مقالات

إكتشف ذاتك وأيقظ قدراتك … بقلم أ/ رجب عبد اللطيف محمد

معظمهم يقضون أوقاتهم في اللوم والشكوى والنقد  والمقارنة

 

رجب
د رجب عبد اللطيف محمد الكاتب والباحث فى التنمية البشرية

 

في عام 1956 ذهب باحث الجيولوجيا الياباني ” يوكى” إلى جنوب أفريقيا مع مجموعة من العلماء  الذين جاءوا من بلاد مختلفة للبحث عن الماس والأحجار القيمة ،

كان يوكى يعمل يومياً من الخامسة صباحاً حتى العاشرة مساءً ، واستمر على هذا الحال لمدة عشرة أيام بدون أن يجد شيئاً له أهمية كبيرة ،

وفى يوم شعر يوكى بالإجهاد وأيضاً بالإحباط ، فقرر أن يعود إلى الفندق الذي كان يقيم فيه وكانت الساعة الخامسة بعد الظهر ،

وفى طريقه إلى الفندق صادفه صبى لا يزيد عمره عن عشر سنوات وفى يده حجر كبير له بريق ، فاقترب يوكى من الصبي وسأله عما يمسكه في يده فقال الصبي : ” لا أعرف ولكني وجدته على شاطئ البحر “

طلب يوكى أن يعطيه هذا الحجر فقال له الصبي : ” أنا موافق ، ولكن ما هو المقابل ؟ ” فقال يوكى : “سأعطيك نقوداً ، كم تريد ؟ ” فقال الصبي : ” لا أعرف ،

ولكن هل معك شيء آخر ؟ ” فقال يوكى : ” نعم معي بعض الحلوى ، فهل تقبلها مقابل الحجر ؟ ” فوافق الصبي وأخذ يوكى الحجر وذهب مسرعاً إلى الفندق وبدأ في البحث في هذا الحجر فلم يصدق عينيه ،

فأعاد البحث عشر مرات حتى تأكد أن الحجر كان قطعة من الماس الخام يقدر ثمنها بملايين الدولارات ! فكر يوكى في نفسه :”هذا الصبي كان معه ثروة لو عرف قيمتها لما باعها برخص التراب !

هذه القصة تعطينا درساً في الإدراك ، فلو كان هذا الصبي يدرك قيمة ما عنده واستغل قطعة الماس استغلالاً حقيقياً لأصبح من أصحاب الملايين !

ولكن لعدم معرفته بقيمة ما يمتلكه ، باع الشيء النفيس بالثمن الرخيص ، تماماً مثل معظم الناس الذين لا يدركون قدراتهم الرائعة التي وهبها لهم الله سبحانه وتعالى ،

فتجد معظمهم يقضون أوقاتهم في اللوم والشكوى والنقد  والمقارنة ، لا يتقدمون بل يتأخرون ثم بعد ذلك يموتون ولا يُذْكَرُون لأنهم لم يبحثوا يوماً عن قدراتهم الكامنة ،

ولم يفكروا يوماً في استثمار طاقاتهم الهائلة ، فتجدهم بعد ذلك يبيعون أنفسهم برخص التراب ، لأصحاب المؤسسات والشركات .

لذلك إني سائلك أخي القارئ الكريم :

هل تدرك قيمة نفسك ؟

هل بحثت في قدراتك واكتشفت ذاتك ؟

هل تعلم أن قدراتك غير محدودة ؟

هل تعلم أنك أعظم مخلوق على وجه الأرض ؟

فأنت صُنع الله الذي أتقن كل شيء ، لديك طاقات جبارة تصنع المعجزات ، ولكنها خامدة كالبركان

الخامد ، فهيا أيقظ هذا البركان الخامد ، هيا إلى الجد والكفاح ، والتخطيط للرقى والنجاح ، أبدأ من الآن ، أبدأ مستعيناً بالله الواحد المنان .

اكتشف قدراتك وتعرف على ذاتك .

ابحث عن الجوانب الإيجابية فيك وتعلم كيف تُنميها .

عليك بتغيير السلبيات إلى إيجابيات فإذا سمعت نفسك تقول ” أنا لا أستطيع عمل ذلك ، وأنني لن انجح ” عليك بتبديل هذه الرسالة وقل لنفسك ” بل أستطيع عمل ذلك وسأنجح ، فما وصل إليه غيري أستطيع أنا أن أصل إليه ، ولكن عليَّ بمعرفة الطريق .

كان الملاكم العالمي الشهير محمد على كلاي يكرر دائماً ويقول ” أنا أفضل ملاكم في العالم ، وأنا متوقع تماماً أن أفوز على أي ملاكم مهما كانت قوته ومستعد أن أدعم ما أقول بالفعل ”  بسبب إيمانه بالله سبحانه وتعالى

، ثم بسبب إعتقاده التام بقدراته وعالمه الداخلي الإيجابي وتوقعه القوي المرتبط بأحاسيسه وتدريبه المستمر أصبح بطل الأبطال على مستوى العالم كله.

فإلى متى السكون ، أما آن لك أن تقوم

أعلم أن الشمس لا تقف

والريح لا تقف

والماء لا يقف

والوقت لا يقف

فاتجه من الآن نحو النجاح

ولا تقف .

  

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى