تقرير.. صفاء دعبس
في إطار ما يشهده السودان من خلاف بين قائد الجيش الفريق أول عبدالفتاح البرهان ،وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي ،والذي تحول إلى صراع مسلح صباح أمس السبت بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع.
فهل الروايات التي ذكرها كلا من الطرفين سبب في تحوله إلي صراع مسلح وهي
*اتهم حميدتي قيادات في الجيش بالتخطيط للبقاء في الحكم وبأنها لا تريد مغادرة السلطة، وأعلن تأييده لفكرة الدمج، ولكنه يشترط بأن يتم وفق جداول زمنية متفق عليها.
*والرواية الثانية ، اتهم أيضا الجيش السوداني الخميس الماضي، قوات الدعم السريع بتحشيد قواتها وتركيزها داخل العاصمة الخرطوم وبعض المدن السودانية.
أم الخلاف علي خطة ضمّ قوات الدعم السريع التي يبلغ عددها 100 ألف عنصر، إلى الجيش وحول من سيقود القوة الجديدة بعد ذلك.
أم هناك سبب آخر غير معلوم لنا !
من المعروف، إن حميدتي حاول منذ بداية عملية تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسودان، إقامة قنوات اتصال مستقلة مع إسرائيل من أجل دفع أجندته المستقلة في السودان، حيث قام بذلك أثناء الالتفاف على البرهان وحمدوك.
ولو نتذكر زيارة الوفد الإسرائيلي في التاسع عشر من يناير 2022، الذي زار السودان ،والذي اتفق أيضا مع قيادة قوات الدعم السريع على توفير دعم تقني إسرائيلي لمشروعات زراعية خاصة بقوات الدعم السريع ، للاتفاق بخصوص توفير الدعم التقني لمشروع بغرب أم درمان اضافه إلى مشروع آخر يقع في مساحة 250 ألف فدان غرب شندي .
و نستنتج من ذلك ، أن الوفد الإسرائيلي في زيارته الأخيرة يستهدف قوات الدعم السريع بشكل رئيسي لتقوية العلاقات بينهم.
وفي أواخر نوفمبر من العام الماضي ،أفادت صحيفة (هآرتس)، بهبوط طائرة إسرائيلية يملكها مسؤول سابق في جهاز الموساد في مطار الخرطوم ، وحسب التحقيق الاستقصائي الذي نشرته الصحيفة ، أن الطائرة مملوكة للضابط السابق في الاستخبارات الإسرائيلية، تال ديليان ، والذي يمتلك شبكة شركات تكنولوجية تمتد عبر قبرص، وجزر فيرجين البريطانية، وإيرلندا، وهي مصدراً رئيسياً لتقنيات التجسس في العديد من دول العالم بما فيها بعض دول الشرق الأوسط، كما اتهمت شركته بالتورط في فضائح تجسس عديدة، ومنها فضيحة التجسس على الوزراء وكبار المسؤولين اليونانيين .
ومن جهتها ، كشفت آنذاك الصحيفة ، تكليف طاقم الطائرة بتسليم جهاز تجسس لقائد قوات التدخل السريع في السودان، محمد حمدان دقلو، الملقب بـ (حميدتي)، الذي تربطه علاقات وطيدة مع الاستخبارات الإسرائيلية، حيث
التقى حميدتي مع ممثلين عن جهاز الموساد الإسرائيلي في الخرطوم، ومن ثم نقل الجهاز إلى دارفور.
وأوضحت الصحيفة، التي نقلت قول ثلاثة مسؤولين أوروبيين، أن جهاز التجسس صنع في الاتحاد الأوروبي، وقادر على “تغيير موازين القوى” في السودان، وبإمكانه تحويل الهاتف الذكي إلى أداة تجسس على مالكه ، رغم هذه العلاقات.
