مقالات

عقول جيل المستقبل وريادة الأعمال وأثرها علي المجتمع

بقلم الكاتب : أحمد بدوي

المستشار الإعلامي لجامعة أسوان

في ظل الظروف المتغيرة التي يعيشها العالم، من أزمات اقتصادية طاحنة، وتغيرات مناخية غير مسبوقة، يجب ان ننظر الي ريادة الأعمال بشكل مختلف من حيث استثمار عقول الشباب بمختلف الجامعات والقطاعات الريادية والابتكارية، وذلك من خلال تبني الأفكار الواعدة والمتميزة والعمل علي تنميتها من خلال تقديم الدعم الكامل سواء الفني أو العلمي أو المادي لترجمة هذه الأفكار الي مشروعات قوية وكيانات اقتصادية تخدم الفرد والمجتمع.

أولا: العمل علي تغير البرامج الدراسية من أجل ربط الدراسة بسوق العمل، لايجاد علاقة حتمية بين المنتج وسوق العمل، من حيث اتاحة الفرصة لشباب الدارسين للمنافسة في سوق العمل العالمي والمحلي.

ثانيا:جيل المستقبل الذي تعتمد عليه كل دول العالم حتي يكون قائدا في المستقبل القريب في مختلف المجالات والقطاعات، يجب علي المؤسسات الاكاديمية والعلمية أن تضع في حسبانها أهمية ريادة الأعمال والعمل علي تنميتها لدي هذا الجيل الجديد حتي يحقق الأهداف المنشودة من التعليم الحقيقي وليس شهادات تكتب وتختم دون فائدة حقيقية في بناء خريج قادر علي العطاء العلمي والاقتصادي والطبي والهندسي والمعلوماتي.

 ثالثا: لابد من ربط أفكار ريادة الأعمال بقضايا المجتمع والبيئة المحيطة حتي تؤتي ثمارها في التغير وايجاد الحلول لمشكلات القري والنجوع والمدن بشكل إقليمي، وايجاد الحلول أيضا لمشكلات الدول علي مستوي العالم، وذلك من خلال البحث العلمي والتكنولوجيا وريادة الأعمال التي ستحقق للانسان الرفاهية، والقدرة علي التغلب علي كافة المعوقات والصعوباب التي تواجه المواطن، أذن أصبحت ريادة الأعمال وسيلة تعليمية وتنموية في مختلف الجامعات والمؤسسات التعليمية، والمجتمعات التي تريد أن ترتقي بشعوبها، عليها باجراء تشريع قانوني يخدم ريادة الأعمال من خلال كينونة قانونية، ولوائح منظمة في اليات التعامل بين جميع الأطراف المستفيدة من المنتج.

رابعا: لو نظرنا في كتب التاريخ أو في السيرة النبوية لوجدنا نماذج مشرفة للريادة الأعمال في حياة النبي محمد صلي الله عليه وسلّم في شبابه وعمله برعاية الاغنام حتي أصبح قائدا للأمم والشعوب من خلال نشر رسالة الإسلام في ربوع العالم بأسره، عندما هاجر رسولنا الكريم من مكة الي المدينة ضرب أروع الأمثال في إقامة دولة الإسلام الجديدة بالمدينة المنورة، حيث أسس للمسجد حتي تقام فيه العبادات وتؤدي فيه حلق العلم والذكر والمشورة في أعداد الغزوات أثناء الحروب، لتحقيق هدف دعوة الإسلام، حيث أمر رسول الله بتجهيز جيش لغزو الروم في عام 11هجرية، وأختار صلي الله عليه وسلم أصغر قائد للجيش الإسلامي وهو أسامة بن زيد وكان عمره حينئذ 18 عاما، ولكن الأجل لم يهمله لتحقيق ذلك علي أرض الواقع ولكن ابوبكر الصديق أمضي اختيار النبي محمد بقيادة أسامة بن زيد للجيش.

خامسا: لابد من الاعتماد علي الأفكار الملهمة الغير تقليدية لخلق جيل جديد غير نمطي يستطيع ان يتعدي كل الصعوبات والعقبات التي تواجههم رغم التحديات بالفكر الإبداعي، والعمل علي ربطها بالتكنولوجيا التي أصبحت تؤثر علي عقول الجيل الجديد من استخدام الحاسوب الآلي والهواتف المحمولة ومنصات التواصل الإجتماعي فيما هو مفيد من البرامج الهادفة وليست التافهة التي تسيطر علي العقول دون توجيه أو ايجاد رقابة محكمة علي تصرفات الأبناء، والعمل علي الاستفادة القصوي من مهاراتهم وطاقاتهم الإبداعية من خلال ريادة الأعمال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى