تقرير : محمد صوابى
أكد الدكتور معوض الخولي رئيس جامعة المنصورة الجديدة بأن
تمر مصر اليوم بمرحلة دقيقة من تاريخها، تواجه فيها تحديات غير مسبوقة، ربما تفوق في صعوبتها ما مرت به في أزمنة الحروب المباشرة. فحدودنا ملتهبة من كل اتجاه، جنوبًا تتفاقم الأوضاع في السودان بحروب أهلية وصراعات دامية، وغربًا تشهد ليبيا انقسامات وتدخلات دولية تهدد استقرار المنطقة، وفي الشمال تطوف البوارج وحاملات الطائرات في البحر المتوسط، تزامنًا مع الضغوط التي تُمارس على مصر بشأن القضية الفلسطينية، حيث تسعى بعض الأطراف لفرض واقع جديد في غزة عبر محاولات التهجير القسري، وهو أمر لا يمكن لمصر أن تقبله تحت أي ظرف.
إلى الشرق، تتصاعد الأزمات في البحر الأحمر ومضيق باب المندب بسبب الحروب الدائرة، مما أدى إلى تراجع حركة الملاحة في قناة السويس، مُكبِّدًا الاقتصاد المصري خسائر فادحة. وفي ظل هذا المشهد الإقليمي والعالمي المليء بالتوترات، تتزايد الضغوط على مصر من مختلف الجهات، في وقت يعاني فيه العالم العربي من حالة انقسام وضعف في وحدة الصف.
لكن وسط كل هذه التحديات، يظل الرهان الحقيقي على وحدة الشعب المصري ووعيه وإدراكه لحجم المخاطر. إن تماسكنا والتفافنا حول قيادتنا السياسية وجيشنا الوطني هو السد المنيع الذي يحمي أمننا القومي. لقد أدركت القيادة السياسية منذ وقت مبكر أهمية بناء جيش قوي، فعكفت على تطوير قدراته وتسليحه من مصادر متعددة، ليصبح واحدًا من أقوى الجيوش في المنطقة بل وعلى مستوى العالم، وهو ما أثار قلق البعض، لكن الأيام أثبتت صواب هذا النهج الاستراتيجي، فجيشنا هو درعنا الحصين في مواجهة أي تهديد.
ولذلك، فإن دعوتي اليوم لكل مصري ومصرية أن نكون على قلب رجل واحد، أن نترك القضايا الهامشية، وأن نركز على العمل الجاد والإخلاص في كل ما نقوم به. التحديات كبيرة، لكن إرادتنا أكبر، ومصر بتاريخها وشعبها قادرة على تجاوز كل المحن. علينا أن نعتمد على أنفسنا، نستثمر في قدراتنا، ونواصل البناء والتطوير في كل المجالات، حتى لا نكون رهائن لضغوط الآخرين.
إن هذه المرحلة تتطلب منا جميعًا الوعي والمسؤولية، فالأعداء يحيكون المؤامرات، ولكن الله خير الحافظين. نسأل الله أن يوحد صفوف الأمة العربية والإسلامية، وأن ينصر أهلنا في فلسطين، وأن يحفظ مصر من كل سوء، ويبقيها قوية أبية، قادرة على حماية أرضها وشعبها.
