تقرير إخباري / أبو المجد الجمال
علي ذكر القمة الثلاثية في القاهرة وزيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمصر ومن المفارقات الغريبة والمثيرة تأتي هذه الزيارة للرئيس الفرنسى ايمانويل ماكرون لمصر وبحسب الكاتب الصحفي والروائي المبدع عمرو الكاشف مؤلف كتاب “نهاية إسرائيل الإرهابية” الذي أثار ضجة واسعة داخل إسرائيل في ذكرى أسر ملك فرنسا لويس التاسع عقب الحملة الصليبية السابعة على مصر عام 1250 م
تمر ذكرى أسر الملك الفرنسي لويس التاسع، وذلك في مثل اليوم 6 أبريل من عام 1250، وذلك بدار ابن لقمان بمدينة المنصورة على إثر انهزام الصليبيين على يد الجيش المصري خلال الحملة الصليبية السابعة التي كانت تحاول احتلال مصر، وجاءت الحملة ردًا على استرداد بيت المقدس من قبل المسلمين في عام 642 هـ، 1244م.
لم يستوعب الصليبيون درس الهزيمة في المنصورة ففي غضون أقل من ثلاثين عامًا أعادوا الهجوم على ميناء دمياط المصري بقيادة الملك الفرنسي “لويس التاسع”.
وقع لويس في نفس الأخطاء الإستراتيجية التي وقعت فيها الحملة الصليبية الخامسة، فقد إستقر في دمياط ثم بعد حين تقدم جنوبًا إلى مدينة “المنصورة” حيث لاقت جيوشه نفس مصير سابقتها من هزيمة على يد قوات الملك الصالح نجم الدين أيوب والذي لحق بها ابنه توران شاه بعد ان دفعت به زوجة الملك الصالح “شجر الدر” والتي حبست خبر وفاة الملك الصالح عن القوات حتى لا تفت في عضدهم.
انتصرت القوات المصرية وأسر الملك لويس وبقي سجينًا في دار ابن لقمان بالمنصورة إلى أن إسترد حريته بفدية مالية كبيرة.
تعلمت أوروبا من الهزائم فلم تحشد حملة صليبية جديدة على شرق البحر المتوسط رغم بقاء بعد الإمارات الصليبية في موانئ فلسطين والشام إلى عهد الناصر محمد بن قلاوون والذي قضى تمامًا على الوجود الصليبي بالمشرق العربي وذلك بسقوط عكا.
عودة للقمة الثلاثية في القاهرة ما أشبه ما يكون بعملية جراحية عاجلة يجريها طبيب جراح لاستئصال الورم السرطاني الخطير من جسد غزة ولملمة جراحها النازفة لأنها قلب الأمة النابض بالوجع والألم والدم الذي يجري في شرايين الأمة هكذا كانت القمة الثلاثية في القاهرة التي عقدت أمس الإثنين بحضور ومشاركة فعالة لقادة مصر وفرنسا والأردن كانت مفتاح مؤتمر يونيو المقبل لحل الدولتين وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني وتنفيذ الخطة المصرية لإعادة إعمار القطاع دون تهجير سكانه فجاءت القمة الثلاثية هذه المرة لتكون مختلفة بعيون مصرية أردنية فرنسية في رسائل قوية ومزلزلة بأن مخطط التهجير يمرح في عقل المستحيل ويسكن برج الأوهام فلا يمكن أبدا أن تكون غزة رفييرا الشرق الأوسط كما يريدها ترامب ولا يمكن ل ريفييرا الشرق الأوسط أي ريفييرا أن تكون غزة ولا بد من وقف الحرب علي غزة !
جاء البيان الختامي للقمة ليكون علي أعلي مستوي من المسئولية حينما أعرب القادة الثلاثة عن دعمهم الكامل لمؤتمر إعادة إعمار غزة الذي سيعقد بالقاهرة قريبا
لا للتهجير كانت الرسالة الأقوي للقادة الثلاثة حينما جددوا رفضهم رفضا باتا وقاطعا ومرارا وتكرارا لتهجير الفلسطينيين من أرضهم وأية محاولة لضم الأراضي الفلسطينية خط أحمر
الخطة المصرية لإعادة الإعمار كانت أحد أهم المحاور الرئيسية للقمة الثلاثية من أجل هذا دعا القادة للدعم الدولي لخطة إعادة الإعمار التي اعتمدتها القمة العربية التي عقدت في القاهرة في ٤ مارس واعتمدتها منظمة التعاون الإسلامي في ٧ منه مارس ولأن ذلك يحتاج ل آليات التنفيذ الفاعل لها فيما يتعلق بالأمن والحوكمة فكان ذلك مصار مناقشة فعالة لتفعيلها
.
لأن الدم الفلسطيني العربي لا يزال ينزف ويدفع فاتورة حلم إسرائيل الكبري من هنا شدد القادة الثلاثة في بيانهم المشترك علي عودة فورية لوقف إطلاق النار لحماية الفلسطينيين وضمان تلقيهم المساعدات الطارئة الإنسانية بشكل فوري وكامل كما دعوا لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في ١٩ يناير الذي نص على ضمان إطلاق سراح جميع الرهائن والمحتجزين وضمان أمن الجميع مؤكدين علي أنه وبموجب القانون الدولي والقانون الدولي الإنسانية يجب تنفيذ الالتزامات بحماية المدنيين وعمال الإغاثة الإنسانية وضمان إمكانية إيصال المساعدات بالكامل
تردي الوضع الإنساني في الضفة الغربية والقدس الشرقية كان مثار قلق عميق للقادة الثلاثة إذ شددوا على ضرورة احترام الوضع التاريخي القائم للأماكن المقدسة في القدس وفي الوقت ذاته دعوا لوقف كل الإجراءات الأحادية التي تقوض إمكانية تحقيق حل الدولتين وتزيد التوترات
بدعم إقليمي ودولي قوي وتحت مظلة السلطة الوطنية الفلسطينية الممكّنة لابد كما يري القادة أن تكون
الحوكمة والحفاظ على النظام والأمن في غزة وكذلك في جميع الأراضي الفلسطينية بشكل حصري وأعربوا عن استعدادهم للمساعدة في هذا الاتجاه بالتنسيق مع الشركاء
مؤتمر يونيو لبناء أفق سياسي واضح لتنفيذ حل الدولتين مفتاح بلورة كل هذه الجهود وفقا لتأكيدات القادة والذي ستترأسه فرنسا والسعودية.
جاء انعقاد القمة وسط تصعيد إسرائيلي خطير بعودة القتال في غزة ولبنان وسوريا واليمن بدعم أمريكي مطلق وتحريض صريح وواضح من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للقضاء علي المقاومة في غزة وتهديدات الحوثيين في البحر الأحمر التي تؤرق مضاجع النازيين الجدد وقادتهم في تل أبيب وواشنطن اسنادا لغزة ونصرة للقضية الفلسطينية في وقت أكدت فيه شبكة CNN الأمريكية أن التاريخ يظهر أن الحوثيين أقوي علي تحمل الألم ولا يمكن القضاء علي تهديدهم وفي الوقت الذي أكد فيه ترامب أنه سحق الحوثيين وقضي علي تهديداتهم في البحر الأحمر أكد المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيي سريع استهداف الطائرة ترومان الأمريكية في عرض البحر الأحمر واستهداف موقع عسكري إسرائيلي في يافا بالتزامن مع إطلاق ١٠ صواريخ من قلب غزة تزلزل قلب تل أبيب وتثير الرعب والفرع وتشعل مزيدا من الاحتقان السياسي الداخلي والخارجي ضد مجرم الحرب نتنياهو وحكومته وسط مظاهرات احتجاجية ضده من قبل عائلات الأسري الإسرائيليين والجنود الإسرائيليين مع سهرية زعيم المعارضة يائير لابيد منه قائلا بأن ١٠ صواريخ تطلق من غزة في عمق تل أبيب ونتنياهو في جولة بحرية فيما أكد رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق علي فشلإسرائيل في تحقيق أهداف الحرب والقضاء علي حماس التي لا تزال لديها القدرات والامكانيات علي إطلاق الصواريخ في العمق الإسرائيلي ولن تستطيع إسرائيل القضاء عليها مهما أطالت أمد الحرب واتهم زعيم حزب إسرائيل بيتنا نتنياهو بأنه تسبب في خراب إسرائيل وجرجرتها في حرب لا هدف منها
خارجيا تم طرد السفير الإسرائيلي لدي إثيوبيا من اجتماع للاتحاد الأفريقي لعدم رغبة المشاركين في حضوره
يأتي ذلك وسط اندلاع أكبر موجة عصيان مدني واحتجاحات تضرب عواصم العالم تنديدا بالمجازر الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة الصامدة
في وقت ارتكبت فيه إسرائيل أكبر مجزرة بحرق الصحفيين بخيمهم في خان يونس حيث احترق صحفيا حيا في المخيم جراء قصف مروع ومكثف لطائرات الاحتلال الصهيوني الفاشي ما أدي لمقتل ٧ وإصابة آخرون واعتبرته حماس جريمة حرب وسط تنديد عربي ودولي منقطع النظير
من قبل أحرق الاحتلال أطفال غزة أحياء في مدينة رفح بعد احتلالها وتهجيره القسري للسكان حتي نزح نحو ٥٠ ألفا يربضون علي الحدود وكان نتنياهو فصل رفح عن خان يونس وغزة في إطار مخططه لإعادة القطاع وتفكيكه !.
