مقالات

(حلم عمري ) بقلم رؤوف علواني

موقف منك علي أنه واقعة تاريخية

(حلم عمري ) بقلم رؤوف علواني
رؤةف علوانى

(حلم عمري )

أهي مصادفة أنني أعشق السباحة والبحر ورشاقة الأسماك وأن تكون أنت في برج مائي أهي مصادفة أن أكون أديبا وفي عينيك تركض روائع الشعر..

أهي مصادفة أن يكون بيني وبين الرقم 8.

أسرار وهمس وأشجان.

وأن يكون ميلادك في الشهر الثامن.

مساء الأمس وصلتني رسالتك التليفونية التي سجلتيها في غيابي.

مباركة تلك اللحظة التي امتدت فيها أصابعك إلى الهاتف بعد فترة من الصمت والمرارة والجحود والارتباك.

أخيرا تذكرت أنني مازلت علي قيد الحياة.

مقدس ذلك الإلهام الذي أوحي إليك بأن تطلبيني وتتحملي مخاطر الاتصال.

 نعم فكل مرة اتصال بيننا ولو عبر الأثير مغامرة دخول إلي أرض ملغمة مهجورة معتمة لا نعرف ماذا ستفعل بنا.

وإلي أين سيكون مصيرنا. كلمتيني لتشكريني علي هديتي إليك في عيد ميلادك.

مختصرة كنت كعادتك.

تسع عشرة كلمة بصوتك من بينها اسمي عبر الهاتف لو تدري ماذا فعلت بي التسعة عشرة

كلمة تلك ألهذا الحد هش أنا تجاه أي شيء منك الهذه الدرجة قليلك كاف لأن يقلب كياني؟

أو تسغ عشر كلمة بصوتك من بينها اسمي هزتتي وألقت بي إلي حافة الجنون اللذيذ.

جائني صوتك المختصر بعد يوم مرهق مكبل بأحزان أخفيها عن نفسي.

أعيد الرسالة مرات ومرات وفي كل مرة وفي كل مرة أبكي وأصحك

وأثره في اللحظة نفسها سجلت رسالتك التليفونية.

أخيرا أصبح عندي دليل مادي يثبت أن بيننا شيئا ما.

ما هذا الهراء الذي أتحدث عنه أتحتاح الشمس أثبات أنها قادرة على الضياء.

هل بعد الشدو يعقل الشك في الكلام وهل هناك دليل أجمل علي الحركة بعد زمان التحليق؟؟

أعذريني فأنا أعيش معك كل ما هو لامعقول وغير مفهوم وليس قابلا للمغفرة.

أعذريني

فأنا مذعور من كل هذا الفرح الممكن معك المستحيل مع غيرك.

لو كنت أعرف أن هديتي في عيد ميلادك ستكون فاتحة خير بيننا لتخرجك من لا مبالاتك الطويلة لأحضرت الدنيا كلها لك لو كنت أعرف.

لو كنت أعرف أن رقم هاتفي مازال بذاكرتك لملأت الأفق بالورود والألحان والغناء.

لو كنت أعرف أن تذكري ليوم ميلادك سينتزغ من صوتك تلك النبرة الدافئة عذبة الإمتنان.

لما تمردت عليك في صحوي ومنامي.

تسع عشرة كلمة بصوتك من بينها اسمي حملتني إلى كوكب خرافي النشوة..

أعادتني إلي النصف الممتلئ من كأس حياتي قفزت إلى ملامحي نضارة منسجمة الرعشات

عرفت بعد نسيان طويل المذاق المنتع لرجوع مواسم المطر والورد.

أنا لست أنا بعد رسالتك التليفونية فقدت الزائد من وزني وخوفي تلاشت أوهامي وقيودي.

راحت عصبيتي التي يثيرها أهون سبب ورحل الصداع المحتل رأسي منذ زمن.

منحتني الأمل أنه على الأقل مرة واحدة في العام ستطلبيني.

تدهشني نفسي معك أتذكر كأن الأمر البارحة. كل لقاء وكل مكالمة كل همسه وكل لمسة.

لحظات الحنين ولحظات التحسر..

ليالي الدفء وليالي الصقيع.

تعاملت مع كل موقف منك علي أنه واقعة تاريخية لابد أن تحفظ وتوثق وتخلد.

وأنت عاملتني على أنني عابر سبيل لجأت أبيك في ليلة عاصفة هوجاء واجتهدت أن تمحي وقع خطاها المتطفل

إلي هذا الحد أنت لا تعرفين قدر نفسك.

أنت أجمل من أن تكوني نزوة في حياتي وتمضي وأنا أعتقد من الخضوع إلى

ذلك الظمأ المؤقت كنت أتذكر حتى في الأماكن التي لم تشهد لقائنا بل كانت ذكراها أشد إلحاحا..

حين يلفني مكان لم يجمعني بك وكنت أنت تنسيني في الأماكن التي جمعتنا.

إحترت ماذا عساي فاعلا حين أطرق كل الأبواب ولا يفتح إلا الإشتياق إليك.

أحرجتني كثيرا عندما أنظر في عيون النساء ولا ألقي إلا عينيك.

تقبلت كل عيوبك ليس لأنني أحمق لكني أدركت أن تقبلني لعيوبك هو أحلي ميزاتي

وكنت أنت ترفضين فضائي ويزداد رفضك حين تحسيها ماضية إليك.

لأن بيننا وجعا لا شيء يريده وتبرده كل الأشياء.

لأن الفراق هو ثمرتنا الشهية التي ترعاها بأخلاص وحنان.

لأنك الأكذوبة الوحيدة في حياتي الجديرة بالتصديق.

لأن خطوط الإتصال بيني وبينك مقطوعة الحرارة مبتورة الفهم كان لابد لرسالتك التليفونية التي سجلتها في غيابي

أن تشعل النار في أرجائي.

تذكرني إلي ألف قطعة محلقة في الكون.

أستمغ إلي صوتك قبل النوم وبعد صحوي.

قبل الخروج وعند عودتي.

في أوقات إنشغالي وفي أوقات فراغي.

حين أتعب وحين ارتاح.

وعندما أخرج أخذك معي في سيارتي أسمعك أنشودة يطربني إيقاعها.

وفي كل مرة أرهق السمع أريد أن أسبر أغوار التاسع عشر كلمة تلك أريد أن أنقشها على جدران حياتي الباردة.

أريد الاحتفاء بها قدر ما انتشلتني من السأم المخيف على أيامي.

لا أريد منك شيئا لست وراء الحب والعشق ولا أريد فهما أو حمانا أو دعوات للسهر والرقص والغناء.

أريد واسمعيها مع لأول مرة أن تبقي مع أطول وقت ممكن تحت سماء واحد في ذروة تباعدنا وخصامنا وفي أقصي لحظات الرفض وسوء الفهم.

كان مجرد الإحساس إنك حبه تتنفسين الهواء الذي أتنفسه وتحتويك الأرض التي التي تحتويني كافيا جدا لأن يرضيني.

مجرد وجودك بخير وصحة وعافية كافي جدا لأن يسعدني.

لا أريد منك شيء سوى أن تحافظي على نفسك في أحسن حال فهذا معناه أنني أنا أيضا في أحسن حال.

لا أريد منك شيئا سوى أن تقرأين كتاباتي لا أدري لماذا الحزن الذي يشملني حين يقرأني الناس جميعا إلا أنني.

حاولت كثيراً أن أقاوم الثقل الضاغط علي روحي حين تكوني بعيدة عن كتاباتي.

مشاعر مركبة من الإحسان بالعبث والا جدوي والغثيان تفترسني حين أكتب

ولا تقرأين ليس هناك أقسي من أن يكتب رجل والمرأة التي تسكنه لا تقرأه.

 ليس هناك من عذاب أشد من أن تلهم إمرأة رجل أحلي الكتابة وهي ذاهدة في القراءة.

شيء ما يحدث لسطوري حين لا تمر بأفق عينيك.. حين لا تقرئيني كأن آخر هو الذي كتب.

حين لا تقرئيني كأن الكتابة بحبر سري يحجب عني الشكل والمعني.

حين لا تقرئيني كأن لا شيء ممكنناً بيني وبين لغتي إلا الريبة والعداء.

حين أكتب ولا تقرأي أود الإختفاء والإنسحاب من العالم.

حين أكتب ولا تقرأي أريد الإنزواء في قفص ضيق معتم.

أرجوك أرجوك أبحثي عن سطوري دائماً وأطلقي سراحي من سجن باختياري أدخله حين تقرأني الدنيا كلها إلا أنت.

 لا شيء أريده منك سوي أن تقاومي الموت لأطول مدة تقدرين عليها.

لا شيء علي الإطلاق أهفو إليه معك سوي أن تتذكريني كلما استمعت إلي قصيدة “حبيبها” لعبد الحليم حافظ

وتتخيلي كم سيكون الأمر رائعاً لو تعانقت روحانا علي أنغامها.

لا تدعي شيء يعكر صفو مزاجك.

لا تسمحي لأي رجل أن يشغلك أو أن يعطك أو حتي أن يكون لحظة شقاء في حياتك.

إفرحي وإسعدي وابتهجي وإبقي دائما خالية القلب والبال.

من وجودك أستمد طاقة أكبر علي الإنطلاق والكتابة والغناء حتي لو فرقتنا الأيام والأماكن والناس وحماقة الليالي.

صدقيني هذا ما أريده منك علي ترينه كثيراً..

القضية بالنسبة لي ليست أن أكون حبيبك أو أن تكوني حبيبتي ونعيش قصة نعلم سلفاً بدايتها ونهايتها.

فما أكثر الرجال والنساء الذين يقعون في الحب كل يوم.

ما أكثر البدايات الساحرة والنهايات المفجعة.

دعينا نتحرر من هذا التكرار الساذج السخيف..

دعينا نسمو علي تلك الدوافع المعلبة المتوارثة التي تذل النساء وتكبل الرجال.

دعينا نخلق علاقة جديدة تغير جلدها كل يوم.

دعينا نكون أول المغامرين ونمنح الحياة نموذجاً نادر الوجود قلما يجمع ما بين رجل مبدع وإمرأة فنانة.

إلي ما بعد السموات السبع أدعوا لك بطول البقاء وتألق العمد.

وإلي ما بعد الفضاء الرحب سأظل أشتهيك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى