كتبت: داليا طايع
مع انتهاء شهر الصيام، وعودة الموائد إلى ما كانت عليه قبل رمضان، بدأت شكاوى اضطرابات القولون في التصاعد بشكل ملحوظ، خاصة بين من يعانون من القولون العصبي أو مشاكل مزمنة في الجهاز الهضمي.
ويبدو أن الفرحة بانتهاء الصيام تحوّلت لدى البعض إلى معاناة، بعد الإفراط في تناول الأطعمة الدسمة، والحلويات، والمشروبات الغازية، بشكل مفاجئ عقب ثلاثين يومًا من تنظيم الوجبات والانقطاع الطويل عن الطعام.
العودة المفاجئة تسبب صدمة للجهاز الهضمي
يؤكد مختصون في التغذية أن الجهاز الهضمي يتأقلم خلال رمضان على نظام ثابت يعتمد على فترتين فقط لتناول الطعام، وهو ما يمنحه فرصة للراحة وتحسين أدائه. لكن الصدمة تحدث حين يعود الشخص فجأة إلى تناول 4 أو 5 وجبات في اليوم، تتنوع بين الدسم والحلو والوجبات السريعة، ما يؤدي إلى تهيج القولون وحدوث تقلصات، انتفاخ، غازات، وأحيانًا اضطراب في الإخراج.
نصائح لما بعد رمضان: التدرج هو الحل
المختصون ينصحون بعدم التسرع في العودة إلى النمط الغذائي السابق، والحرص على تناول الطعام بشكل متدرج، مع التركيز على الأطعمة الغنية بالألياف مثل الخضروات والفواكه، وتجنّب المقليات والبهارات الزائدة. كما يُفضل التقليل من المنبهات مثل الشاي والقهوة، وشرب كميات كافية من الماء.
الحالة النفسية عامل مهم
ولأن القولون العصبي لا يتأثر فقط بالطعام، بل أيضًا بالحالة النفسية، فإن الضغوط بعد رمضان – مثل العودة إلى العمل أو التزامات العيد – قد تزيد من حدة الأعراض. لذلك، يُنصح بممارسة تمارين الاسترخاء والرياضة الخفيفة لتحسين الحالة المزاجية والجسدية على حد سواء.
في النهاية… صحتك أولًا
إذا كان رمضان قد ساعد البعض في تحسين صحتهم، فإن الحفاظ على هذه المكاسب يتطلب وعيًا واستمرارًا في السلوكيات الإيجابية. فالجهاز الهضمي ليس آلة تعمل بلا توقف، بل يحتاج إلى راحة وانتظام… والقولون بالتحديد، لا يحب المفاجآت!
