كتبت – داليا طايع
يعدالتليف الرئوي هو مرض رئوي ينتج عنه تلف وندوب وصلابة في أنسجة الرئة،
حيث يعد دور الرئتين الرئيسي توصيل الأكسجين من الحويصلات الهوائية إلى الهيموجلوبين
في الأوعية الدموية،
بالتالي الإصابة بالتليف الرئوي يسبب تندب وتضخم وتيبس الرئتين، مما ينتج عنه صعوبة نقل الأكسجين وصعوبة التنفس.
أعراض التليف الرئوي
في الحقيقة، لا تظهر نفس الأعراض على جميع المصابين بالتليف الرئوي،
إذ لا يؤثر هذا المرض على الجميع بنفس الطريقة، كما أن العديد من الحالات الصحية الشائعة
والتي يمكن علاجها بسهولة، مثل: الربو (Asthma)، وانسداد الشعب الهوائية المزمن
(Chronic obstructive pulmonary disease) أو حتى نزلات البرد وعدوى الجهاز التنفسي العلوي.
يمكن أن تسبب أعراضًا مشابهة.
وبشكل عام، تشمل أعراض التليف الرئوي ما يأتي:
أعراض التليف الرئوي الأولية
قد لا تظهر أي أعراض على المريض، وقد تكون الأعراض خفيفة، وتشمل:
ضيق التنفس عند إجهاد النفس (أثناء ممارسة الرياضة، أو بعدها بفترة قصيرة)
السعال الجاف والمستمر.
أعراض التليف الرئوي المتقدمة
مع تطور المرض، وتضرر المزيد من الأنسجة في الرئتين، تزداد الأعراض سوءًا،
وقد يعاني المريض من الأعراض الآتية:
ضيق التنفس وخاصة أثناء القيام بالأنشطة اليومية الخفيفة، مثل: الاستحمام، أو ارتداء الملابس،
أو التحدث في الهاتف أو تناول الطعام.
السعال الجاف والمستمر.
التنفس الضحل والسريع.
الشعور بالتعب الشديد طوال الوقت.
فقدان الشهية وفقدان الوزن بشكل تدريجي.
الشعور بعدم الراحة في الصدر.
وفي الحالات المتقدمة جدًا، قد يعاني المريض من الأعراض الآتية:
تعجر الأصابع (Clubbing): وهو مصطلح يطلق على أصابع اليدين أو القدمين عندما يزداد عرض الأظافر،
وتتقوس للأسفل وتتكور، حيث تبدو أوسع وأكثر استدارة.
ازرقاق الجلد (Cyanosis): بسبب نقص الأكسجين في الدم، يعاني أصحاب البشرة الفاتحة من ازرقاق الجلد، وأصحاب البشرة الداكنة من جلد رمادي أو أبيض حول الفم والعينين.
أسباب التليف الرئوي
في معظم الحالات يكون سبب الإصابة بالتليف الرئوي غير معروف،
ويعرف حينها التليف الرئوي مجهول السبب. ولكن يمكن أن تساهم العديد من العوامل
في الإصابة بالتليف الرئوي، ومنها:
1. العوامل البيئية والمهنية
قد يؤدي استنشاق الغبار أو بعض المواد الكيميائية الضارة أو السموم والملوثات الأخرى
الموجودة في البيئة أو العمل إلى الإصابة بتلف الرئتين، ومنها:
غبار الفحم أو الحبوب.
الغبار المعدني.
فضلات الطيور والحيوانات.
العفن.
غبار السيليكا.
الأبخرة السامة.
مادة الأسبستوس (Asbestos).
2. الأدوية
قد يسبب تناول العديد من الأدوية تلف الرئتين والإصابة بالتليف، نذكر منها:
بعض المضادات الحيوية، مثل النايتروفيورنتين (Nitrofurantoin).
بعض الأدوية المضادة للالتهاب، مثل الريتوكسيماب (Rituximab).
أدوية العلاج الكيميائي، ومنها: الميثوتريكسات (Methotrexate)، والسيكلوفوسفاميد (Cyclophosphamide).
بعض أدوية القلب، وتحديدًا الأدوية المستخدمة في تنظيم ضربات القلب مثل الأميودارون (Amiodarone).
مضادات الاختلاج (Anticonvulsant).
3. العلاج الإشعاعي
يمكن أن يصاب بعض الأشخاص الذين تلقوا العلاج الإشعاعي لسرطان الرئة
أو الثدي بالتليف الرئوي بعد شهور أو حتى سنوات من تلقي العلاج الأولي،
وعادةً ما تعتمد شدة الضرر الحاصلة على العوامل الآتية:
مساحة الرئة التي تعرضت للعلاج الإشعاعي.
الكمية الإجمالية للإشعاع المُعطى للمريض.
ما إن تم علاج المريض بالعلاج الكيميائي أيضًا.
الإصابة بمرض رئوي كامن.
4. الحالات الطبية
من الممكن أن يصاب الشخص بالتليف نتيجة إصابته المسبقة ببعض الحالات الصحية، ومنها:
التهاب العضلات (Polymyositis).
التهاب الجلد والعضلات (Dermatomyositis).
الذئبة الحمراء (Systemic lupus erythematosus).
التهاب المفاصل الروماتويدي (Rheumatoid arthritis).
تصلب الجلد (Scleroderma).
الالتهاب الرئوي (Pneumonia).
الساركويد (Sarcoidosis).
مرض النسيج الضام المختلط (Mixed connective tissue disease). (1)(5)(6)
عوامل تزيد من خطر الإصابة بالتليف الرئوي
تزداد فرص الإصابة بالتليف الرئوي في حال توافر واحد أو أكثر من العوامل الآتية:
العمر: تزداد فرصة الإصابة عند الأشخاص بعمر الـ 60 عامًا أو أكبر.
الجنس: عادةً ما يصاب الرجال بالتليف الرئوي مجهول السبب أكثر مقارنة بالنساء.
العوامل الوراثية: تنتشر بعض أنواع مرض التليف الرئوي عند بعض العائلات، وهذا يعني أنه من الممكن أن ينتقل المرض عبر الجينات.
التدخين: يصاب المدخنون بالتليف الرئوي بشكل أكبر مقارنة بغيرهم.
بيئة العمل: تزداد فرصة الإصابة عند أولئك الذين يعملون في قطاع الزراعة أو الثروة الحيوانية، أو في بيئة
مليئة بالدخان أو الغبار الناتج من الخشب أو المعادن أو الرمل أو الحجارة.
علاجات السرطان: يزداد خطر الإصابة بالتليف الرئوي في حال التعرض للعلاج الإشعاعي للصدر أو العلاج الكيميائي.
