العادة الثالثة 🙁 أبدأ بالأهم قبل المهم ) .
يعنى ذلك أن يكون أهم شي في حياتك هو بالفعل أهم شي في حياتك ، بحيث تعيش غالب وقتك في تحقيق أهدافك المهمة ولا تنشغل عنها بالأمور الأقل أهمية ،
فكثير من الناس يضيعون أوقاتهم في الأمور الغير مهمة البعيدة كل البعد عن تحقيق أهدافهم ويظلون هكذا حتى تفنى أعمارهم ولم يتركوا خلفهم شي يذكر ، لكن الناجحون يعلمون جيداً قيمة الوقت ،
فيقدمون الأهم قبل المهم ويعيشون غالب أوقاتهم في الأمور الموصلة لأهدافهم ، ولكي تحقق هذه العادة في حياتك لابد أن تتعرف أولاً على مصفوفة إدارة الوقت .
(مصفوفة إدارة الوقت )
(1)
أمور عاجلة ومهمة مذاكرة الإمتحانات – مشكلات ضاغطة – مواعيد تسليم مشروعات – اجتماعات مفاجئة –أزمات طارئة . (مربع الأزمات)
|
(2)
أمور غير عاجلة ومهمة دورات تدريبية – تخطيط – استعداد – وقاية – تكوين علاقات .
(مربع الإبداع )
|
(3 )
امور عاجلة غير مهمة مكالمات هاتفية – كتابة تقارير لا داعي لها – بعض ما يصل بالبريد – اجتماعات غير هامة – ( مربع الخداع )
|
(4)
امور غير عاجلة وغير مهمة وسائل إضاعة الوقت – مكالمات عابرة – الإسراف في الراحة – بريد عشوائي . (مربع الضياع )
|
بعد أن تعرفت على مصفوفة إدارة الوقت دعنى أسالك هذا السؤال .
ما هو الشى الذي يمنكك فعله ( ولا تفعله الآن ) والذي إن فعلته على أساس منتظم قد يسفر عن إختلاف إيجابي هائل في حياتك الشخصية ؟
دع القراءة الآن وابدأ في الإجابة على هذا السؤال ………..
بالإجابة على هذا السؤال تكون قد بدأت في إدارة وقتك ، فالناجحون هم الذين يركزون غالب أوقاتهم حول المربع الثاني ( الأمور المهمة غير العاجلة )
بحيث يبتعدون قدر الطاقة عن مربع الأزمات (الأمور العاجلة والمهمة ) .
فهم دائما يقدمون الأهم على المهم ، ويبتعدون كثيراً عن المربع الثالث والرابع ، فهم يجعلون أهم شئ في حياتهم هو بالفعل أهم شي في حياتهم ،
ولا يترددون لحظة في قول (لا) للأشخاص المضيعون للأوقات ، وللأشياء الغير مهمة ، ولا يعنى ذلك أن نهمل الجانب الإجتماعى ولكن أعنى التوازن في جميع الجوانب .
1-الجانب الروحاني 2- الجانب العقلي 3- الجانب الإجتماعى 4- الجانب الجسمانى
ومما يساعدك على هذا التوازن وتحقيق الإدارة الناجحة للوقت ( التفويض) .
والتفويض هو: نقل المسئولية إلى أشخاص آخرين من ذوى المهارة والتدريب .
ولكن للأسف يرفض كثير من الناس تفويض أشخاص آخرين لاعتقادهم بأن ذلك يستنفد كثيراً من الوقت
، ومزيداً من الجهد ، وأن بإستطاعتهم هم أنفسهم أداء العمل بشكل أفضل ،
غير أن التفويض الفعال للآخرين ربما يكون هو النشاط الوحيد المتاح والأعظم قوة والأشد فعالية .
أنواع التفويض :
هناك نوعان من التفويض ، التفويض الآمر ، والتفويض بالمسئولية ، والتفويض الآمر يعنى اذهب لهذا ، توجه لذلك ، افعل هذا ، افعل ذلك ، وأخبرني بما تم ،
ونظراً لأن تركيزهم ينص على الوسائل فأنهم يصبحون مسئولين عن النتائج ،أما التفويض بالمسئولية فهو يركز على النتائج بدلاً من الأساليب
وهو يمنح الناس إختيار ويجعلهم مسئولين عن النتائج وهذا التفويض أفضل من سابقه لأنه مبنى على الثقة ، والثقة هي أعلى أشكال الحوافز الإنسانية إنها تخرج من الناس أفضل ما لديهم غير أن الامر يقتضى وقتاً وصبراً ولا يحول دون ضرورة تدريب وتطوير الأشخاص لرفع أهليتهم إلى مستوى تلك الثقة .
وبهذا نكون قد انتهينا من تعريف العادة الثالثة ،وننتقل الآن سريعاً لمعرفة العادة الرابعة في السير على طريق الناجحين .
العادة الرابعة : فكر بإسلوب المنفعة للجميع .
مبدأ تفكير المنفعة للجميع يجعل الإنسان يرى الحياة كميدان للتعاون وليس للتنافس ، يجعل الإنسان يحقق نجاحاً عظيماً مبنى على الأخلاق ، ففلسفة المنفعة للجميع تقوم على تصور أنه يوجد وفرة لكل واحد وأن نجاح شخص واحد لا يتم على حساب إستبعاد نجاح الآخرين ،
ولكن كثير من الناس لا يفكرون بهذه الطريقة ، فالناس في تعاملاتهم يفكرون بأفكار عدة فمنهم من يفكر بطريقة المنفعة للذات وضرر الآخرين ،
فهؤلاء الأشخاص يميلون إلى السلطة وعمليات التملك والاستيلاء وربما إلى الغش والخداع والمكر لكي يشقوا طريقهم ، فهم يعيشون حياتهم في تنافس مستمر مع العلم بأن غالب أوضاع الحياة تكون تعاضدية ،
فهي ليست في الواقع استقلالية ، إن معظم النتائج التي نسعى إلى تحقيقها تعتمد على التعاون بينك وبين الآخرين والعقلية التي تستخدم فلسفة المنفعة للذات وضرر الآخرين هي عقلية تفسد ذلك التعاون .
وهناك آخرون يفكرون بطريقة ( الضرر للذات ومنفعة الآخرين ) أنا اخسر لكي تكسب ،
وهذه الطريقة أسو من طريقة المنفعة للذات وضرر الآخرين لأن ليس لها مقاييس فلا مطالب ولا توقعات ولا رؤية ، فهؤلاء يدفنون كثير من مشاعرهم ، والمشاعر التي لا يعبر عنها أصحابها لا تموت ابداً فهي تدفن حية ثم تظهر فيما بعد بطرق أكثر قبحاً ،
فالأمراض الجسدية التي لها أسباب عاطفية خاصة تكون تجسيداً جديداً للإحباط العميق والغضب المتراكم والوهم وخيبة الأمل وكل هذه المشاعر أتت بها العقلية التي تفكر بطريقة الضرر للذات ومنفعة الآخرين والغضب المتفاوت ورد الفعل المفرط تجاه أي استثارة صغيرة والسخرية
كلها تجسيدات أخرى للإنفعالات المكبوتة ، وكل من الطريقتين ( تفكير المنفعة للذات وضرر الآخرين ) وتفكير ( الضرر للذات ومنفعة الآخرين ) تتسمان بإنهما طريقتان ضعيفتان تقومان على عدم الامان والاستقرار .
وهناك من يفكر بطريقة ( الضرر للجميع ) فعندما يجتمع اثنان من أصحاب تفكير المنفعة للذات والضرر للآخرين – اى عندما يتفاعل الاثنان اللذان لديهما التصميم والعناد أنية الشخصية – تكون النتيجة الضرر للجميع ، فكلاهما سوف يخسر وسيصبحان محبين للانتقام ويرغبان في أن يرجعا أو ينتقما وهما محجوبان عن حقيقة أن القتل العمد هو انتحار ، وأن الإنتقام سلاح ذو حدين .
أعرف حالة طلاق فرض فيها القاضي على الزوج أن يبيع كل ممتلكاته ويحول نصف العائدات إلى حساب زوجته السابقة ، وبإذعان وخضوع باع سيارة قيمتها أكثر من عشرة الآف دولار بخمسين دولار،
وأعطى زوجته السابقة 25دولار .
