في عام1952 قام هيليري أدمون بأخطر مغامرة خاضها في حياته ، وهي تسلق جبل أفرست ، كان حلمه أن يكون أول رجل في العالم يتسلق أعلى جبل في العالم
، الجبل الذي يزيد ارتفاعه عن تسعة وعشرين ألف قدم الذي لم يجرؤ أي إنسان على تسلقه ،
ولكنه فشل وجرح جروحاً خطيرة أقعدته في العناية المركزة لمدة شهر كامل ، وعند خروجه من المستشفى دعته مؤسسة رجال ونساء الأعمال في بريطانيا على حفل أُقيم خصيصاً لتكريمه على المُحاولة و في الحفل قابله الحاضرون بعاصفة من التصفيق ودعوه أن يتكلم عن تجربته فقبل وسار إلى المنصة ،
وأخذ الميكرفون في يده اليسرى ، وقبل أن يتكلم لاحظ أنهم وضعوا أمامه تماماً صورة لجبل أفرست ، فترك هيليري المنصة وعمل قبضة بيده اليمنى ونظر إلى صورة الجبل
وقال : ” جبل أفرست لقد هُزمت المرة الأولى لكنني سوف أنتصر عليك قريباً جداً لأنك وصلت إلى أقصى درجة من النمو أما أنا فأنمو في كل لحظة ” ،
وفي مايو عام 1953 تسلق هيليري أدمون أعلى جبل في العالم ، تسلق جبل أفرست وحقق حلم حياته ، وفي حديث له مع وسائل الإعلام
قال : ” لم يكن لي أن أترك حلمي مهما كانت الظروف أو التحديات ” ثم أضاف ضاحكاً : ” الشئ الوحيد الذي كان من الممكن أن يمنعني من تحقيق هدفي هو الموت ” .
من هذه القصة نتعلم كيف نقول للفشل وداعاً وذلك عن طريق عدم اليأس وتكرار المُحاولة ، فلا فشل مع الأصرار ودوام التكرار ،
ولا نجاح بدون أن يتعلم المرء في مدرسة الفشل ، وتذكر أن الوحيد الذي لا يفشل هو من لا يعمل ، فالفشل أول طريق النجاح ، ولكن بشرط عدم اليأس والإستمرار فى الجد والكفاح .
قال راي كروك الرئيس السابق لسلسلة مطاعم ماكدونالد : ” استمر دائماً لا يوجد في العالم شيئاً يمكنه أن يحل محل الأصرار ، فالموهبة وحدها لا تكفي فهناك كم كبير من الفاشلين من ذوي المواهب ،
والذكاء وحده لايكفي فكثير من الأذكياء لم يجنوا من وراء ذكائهم شيئاً ، والتعليم وحده لا يكفي فالعالم مليء بالمتعلمين عديمي الجدوى ، ولكن الأصرار والتصميم قادران على كل شيء” .
فالإصرار والتكرار سبب كل نجاح وازدهار ، لذلك لما سُئل مندوب تأمين ناجح ” متى تفقد الأمل في عميل من الممكن أن يشتري منك بوليصة التأمين ،
ولكنه من النوع الصعب الإقتناع ويرفض جميع المحاولات ؟ ” فرد قائلاً : ” يعتمد على من منا سيموت قبل الآخر ” .
هكذا الناجحون في كل زمان ومكان لا يعرف اليأس لهم طريقاً .
قال الدكتور روبرت شولر في كتابه : قوة الأفكار ” : ” ابذل قصارى جهدك ، وابدأ صغيراً ، ولكن فكر على مستوى كبير ، عليك باجتياز العواقب ، واستثمر كل ماعندك ، وكن دائماً مستعداً للتصرف ، وتوقع العقبات ولكن لا تسمح لها بمنعك من التقدم ” .
فلا تيأس فإن الناجحون لاييأسون ، واليأسون لاينجحون ، وابدأ من الأن بتوديع الفشل بالجد والعمل
بقدر الجد تكتسب المعالي
ومن طلب العلا سهر الليالي
ومن طلب العلا من غير كدٍ
أضاع العمر في طلب المحال