مقالات

طارق درويش يكتب …في ذكري تحرير سيناء

في ذكري تحرير سيناء 

طارق درويشيكتب

مهما حاولنا النسيان الا أن الذكريات تبقي محفورة داخلنا فلا يستطيع إنسان أو قوة في الوجود أن يمحو ذكري مذبحة بحر البقر ، مع اننا نملك ذكريات كثيرة
إلا أننا لانستطيع أن نختار ما نتذكره ، فالذكريات تفرض نفسها ، وقتما تشاء لتزيد من وجع قلوبنا وتاخذنا الذكري الحزينة ، لكي نرحل مع أرواح الشهداء من الأطفال الأبرياء ونهيم معهم في جنة الحب واللقاء .
لقد رحلوا وتركوا عطرا لا ينسي ولهم شوق لا يبرد ابدا.
لقد كان عمل وحشيا قامت به اسرائيل يتنافي مع كل القوانين والأعراف الإنسانية ضد أطفال لا يعرفون من الدنيا غير الحب والبراءة والسلام، حيث قصفت بطائراتها الفانتوم الأمريكية الصنع مدرسة بحر البقر الإبتدائية المشتركة في مركز الحيسينية بمحافظة الشرقية

هجوم وحشي وغير إنساني فاق حد التصور وسقط الأطفال تحت جحيم النيران،
وبالرغم من مرور سنوات طوال علي هذه المأساة إلا أنني أشعر بغصة في قلبي وبغضا يزيد يوما بعد يوم للكيان الصهيوني المغتصب الذي لا أصل ولا وجود له غير وعد بلفور اللعين.
وأخذت أبحث عن ردود أفعال المنظمات الدولية ٱن ذاك فلم أجد ما يبل ريقي ويهدأ من روعي فها هو الاستنكار الذي لم تعرف غيره منذ نشاتها ،
ليخرج مندوب إسرائيل ببيان مستفز قال فيه:
أن إسرائيل ضربت أهدافا عسكرية والمدرسة كانت هدفا عسكريا وأن القوات المصرية وضعت الاطفال فيه للتمويه، تبا لكم وتبا لكل كفار اثيم .
أي فجر هذا وأي مكر وأي تلفيق وتزوير!!!؟
وكتب وقتها الراحل صلاح جاهين وتغنت به الراحلة السيدة شادية :

الدرس انتهي لموا الكراريس بالدم اللي سال علي ورقهم سال
في مسابقة لرسوم الأطفال
ايه رأيك في البقع الحمراء يا ضمير العالم يا عزيزي
دي لطفلة مصرية سمراء كانت من أشطر تلاميذي
دمها راسم زهرة ، راسم راية ثورة راسم وجه مؤامرة
راسم ناروا سم عار علي الصهاينة والاستعمار
والدنيا عليهم صابرة وساكتة
الدرس انتهي لموا الكراريس

لقد نددت مصر بالحادث المروع ووصفته بأنه عمل وحشي يتنافى تماماً مع كل الأعراف والقوانين الإنسانية واتهمت إسرائيل أنها شنت الهجوم عمداً بهدف الضغط عليها لوقف إطلاق النار في حرب الاستنزاف، بينما بررت إسرائيل أنها كانت تستهدف أهدافاً عسكرية فقط، وأن المدرسة كانت منشأة عسكرية مخفية

٤٥ عاما ولا يزال ضمير العالم غائبا

من المهم ونحن نحتفل بذكرى تحرير سيناء – أرض الفيروز – أن نفتخر بامتلاك مصر قدرة الخيار فى التوجه نحو التعمير والبناء والتنمية، وقدرتها في التخلي وعدم الانصياع للتحديات والتهديدات فتم اتخاذ القرار بخوض معركة محاربة الإرهاب والانتصار فيها، ثم خوض معركة التنمية بضخ استثمارات بمئات المليارات لإنشاء مشروعات بنية تحتية من كبارى وأنفاق وطرق وكهرباء ومياه وغيرها من المشروعات التي غيرت وجه الحياة في

نعم ما يحدث على أرض الفيروز يحمل كل الرخاء بعد النجاح في ربط سيناء بمدن القناة وإقامة مجمعات عمرانية حديثة تُساهم في شغل الصحارى الشاسعة، وهو ما أتاح المجال بقوة لتحقيق هذه التنمية والتعمير وتعزيز الانتماء والمواطنة، وتأمين الحدود المصرية ومكافحة الإرهاب.

وأعتقد أن هذا لم يكن يتم إلا بفضل شعب واع لديه إرادة وعزيمة، وبفضل وجود قيادة سياسية نجحت في المزج بين معادلة الأمن والتنمية وترجمتها بشكل عملي على أرض الواقع، من خلال امتلاك الخيار وسيادة القرار، ليكون لسان حال الأجيال الحالية نحن الوعد والعهد في الحفاظ على تلك الرقعة المقدسة الغالية التى راحت في سبيل تحريرها أرواح أطهر الرجال، وخاضت مصر أجّل المعارك من أجلها.

لذا، ما أجمل أن تحتفل مصر بذكرى تحرير سيناء في وقت تخوض فيه معركة بناء ونهضة وتنمية وسلام لتثبت للعالم أن سلام مصر وجهودها الرامية لتعزيز السلم والسلام الدو

وما أطيب أن نحتفل بالذكرى 42 لعيد تحرير سيناء، ومصر خالية من الإرهاب، لتؤكد سيادتها الوطنية وأن المصريين على قلب رجل واحد يبنون ويعمرون، ويقفون خلف القيادة السياسية وخلف الدولة المصرية 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى