على حين سوف يكون الرابع من إحدى الجمعيات في المنطقة .
والآن فكر بعمق ، وقل ماذا تود أن يقوله كل من هولاء عنك وعن حياتك ، وأي نوع كنت من الأزواج أو الزوجات أو الآباء أو الأمهات ، وما تتمنى أن ينسبونه إليك ، وأي نوع من الأبناء أو البنات أو أبناء العم أو الأصدقاء أو زملاء العمل تتمنى أن تكونه ،
وتحت أي نوع من الشخصيات تحب أن يصنفونك ، وما هي الإسهامات والإنجازات التي تريد أن ينسبونها إليك ، ثم افحص بناظريك الناس من حولك وأسال نفسك ما هي الإسهامات التي تود أن تكون قد أدخلتها على مسيرة حياتهم ، وقبل أن تمضى في قراءة المزيد عليك
بكتابة انطباعاتك لدقائق قليلة ،وسوف يؤدى ذلك إلى وضوح أكثر لفهمك الشخصي للعادة الثانية
أبدأ وعينك على النهاية يعنى ذلك أن تبدأ ولديك فهم واضح لما أنت ماض إليه وهل أنت تسير في الطريق الصحيح لتحقيق أهدافك ، أم أنك قد سلكت طريقاً خاطئاً ، فمن السهل أن تكون مشغولاً تماماً وأن تبذل جهداً عظيماً دون أن تكون فعالاً، فصعود سلم يرتكن إلى حائط وبذل الجهد في ذلك لا يعنى بالضرورة أن هذا هو الحائط الذي تريد الصعود لقمته ، و
ما أكثر النجاحات التي يحققها المهنيون من مختلف دوائر الاحتراف في أمور هامشية تصرف أنظارهم عن الأمور التى تهمهم فعلاً ، فكل شئ نوجده أو نبتدعه يتكون مرتين الأولى (التكوين الذهني ) بمعنى إيجاده كفكره ، والثانية ( التكوين المادي ). بمعنى تجسيده في الواقع .
– فعلى سبيل المثال : أنت عندما تعتزم بناء منزلك فإنك تقيمه في ذهنك بكل تفاصيله قبل أن تدق مسماراً واحداً في مكانه ،كما أنك تحاول أن تصل إلى إحساس واضح بنوع المنزل الذي تريده ، فإذا ما كنت في حاجة إلى منزل للعائلة فإنك تخطط لوجود غرفة تصلح مكاناً طبيعياً لجمع شمل الأسرة ، كما أنك سوف تعمل على وجود أبواب متحركة وفناء خارجي للعب الأطفال ، فأنت مع الأفكار ، ويظل عقلك نشطاً حتى تصل إلى صورة واضحة لما تريد أن تقيمه .
وبعد ذلك تنتقل باالأمر إلى صورة التصميم المعماري وتطوير خطط للبناء ، ويتم كل ذلك قبل أن تلمس سطح الأرض ،
ولو تجاوزة الشق الأول وتجاهلته وشرعت على الفور في الشق الثاني فإن هذا الجانب المادي سوف يكلفك تعديلات عالية التكلفة قد تصل إلى ضعف قيمة المنزل الحقيقية ، وقد تصدق هنا القاعدة التي يتبعها التجاوز وهى ” قم بقياساتك مرتين لتقطع أخشابك مرة واحدة ” وعليك أن تتأكد أن المخطط المعماري أو الشق الأول هو حقاً ما تريده ، وأنك فكرت في كل جوانبه جيداً ، بعد ذلك حول الشق الأول إلى طوب وبلاط للتثبيت ، ويمكنك التوجه كل يوم إلى موقع البناء لتخرج مخططك المعماري وتعطى الأوامر الخاصة بهذا اليوم ،وهنا فأنت” تبدأ وعيتك على النهاية”.
وأثبتت الدراسة أن معظم أبطال ألعاب القوى المتميزين في عملهم والذين يتصورون الأحدث ، فهم يرونها ويشعرون بها ويجربونها قبل أن يقوموا بها فعلاً وهم يبدأون وهم يضعون النهاية في أذهانهم ، إنك تستطيع أداء ذلك في كل نواحي حياتك ، فلابد وأن يكون هناك وقبل الأداء تمثيل واحتمالات المواجهة الصحيحة والتحدي اليومي في تحقيق الهدف ورؤيته بوضوح وبحيوية وبدون توقف مرة بعد مرة حاول أن تصل إلى منطقة راحة عندئذ فسوف تحقق المواقف ولن يكون الأمر مخيفاً أو غريباً عنك .
وبهذا نكون قد انتهينا من ملخص العادة الثانية لكتاب العادات السبع للناس الأكثر فعالية للدكتور استيفن كوفي وإلى اللقاء في المقالة القادمة لنتعرف على باقي عاات الناجحين .