مقالات

أحمد بدوي يكتب: النرجسية في الصحافة والاعلام 

 

بقلم /أحمد بدوي

 

 

من المعروف ان مهنة الصحافة هي مهنة البحث عن المتاعب من أجل اظهار الحق ونصرة المظلم ووضع الأمور في نصابها الطبيعي دون تزيف للحقائق أو تدليس بعيدا عن الرأي الشخصي والهوي، فالصحافة دائما تمثل مطالب الشعب وعين الحكومة وجاء دور التوثيق والارشفة للاحداث التي تحدث في حقبة من الزمن يؤرخها اصحاب الأقلام الحرة الصادقة التي تستمد قوتها من القارئ وترصدها زوايا الكاميرات عن قرب، تجد في هذه الاونة الأخيرة طفت علي السطح فئة ينتمون الي أصحاب الأقلام المأجوره ويعرفون قديما بالصحافة الصفراء الذين يتخذون من اقلامهم طلقات نارية يوجهونها حسب منافعهم ومصالحهم الشخصية بعيدا عن المهنية وامانة الكلمة وصدق المعلومة، وقد تقود هذه الأقلام المأجوره حملة تشويه للحقائق ويقذفون بهذه الكلمات البذءية مسؤلين رغبة منهم للابتزاز السافر او الانتقام الرخيص لنيل من أعراض وسمعة الآخرين، وهذا ما ارادت فرضه احدي القنوات المأجوره ضد مسلسل الاختيار ٣ من عرض تقرير مزيف من اجل تشويه العمل الدرامي الناجح في استقطاب قلوب وابصار المشاهدين خلال شهر رمضان اما اصحاب المنصات الالكترونية الكاذبة وصفحات التواصل الاجتماعي التي تبث سمومها واهدافها الملوثة بدماء الأبرياء، انما يطلق علي هؤلاء بصفة النرجسية الخبيثة التي أصيبت بها شريحة كبيرة من أبناء مهنة الصحافة والاعلام والتي تدعو إلي رؤية العالم من منظور أبيض وأسود، بما في ذلك رؤية الآخرين إما كصديق أو عدو.

والعمل و السعي دائما من أجل الفوز بأي ثمن وترك قدر كبير من الألم والإحباط وحتى وجع القلب للاخرين دون عدم الإحساس بالمسؤلية أو الإهتمام بالألم الذي يتسببون به للآخرين واحيانا تصور لهم نفوسهم المريضة وضماءرهم الميتة التي تبعث في نفوسهم الاستمتاع بهذا الاذي الذي يترك آثار سلبية تؤلم القلب وتجرح الصدر مع ذلك يصور خيالهم المريض ان هذه الآلام والجروح هي مصدر قوة وتفوق علي الآخرين عندما تتبني قضية أو تطلق حملة من أجل كشف فساد فلابد ان يكون ضميرك المهني يقظ فلا تتخلي عن قيم المهنة السامية ومهنية الطرح والتناول وأمانة العرض وتدخل في دائرة المساومات من أجل قليل من المال او الترضية بمنصب زائل بهذه التصرفات الوضيعة تكون قد خنت الأمانة وأهنت نفسك وفقدت مصداقيتك فتصبح صحفي رخيص تباع وتشتري أو إعلامي وضيع وبوق من ابواق الشر والفساد، من اصحاب المبادئ والافكار المستنيرة من اجل البناء وليس الهدم من اجل رفعة الوطن ولا خيانة مهنتك وقلمك سلاحك الذي يقاتل من أجل الإصلاح.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى