كتبت- دعاء علي
رغم جهود الدولة في إحداث طفرة تنموية هائلة، خلال السنوات الماضية، بإنشاء وتشييد مشروعات مهولة وضخمة، لضمان حياة كريمة للمواطن المصري، ولتسهيل وتذليل العقبات أمامه، إلا أنه لازال هناك ما يقف عائقًا أمام تلك المجهودات المبذولة، لا سيما مزلقان ملوي جنوب محافظة المنيا، وهو الأكثر خطورة على حياة المواطنين، بمنطقة الملكية البحرية من الجهة الشرقية للمدينة، وأهالي القرى التابعة للمركز.
وكانت بداية معاناة الأهالي مع المزلقان السالف ذكره في يناير عام 2021، بينما دهس القطار شاب في مقتبل عمره، يدعى أحمد محمد 18 سنه، مقيم بإحدى القرى التابعة للمركز، حيث أصيب بنزيف داخلي وكسر بقاع الجمجمة، وتم تحويله الى مستشفي أسيوط الجامعي.
أما الحادث الثاني، كان لقطار راح ضحيتة 4 أفراد من أسرة واحدة بملوي، على شريط السكة الحديد، حيث لقيت سيدة تبلغ من العمر 60 عامًا وأبناؤها الثلاثة مصرعهم أسفل عجلات القطار حال عبورهم من مزلقان سكة حديد ملوي أثناء غلقه، ليدهسهم ويحولهم لأشلاء.
فيما كانت آخر حوادث سكة حديد ملوي، لرجل مسن يبلغ من العمر 70 عامًا، لقي حتفه مساء أمس الاثنين، أمام عجلات القطار القادم من القاهرة إلى الجنوب، اثناء عبوره للمزلقان، ليتحول بذلك إلى جثة هامدة.
قال عيسى سمير أحد سكان منطقة الملكية البحرية بملوي: ما يقع من حوادث بالمزلقان هو إهمال من المسؤلين عن المدينة، ونحملهم مسؤلية ما حدث، والمواطنين البسطاء هم من يدفعون ثمن ذلك الإهمال من أعمارهم وأرواحهم ودمائهم، موضحًا: أحد النواب قد طالب قبل سابق بحل هذه المشكلة ولكن لاحياة لمن تنادي من السادة المسؤولين.
أشار المتحدث: وقوع هذه الحوادث بسبب عدم وجود موظف لإشارة القطار، متسائلًا: لماذا تم رفع الإشارة قبل الانتهاء من العمل في كوبري المرور؟، ولذلك وقع حادثين متتاليين في نفس المكان الشهر الحالي يوليو 2023، ومن قبل ذلك الشهر الماضي يونيو وقع حادث لسيدة تبلغ من العمر 57 عامًا توفاها الله مباشرة، كغيرها من حوادث على المزلقان والمعروفة خلال السنوات الماضية.
تابع: لقد اصبح الوضع كارثي، بالنسبة لأهل مدينة ملوي ممن يقطنون منطقة الملكية البحرية، أو ممن يأتون من القرى المجاورة لنا، وخاصة أثناء العام الدراسي، حيث تتواجد عدة مدارس ثانوية واعدادية وابتدائية في هذه المنطقة، بالإضافة إلى من يعبرون للذهاب إلى مدارسهم وعملهم داخل المدينة في الاتجاه المعاكس، وبذلك يضطر الطلبة للعبور من المزلقان للوصول إلى مدارسهم، والبالغ عددهم حوالي 50 ألف طالب وطالبة، مقسمين إلى فترتين صباحية ومسائية.
أضاف عيسى سمير: تم عمل سلم لعبور المشاه ولكنه لا يكفي لذلك العدد، وخاصة أيام الدراسة، نظرًا للكثافة المرورية في هذا المكان كما ذكرنا سالفًا، من طلبة وموظفين ومعلمين، فجميع المراحل التعليمية تعبر هذا المزلقان، معبرًا “الوضع مهزلة بكل المقاييس”، حيث تم إزالة إشارة السينافور، ولم يوجد موظف مسؤول عن ذلك حتى لا يحدث مالا يحمد عقباه، ناهيك عن 7 قرى مجاورة لنا، يأتي منها المواطنون لقضاء احتياجاتهم من المدينة ومنهم موظفون يعملون ببعض المؤسسات بمدينة ملوي، فكيف لكل هذا العدد العبور من هذا المكان؟!
– استجابة سابقة
وكان اللواء أسامة القاضى محافظ المنيا، قد التقى ممثلى أهالى منطقة الملكية البحرية بحى شرق مدينة ملوى في يونيو من العام الماضي 2022، حيث استجاب لمطالبهم بشأن إنشاء كوبرى مشاة على المزلقان البحرى، للتيسير على المواطنين للعبور من الشرق إلى الغرب، حفاظاً على أرواحهم وسلامتهم، جاء ذلك بحضور الأهالى حيث تمت الموافقة على العمل فى تنفيذ الأعمال الإنشائية للكوبرى.
وتم التنسيق مع رئيس جهاز التعمير لتنفيذ الكوبرى، حيث تم التوجيه لاستشارى الجهاز بإجراء أعمال المعاينة على الطبيعة وإعداد الدراسات اللازمة للبدء فى تنفيذ الأعمال، وذلك بهدف تحقيق الصالح العام للمواطنين كما تم التنسيق مع هيئة السكك الحديدية فى هذا الشأن للتيسير على المواطنين، حيث نقل أعضاء مجلسى النواب والشيوخ، شكر الأهالى على الاستجابة العاجلة للسيد محافظ المنيا، لتحقيق مطالبهم، والعمل على المشاركة فى المشكلات التى تتعلق بحياة وسلامة المواطنين.
عععمزلقان ملوي يحصد أرواح البسطاء
