تحليل إخباري / أبو المجد الجمال
كشف خبراء – سياسيون واستراتيجيون – كواليس عدم تغير السياسية الأمريكية بتغير الأشخاص فالتاريخ يقول أن السياسة الأمريكية ثابتة لا تتغير واعتبروا فوز ترامب بولاية ثانية انتصارا جديدا للنازيين الجدد وتوقعوا بأنه سيكون المتحدث الرسمي باسمهم وستتبخر كل وعوده الانتخابية وشعاراته الجوفاء بإنهاء الصراعات والحروب وفتح آفاق جديدة للسلام في العالم فلا أحد ينسي دوره الكبير في الحرب علي غزة باعتباره طباخ “صفقة القرن” في ٢٠١٨ التي ينفذها سفاح القرن نتنياهو ولا أحد ينسي الدور الأمريكي المشبوه في تدمير العراق والاطاحة بنظام صدام حسين وإشعال الحرب في أفغانستان ثم تسليم واشنطن الحكم لطالبان بعد ٢٠ سنة حرب تكبدت فيها خسائر كثيرة في إطار الهيمنة الأمريكية علي العالم لتعميق نظام القطب الواحد وإن كانت الحرب الروسية الأوكرانية التي أشعلتها أمريكا تحاول ضرب نظام القطب الواحد العالمي وخلق نظام جديد متعدد الأقطاب تستحوذ عليه موسكو وبكين في تحالف بين البلدين
فجر مسئولين إسرائيليين كواليس حقيقة موقف ترامب بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية من حرب غزة ولبنان ومحور المقاومة والصراعات في منطقة الشرق الأوسط خاصة إذ أكدوا علي أن نتنياهو لن يحقق لبايدن نصرا عسكريا يذكر بوقف الحرب علي غزة قبيل تنصيب ترامب في وقت يركز فيه بايدن خلال الشهرين المقبلين علي ترك إرثا مثل وقف الحرب في غزة بحسب وسائل إعلام العبرية
تتضح معالم الصورة أكثر إذا وضعنا تصريحات المسئولين الإسرائيليين بجانب تصريحات وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير عقب فوز ترامب بأنه حان وقت النصر المطلق وعقوبة الإعدام للإرهابيين مع هذا الرئيس المنتخب بحسب صحيفة معاريف العبرية
تظهر في الصورة أيضا تصريحات وزير الدفاع الجديد يسرائيل كاتس الذي شدد من خلالها علي العمل مع ترامب علي تعزيز التحالف مع إسرائيل واستعادة الأسري الإسرائيليين وهزيمة محور الشر الإيراني ما يعكس عدم نية إسرائيل وحكومة نتنياهو وقف حرب غزة ولبنان
تعكس داخل الصورة تصريحات نتنياهو الذي اعتبر فوز ترامب عودة لمرحلة جديدة ونصر عظيم في تأكيد جديد علي أنه لن يوقف الحرب علي غزة ولبنان إلا بتحقيق أهدافها بالقضاء علي حماس ومنع أي تهديد من غزة علي إسرائيل وعودة سكان الشمال لديارهم
في عمق الحدث الصورة تصريحات وزير أركان الاحتلال الصهيوني الفاشي هرتسي هاليفي الذي أكد من خلالها بعد فوز ترامب بولاية ثانية أنه علينا الاستعداد لتوسيع العمليات العسكرية في لبنان في تأكيد جديد علي استمرار الحرب بما يتوافق مع تصريحات نتنياهو
في زاوية أخري من الصورة تبرز تصريحات وزير الدفاع المقال يوآف غالانت حول أسباب إقالته التي كان أخطرها قضايا إعادة الأسري حيث كان يطالب بإبرام صفقة تبادل وتجنيد الحريديم اليهود المتدينين حيث كان يري ضرورة تجنيد كل الحريديم وإجراء تحقيق رسمي في كل ما حدث وكلها تصريحات تكشف حقيقة نية سفاح القرن نتنياهو لمواصلة الحرب من أجل بقائه السياسي
تقفز بنا ردود فعل المسئولين الأمنيين الإسرائيليين ورموز المعارضة وهيئة عائلات الأسري إلي محطة أخري في الصورة لتكتمل الرؤية الواضحة حول نية نتنياهو عدم وقف الحرب علي غزة ولبنان الذي سيشتد وطيسها بعد فوز ترامب ذلك الفوز الذي كان ينتظره هتلر العصر نتنياهو بفارغ الصبر لأن ترامب هو طباخ صفقة القرن في ٢٠١٨ التي ينفذها نتنياهو الآن بتهجير أهالينا في غزة والضفة قسرا تحت الحصار والجوع والقصف إذ اعتبر مسؤولين أمنيين إقالة غالانت في هذا التوقيت قرار غير مسؤول بينما نترقب هجوما من إيران والثقة هامة لكن إقالة وزير الدفاع في هذا التوقيت أمر غير مناسب علي الإطلاق ورئيس الحكومة اختار السياسة بدلا من الأمن بحسب هيئة البث العبرية
في حين اعتبر زعيم المعارضة يائير لابيد إقالة غالانت في خضم الحرب عمل جنوني ونتنياهو يبيع أمن إسرائيل وجنود الجيش من أجل بقائه السياسي
فيما اعتبر زعيم معسكر حزب الدولة والوزير المستقيل من مجلس الحرب بيني غانتس إقالة غالانت سياسة على حساب أمن الدولة
لكن مسؤول إسرائيلي كشف كواليس السر الخفي وراء إقالة نتنياهو لغالانت يوم الانتخابات الأمريكية لمنع إدارة بايدن من الاحتجاج بحسب الإذاعة الوطنية الأمريكية
فيما أكدت واشنطن علي عدم علمها المسبق بإقالة غالانت وستسفسر من إسرائيل علي دوافعها لذلك بحسب وسائل إعلام أمريكية
انتفضت هيئة عائلات الأسري الإسرائيليين ولزلزت الأرض تحت أقدام سفاح القرن نتنياهو واعتبرت إقالة غالانت استمرار لجهود نتنياهو لإحباط مساعي إعادة الأسري لدي حماس في غزة
في أول تعليق له بعد إقالته غالانت وتعين كاتس بدلا منه وتكليف غدعون ساعر مكان كاتس قال نتنياهو هناك حاجة لثقة كاملة بين رئيس الوزراء ووزير الدفاع وأزمة الثقة بيني وبين غالانت لم تجعل من الممكن استمرار إدارة الحرب بهذه الطريقة وأنا علي ثقة بأن هذه الخطوة ستجعل مجلس الوزراء أكثر انسجاما
إلي محطة تصريحات ترامب الذي تشدق ليل نهار خلال حملته الانتخابية وتواجده في صناديق الاقتراع بإنهاء الصراعات وحرب غزة ولبنان وأوكرانيا ووعد بإعادة كلا من أوكرانيا وروسيا لطاولة المفاوضات وزعم أنه لو كان رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية ما حدثت هذه الحروب هو نفسه ترامب الذي أطلق رسائل سياسية وعسكرية واستراتيجية بعد فوزه في الانتخابات ليكون الرئيس ال ٤٧ لأمريكا تفضح حقيقة موقفه من القضية الفلسطينية ومحور المقاومة خاصة حماس وحزب الله وإيران وكل وعوده التي تشدق بها خلال حملته الانتخابية وأخطرها الله أنقذني لينقذ البلاد واليوم انتصار للديمقراطية وحان وقت الاتحاد لا الانقسام وهذا النصر غير مسبوق وسألني اقتصاد البلاد وانتصار توافق سياسي وتاريخي ونقوم بخفض الضرائب وسأجعل أمريكا عظيمة مجددا وسنغلق الحدود أمام المجرمين والشعب منحني ولاية ثانية واستعدنا أغلبية مجلس الشيوخ وسيطرنا علي مجلسي الكونغرس وفزت فوزا تاريخيا وفزنا بالصوت الشعبي ونحو ٣١٥ صوتا بالمجمع الانتخابي ويبدو أننا سنحافظ علي الاغلبية في مجلس النواب وهذا فوز سياسي لم ير بلدنا مثيلا له من قبل ونشكر الشعب الأمريكي على هذا الشرف بانتخابي رئيسا مجددا وسوف نصحح وضع حدودنا وقد صنعنا التاريخ تخلينا عقبات كثيرة وهذا فوز سياسي لم يرنا بلدنا له مثيلا من قبل ونشكر الشعب الأمريكي علي هذا الشرف بانتخابي رئيسا مجددا ولقد فورا في الولايات المتأرجحة وفي التصويت الشعبي وهذا شعور رائع يدل علي محبه الشعب