وعندما احتجت الزوجة فحص كاتب المحكمة الأمر واكتشف أن الزوج كان يسير على نفس الطريقة في جميع الممتلكات .
يتحول بعض الناس إلى أن يصبح تركيزهم على عدو ، وينتابهم الهاجس من سلوك شخص آخر حتى يصبحوا في ظلام من كل شئ فيما عدا رغبتهم في أن يخسر الشخص الآخر ، حتى لوكان ذلك يعنى خسران أنفسهم .
تفكير الضرر للجميع هو فلسفة الصراع والحرب ، وهى أيضاً فلسفة الشخص العالة على الآخرين بشكل كبير دون توجيه داخلي ، والذي يكون بائساً ويعتقد أن كل شخص يجب أن يكون أيضاً كذلك “إذا لم يَفُز أحد مطلقاً فكون الفرد خاسراً ليس بالأمر السيئ” .
وهناك من يفكر بطرقة المنفعة للذات فقط وهو خيار آخر شائع وهو ببساطة أن تفكر في الفوز فالناس ذو عقلية المنفعة للذات لا يريدون بالضرورة أن يخسر شخص آخر ،
وذاك شئ غير متصل بالموضوع والأمر هو أنهم يحصلون على ما يرغبون فيه ، وعندما لا يكون هناك شعور بالصراع أو التنافس فإن طريقة المنفعة للذات فقط تكون على الأرجح النهج الأكثر شيوعاً في التفاوض كل يوم ، فشخص له عقلية المنفعة للذات يفكر بطريقة تأمين أهدافه الخاصة وتاركاً للآخرين تأمين أهدافهم.
وبعد كل هذه الفلسفات الخمس التي تناولناها حتى الآن بالمناقشة :
1- المنفعة للجميع 2- المنفعة للذات والضرر للآخرين 3- الضرر للذات ومنفعة الآخرين
4- الضرر للجميع 5- المنفعة للذات فقط .
فأيهم الأكثر تاثيراً وفاعلية ؟
الإجابة على هذا السؤال لا يحتاج إلى كثرة تفكير فبطبع استخدام اسلوب المنفعة للجميع هو الأكثر تاثيراًوفاعلية ولكن ربما يتردد في ذهن كثير من الناس أن هذه الطريقة مثالية للغاية فعالم الأعمال الواقعي والشديد القوة لا يكون بهذه الطريقة ،
ولحل هذا الأشكال لابد من ذكر كلام الدكتور ستيفن في رده على هذا الأشكال.
يقول الدكتور ستيفن :
تعاملت ذات مرة مع عميل رئيس لسلسلة متاجر وقد قال لي :
“ستيفن هذه الفكرة التي تقول المنفعة للجميع تبدو جيدة لكنها مثالية للغاية ، فعالم الأعمال الواقعي والشديد القوة لا يكون بهذه الطريقة ، فهناك من يكسب ومن يخسر في كل مكان ، وإذا لم تمارس نفس اللعبة فلن تحقق شيئاً .”
فقلت له : “حسناً جرب طريقة المنفعة للذات وضرر الآخرين مع عملائك . هل هذا أمر واقعي ؟”
فرد قائلاً “حسناً”
“ولم لا ”
” سأخسر عملائي ”
“إذن استعمل طريقة الضرر للذات ومنفعة الآخرين- أستغن عن المتجر هل ذلك أمر واقعي؟!”
“لا ليس لدى احتياطي مالي ، وليس عندي رسالة ”
وعندما استعرضنا ودرسنا الخيارات المختلفة اتضح أن خيار المنفعة للجميع هو النهج الوحيد الذي يتسم بالواقعية
– ففلسفة المنفعة للجميع ليست طريقة تتعلق بالشخصية إنها نموذج كامل للتفاعل الإنساني ، وهى تنبع من صفة النزاهة والنضج ، وتنمو من علاقات تتسم بالثقة العالية ،
وتتجسد في الاتفاقات التي توضح وتتحكم في التوقعات والإنجازات ، وهى تنمو وتزدهر في أنظمة تشجيعية ،
وتتحقق من خلال العملية التي ستكون الآن على استعداد لدراستها بشكل كامل في العادات الخامسة والسادسة .