مناسبات

محمد العليمي يكتب: نختلف لنرتقي

محمد العليمي يكتب: نختلف لنرتقي

بالرغم مما نحمله من إرث فكري كبير و ميراث حضاري ضخم، وبالرغم من أننا نُعد الكائنات العاقلة الوحيدة علي هذا الكوكب الملئ بأشكال الحياة المختلفة، إلا ان الكثيرين منّا لايعلمون معنى أن نحترم الاختلاف فيما بيننا أو حتّى أنّنا بهذا الاختلاف نرتقي، ولماذا يعتقد البعض أنّنا يجب أن نسير وفق نمط الفكر الواحد في كلّ شيء؟ بالرغم من ان في اختلافنا هذا سر من أسرار الحياة، فبهذا الاختلاف يتحقق الجمال والتوازن.

فنجد من يُنَصبُوا أنفسهم مراقبين، وإن وجدوك مختلفاً سيطالبونك بالرّجوع إلى فكر القطيع، إذ عليك أن تسير كما يسير كلّ افراد طائفتك أو مجتمعك، غافلين عن أنّ هذا التّنوع هو الّذي يعيد لنا إنسانيّتنا، ربّما الانغلاق وعدم الانفتاح واحترام الآخر هو من جعلنا نرفض فكرة الاختلاف، فمن يخالفنا ليس بالضّرورة أن يكون عدوّاً لنا ففي هذا التّنوع يكمن سرّ الجمال، بدءاً من تلك الّلوحة الّتي تتنوّع فيها درجات الّلون حتّى تكتمل وتصبح بهذا الجمال الّلامتناهي، والمقطوعة الموسيقيّة الّتي تختلف في نغماتها، فتخيّل لو أنّ الّلوحة كلّها كانت لوناً واحداً أو الخطوط فيها ليست متنوّعة، كيف ستراها؟ وتخيّل لو أنّ المقطوعة الموسيقيّة عبارة عن نغمة واحدة كيف ستكون وكيف سنستمتع بها؟

ونحن البشر توجد بيننا العديد من الاختلافات فالرّجل والمرأة يختلفان في طريقة تفكيرهما وفهمهما للأمور، وطرق تعاملهما مع الحياة، وهذا الاختلاف جميل إذا فهِم كلّ طرف كيف يتعامل مع الطّرف الآخر؛ لأنّ الطّرفان يكمّلان بعضهما بهذا الاختلاف، فكما قال غاندي: ” الاختلاف في الرّأي ينبغي ألّا يؤّدي إلى العداء وإلّا لكنت أنا وزوجتي من ألّد الأعداء”

الاختلاف جميل في كلّ شيء حتّى أنّ فصول السّنة مختلفة لكي لايشعر الإنسان بالملل، ولأنّنا نحتاج الى هذا الاختلاف، نحتاج اليل والنهار، الطفولة والشباب والشيخوخة، الحبّ والكُرْه، حتي المجتمع الواحد نجده مختلف في ثّقافاته ودياناته وطّوائفه وأعراقه وأفكاره، وباحترام هذا الاختلاف يتألّق هذا المجتمع ويصبح أكثر تحضّراً وانفتاحاً وجمالاً، ويسهم في إثراء شخصيّة الأفراد فيه، فالحوار بين الأشخاص ليس بالضّرورة أن يؤدّي في نهايته إلى التّشابه في الآراء والأفكار، وإلى اقتناع طرف بوجهة نظر الطّرف الآخر،
فياليت إختلافنا لايتسبب في وصولنا للخلاف، ودعونا نختلف ونحترم هذا الاختلاف فهو سرّ إنسانيّتنا وتقدّم مجتمعاتنا، ويجب ألّا ننسى أّن الرّسول عليه الصّلاة والسّلام قال: “اختلاف أمّتي رحمة”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى