طب وصحة

مرض التوحد اسبابه وأعراضه وكيفية التعامل معه

أحد الاضطرابات العصبية

 مرض التوحد اسبابه وأعراضه وكيفية التعامل معه

كتبت – داليا طايع 

يعد التوحد  إضطرابات طيف التوحد أو اضطرابات النمو الشائعة سابقا ويعرف على أنه أحد الاضطرابات العصبية

التي تتسم بمشاكل في التواصل والسلوك، وعادة ما تبدأ أعراضه بالظهور قبل عمر 3 سنوات،

حيث يعاني مصابو التوحد من اضطراب في النمو العصبي يؤثر على عملية معالجة البيانات في الدماغ،

ما يتسبب في ضعف التفاعل الاجتماعي، والتواصل اللفظي وغير اللفظي، وحدوث أنماط سلوكية مقيدة متكررة.

أعراض مرض التوحد

نظرًا لاختلاف علامات وأعراض مرض التوحد من مريض إلى آخر،

فمن المرجح أن يتصرف كل واحد من طفلين مختلفين مع نفس التشخيص الطبي

بطرق مختلفة جدًا وأن تكون لدى كل منهما مهارات مختلفة كليًا.

لكن حالات مرض التوحد شديدة الخطورة تتميز في غالبية الحالات بعدم القدرة المطلق على التواصل،

أو على إقامة علاقات متبادلة مع أشخاص آخرين.

تظهر أعراض التوحد عند أغلب الاطفال في سن الرضاعة،

بينما قد ينشأ أطفال آخرون ويتطورون بصورة طبيعية تمامًا خلال الأشهر أو السنوات الأولى

من حياتهم لكنهم يُصبحون فجأة منغلقين على أنفسهم، أو عدائيين

 أو يفقدون المهارات اللغوية التي اكتسبوها حتى تلك اللحظة.

بالرغم من أن كل طفل يُعاني من أعراض مرض التوحد، ويُظهر طباعًا وأنماطًا خاصة به،

إلا أن الأعراض الآتية هي الأكثر شيوعًا لهذا النوع من الاضطراب:

1. اضطرابات في المهارات الاجتماعية

وتظهر الأعراض على المريض على النحو الآتي:

لا يستجيب لمناداة اسمه.
لا يُكثر من الاتصال البصريّ المباشر.
يبدو أنه لا يسمع محدّثه.
يُرفض العناق أو ينكمش على نفسه.
يبدو أنه لا يُدرك مشاعر وأحاسيس الآخرين.
يبدو أنه يُحب أن يلعب لوحده، ويتوقع في عالمه الشخص الخاص به.

2. مشاكل في المهارات اللغوية

 أهم أعراض صعوبات المهارات اللغوية:

يبدأ الكلام في سن متأخرة مقارنة بالأطفال الآخرين.
يفقد القدرة على قول كلمات أو جمل معينة كان يعرفها في السابق.
يقيم اتصالًا بصريًا حينما يريد شيئًا معين.
يتحدث بصوت غريب أو بنبرات وإيقاعات مختلفة،

أو يتكلم باستعمال صوت غنائي، أو بصوت يشبه صوت الإنسان الآلي.
لا يستطيع المبادرة إلى محادثة أو الاستمرار في محادثة قائمة.
قد يكرر كلمات، أو عبارات، أو مصطلحات لكنه لا يعرف كيفية استعمالها.
3. مشاكل سلوكية
في الآتي أهم أعراض المشاكل السلوكية عند مريض التوحد:

يُنفذ حركات متكررة، مثل: الهزاز، أو الدوران في دوائر، أو التلويح باليدين.
يُنمّي عادات وطقوسًا يُكررها دائمًا.
يفقد سكينته لدى حصول أي تغير، حتى التغيير الأبسط أو الأصغر،

في هذه العادات أو في الطقوس.
يكون دائم الحركة.
يُصاب بالذهول والانبهار من أجزاء معينة من الأغراض، مثل:

دوران عجل في سيارة لعبة.
يكون شديد الحساسية بشكل مبالغ فيه للضوء، أو للصوت، أو للمس،

لكنه غير قادر على الإحساس بالألم.
يعاني الأطفال صغيرو السن من صعوبات عندما يُطلب منهم مشاركة تجاربهم مع الآخرين.

أسباب وعوامل خطر مرض التوحد

ليس هنالك عامل واحد ووحيد معروفًا باعتباره المسبب المؤكد بشكل قاطع لمرض التوحد.

لكن مع الأخذ بالاعتبار تعقيد المرض، ومدى الاضطرابات التوحد،

وحقيقة انعدام التطابق بين حالتين ذاتويتين، أي بين طفلين ذاتويين،

فمن المرجح وجود عوامل عديدة لأسباب مرض التوحد.

أسبابه 

من أهم الأسباب التي قد تُؤدي إلى التوحد:

1. اعتلالات وراثية

اكتشف الباحثون وجود عدة جينات يُرجح أن لها دورًا في التسبب بالتوحد،

وبعضها يجعل الطفل أكثر عرضة للإصابة بالاضطراب، بينما يُؤثر بعضها الآخر

على نمو الدماغ وتطوره وعلى طريقة اتصال خلايا الدماغ فيما بينها.

قد يكون أي خلل وراثي في حد ذاته وبمفرده مسؤولًا عن عدد من حالات الذاتوية

، لكن يبدو في نظرة شمولية أن للجينات بصفة عامة تأثيرًا مركزيًا جدًا.

بل حاسمًا على اضطراب التوحد، وقد تنتقل بعض الاعتلالات الوراثية وراثيًا،

بينما قد تظهر أخرى غيرها بشكل تلقائي (Spontaneous).

2. عوامل بيئية

جزء كبير من المشاكل الصحية هي نتيجة لعوامل وراثية وعوامل بيئية مجتمعة معًا،

وقد يكون هذا صحيحًا في حالة التوحد.

يفحص الباحثون في الآونة الأخيرة احتمال أن تكون عدوى فيروسية،

أو التلوث البيئي عاملًا محفزًا لنشوء وظهور مرض التوحد.

3. عوامل أخرى

ثمة عوامل أخرى تخضع للبحث والدراسة في الآونة الأخيرة، تشمل:

مشاكل أثناء مخاض الولادة، ودور الجهاز المناعي في كل ما يخص بالتوحد.

يعتقد بعض الباحثين بأن ضررًا في اللوزة (Amygdala) وهي جزء من الدماغ

يعمل ككاشف لحالات الخطر، هو أحد العوامل لتحفيز ظهور مرض التوحد.

عوامل خطر الإصابة بالتوحد

قد تظهر الذاتوية لدى أي طفل من أي أصل أو قومية،

لكن هنالك عوامل خطر معروفة تزيد من احتمال الإصابة بالذاتوية، وتشمل هذه العوامل:

1. جنس الطفل

أظهرت الأبحاث أن احتمال إصابة الأطفال الذكور بالذاتوية هو أكبر بثلاثة أضعاف من احتمال إصابة الإناث. 

2. التاريخ العائلي

العائلات التي لديها طفل من مرضى التوحد لديها احتمال أكبر لولادة طفل آخر مصاب بالمرض،

ومن الأمور المعروفة والشائعة هو أن الوالدين أو الأقارب الذين لديهم طفل من مرضى التوحد

يُعانون هم أنفسهم من اضطرابات معينة في بعض المهارات النمائية،

أو التطورية، أو حتى من سلوكيات ذاتوية معينة.

3. اضطرابات أخرى

الأطفال الذين يُعانون من مشاكل طبية معينة هم أكثر عرضة للإصابة بالذاتوية،

هذه المشاكل الطبية تشمل:

متلازمة الكروموسوم إكس الهَشّ (Fragile x syndrome) و

هي متلازمة موروثة تُؤدي إلى خلل ذهني.
التَصَلُّبٌ الحَدَبِيّ (Tuberous sclerosis) الذي يُؤدي إلى تكوّن وتطور أورام في الدماغ.
الاضطراب العصبي المعروف باسم متلازمة توريت (Tourette syndrome).
الصرع (Epilepsy) الذي يُسبب نوبات.

4. سن الوالد

يميل الباحثون إلى الاعتقاد بأن الأبوة في سن متأخرة قد تزيد من احتمال الإصابة بالتوحد.

قد أظهر بحث شامل جدًا أن الأطفال المولودين لرجال فوق سن الأربعين عامًا

هم أكثر عرضة للإصابة بالذاتوية بنسبة 6 أضعاف من الأطفال المولودين

لآباء تحت سن الثلاثين عامًان ويظهر من البحث أن لسن الأم تأثيرًا هامشيًا على احتمال الإصابة بالتوحد.

علاج مرض التوحد

لا يتوفر حتى يومنا هذا علاج واحد ملائم لكل المصابين بنفس المقدار،

وفي الحقيقة فإن تشكيلة العلاجات المتاحة لمرضى التوحد

والتي يُمكن اعتمادها في البيت أو في المدرسة هي متنوعة ومتعددة جدًا على نحو مثير للذهول.

علاج التوحد يشمل:

العلاج السلوكي (Behavioral therapy).
علاجات أمراض النطق واللغة (Speech language pathology).
العلاج التربوي والتعليميّ.
العلاج الدوائي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى