مقالات

المختصر المفيد لكتاب العادات السبع ( الجزء الرابع)بقلم أ د/ رجب عبد اللطيف محمد

الكاتب والباحث في علم النفس والتنمية البشرية

 

 

رجبكيف تكسب قلب مخطوبتك ... بقلم أ .د/ رجب عبد اللطيف محمد
د رجب عبد اللطيف محمد الكاتب والباحث فى التنمية البشرية

العادة الخامسة : (فن الإستماع ) حاول أن تفهم اولا ًليسهل فهمك.

، وأعواما ًلتتعلم كيف تتحدث ،

ولكن ماذا عن الاستماع ؟ ما هو التدريب أو التعليم الذي تلقيته لكي يساعدك على أن تسمع حتى تستطيع أن تفهم الآخرين فهماً دقيقاً وتشعر بهم وبما يقولون ، جرت العادة على أننا نسعى لأن نكون نحن مفهومين من الآخرين أولاً ولاينصت معظم الناس من أجل الفهم بل إنهم يستمعون بنية الرد ،

فهم إما يكونون متحدثين أو على استعداد للتحدث ، فحينما يتحدث شخص آخر فإننا عادة نستمع بواحد من مستوياتنا الأربع ، إننا قد نتجاهل شخصاً آخر ولا نكون مستمعين أبداً في الحقيقة ،

وقد نتظاهر (ياه – أوه – هذا حق …..) وقد نلجأ إلى الاستماع الإنتقائى حيث نستمع فقط إلى أجزاء معينة من المحادثة وغالباً ما نلجأ لهذا الأسلوب حينما نستمع إلى الثرثرة المعتادة للطفل الذي لم يبلغ سن المدرسة ،

وقد نمارس الاستماع اليقظ الذي ننتبه  فيه ونركز طاقتنا على الكلمات التي يتم التلفظ بها ولكن قلة ضئيلة جداً منا هي التي تمارس المستوى الخامس ، وهو أعلى مراتب الاستماع وهو الاستماع التعاطفى .

الإستماع التعاطفى .

عندما أقول الاستماع التعاطفى أعنى بذلك الاستماع بنية الفهم ، إنني أعنى حاول أن تفهم اولاً، لأن تفهم فهماً حقيقياً ،

وهذا تصور ذهني مختلف تماماً كل الاختلاف ، والاستماع التعاطفى من التقمص العاطفي ينفد إلى داخل الإطار المرجعي للشخص الآخر ،

إنك تنظر من خلاله وترى العالم بنفس الطريقة التي يرونه بها ، وتفهم تصوراتهم الذهنية ، وتفهم كيف يشعرون ، ففي الاستماع العاطفي لا تسمع بأذنيك فقط ، بل تسمع بعينك وبقلبك ، إنك تستمع إلى المشاعر، إلى المعاني ، إنك تستمع إلى السلوك ، وبهذا تكون منحت الشخص الآخر( تنفساً معنوياً ) .

فلنفترض أن كل ذرة من الهواء تم سحبها فجأة من الغرفة التي تجلس فيها الآن ، فما الذي يبقى من اهتمامك بهذا الكتاب؟ إنك لن تلقى بالاً إليه ، ولن تهتم بأي شئ سوى أن تحصل على الهواء ، إن البقاء على قيد الحياة سيكون دافعك الوحيد ، والآن حينا تحصل على الهواء فإنه لا يكون لك بمثابة الدافع ،

وهذا أعظم الرؤى العميقة في مجال الدوافع الإنسانية ” الإحتياجات المشبعة لا تشكل دافعا ً “إن الحاجة غير المشبعة هي فقط التي تدفع الإنسان ، وأعظم ما يحتاجه الإنسان مباشرة بعد البقاء الجسدي هو البقاء المعنوي ، أن يكون مفهوماً، أن يكون معترفا ًبه ،أن يكون محفوظ المكانة ، وأن يكون محل تقدير ، وعندما تستمع بتعاطف إلى شخص آخر فإنك بذلك تمنح الشخص تنفسا ًمعنويا ً ، وبذلك تنجح عملية التواصل مع الآخرين ،وتكون قد اكتسبت هذه العادة

( فن الإستماع ) التي تعد من أعظم العادات التي يستمتع بها الناجحين في هذه الحياة .

 

العادة السادسة : التكاتف مع الآخرين .

التكاتف مع الآخرين في التعريف المبسط أن الكل أكبر من حاصل جميع أجزائه ، إنه يعنى أن العلاقة التي تربط بين الأجزاء وبعضها البعض هي جزء في ومن نفسها ، إنه ليس مجرد جزء فقط بل أكثر الأجزاء تحفيزا ً ، وأكثرها تمكينا ً ، وأكثرها توحيدا ً ، وأكثرها إثارة .

إن التكاتف كائن في كل مكان في الطبيعة ، إنك إذا غرست نبتتين متجاورتين فان الجذور تختلط ببعضها ، وتحسن من نوعية التربة بما يجعل من نمو كلتا النبتتين أفضل مما إذا كان كل منهما بمفرده ، إن الكل أكبر من حاصل مجموع أجزائه ، إن الواحد زائد الواحد يساوى ثلاثة أو أكثر .

إن التحدي يكمن في تطبيق مبادئ التعاون الخلاق الذي نتعلمه من الطبيعة في مجال تعاملاتنا البيئية الاجتماعية ، وتوفر حياة الأسرة العديد من الفرص لملاحظة التكاتف وممارسته .

وكذلك البيئة المحيطة تراها تعاضدية – أي أن كل شئ له علاقة بكل شئ آخر ، وفى تلك العلاقة تتعاظم القوى الإبداعية الخلاقة ، تماما ًمثل القوة الحقيقية في تلك العادات السبع تكمن في علاقاتها مع بعضها البعض ، وليس فقط في مضموم كل عادة منها على حدة .

كذلك فإن علاقة الأجزاء هي أيضا ًالقوة وراء خلق الثقافة التعاضدية داخل الأسرة والمؤسسة ، وكلما كان الانخراط أكثر صدقا ً، كلما كان الإسهام في تحليل وحل المشكلات أكثر إخلاصا ًوقدرة على البقاء ،

وكان إطلاق الطاقات الإبداعية لكل شخص والتزامهم بما أبدعوه أعظم وأكبر ، وهذا على حسب ما أعتقد  ،  هو جوهر القوة في المنهج اليابانى إزاء الصناعة ، والذي غير السوق العالمي .

إن التعاضدية تشق طريقها قدما ً، إنها مبداً صحيح ، إنها ذروة الإنجاز لجميع العادات السابقة ، إنها الفاعلية في واقع التعاضد مع الآخرين – إنها عمل جماعي وتنمية الوحدة والإبداعية مع بنى البشر الآخرين .

ولكي تخلق البيئة المثلي للتكاتف لابد من: وجود رصيد متميز من الأخلاق الحميدة مع الآخرين ، ويكون التعامل بطريقة المنفعة للجميع ، ومحاولة الفهم اولا ً.

رصيد متميز من الأخلاق مع الآخرين  +  التعامل بطريقة المنفعة للجميع + محاولة الفهم اولا ً =   بيئة مثالية للتكاتف

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى