مقالات

لغة الضاد ولغة البيان لغة القرٱن الكريم

 

لغة الضاد ولغة البيان لغة القرٱن الكريم
لغة الضاد ولغة البيان لغة القرٱن الكريم

 

كتبت هيام عبد العزيز

أيتها اللغة العربية، هذا يومك، سيتكلمون كثيرا عن بدائعك ويسهبون في ذكر مناقبك، كما يفعلون كل سنة مع الحب و المرأة و اليتيم.

فلا تنظري إلى ذلك كله، و دونك ألسُنَهم تجدي أنك وُتُرتِ حقك و حيفَ في قدرك .

يا لغة بني عدنان، كان الناس فيك بين العاربة والمستعربة، وصاروا اليوم فيك بين المتفرنسة و المتأمركة ..التي ترى أن تطعيم الكلام بشيء من كلمات الأعاجم يقفز بالمتكلم إلى مصاف الطبقة الأعلى مجتمعيا، هكذا حتى تصل إلى ذروة سنام المجتمع .

يا لغة الضاد، ليس المهم أن تجدي لك مكانا بين سطور الدستور، و لكن الأهم أن تطردي المحتل من ألسنتهم، أن تفرضي نفسك على ثقافتهم .

لنا يقين يا لغة الضاد أن الله ما سطر بك آخر كلامه للعالمين إلا لأنك الأجدر و الأحق بحمل رسالة السماء، وأنَّ تعابيرك الأقدر على حمل ثِقال المعاني و متنوِّعِ فحوى الخطوب…و لنا يقين أيضا أن أهلك أداروا لك ظهورهم و أشاحوا عنك وجوههم، ولكن لا تحزني فلست وحدك من أشاحوا عنه الوجه، فما أنت إلا صورة من جمودهم منذ قرون…و يوم سيرجعون، لن يرجعوا إلا و أنت أبرز من يحمل متاع نهضتهم و على مرآتك فقط يمكن أن يشع بريقُ ألقهم…و إن غدا لناظره لقريب…

لغتي الجميلة الأنيقة ، الرقراقة الرقيقة.. بديعة التكوين عجيبة البلاغ فذة التبيين.. في كلماتها درر وفي جوامع ألفاظها غرر.. حسنها يجل عن الوصف، ويدعو بنصه اللفظة إلى ألف.. جلالها يسمو بآفاق التجلي ، وبهاؤها يشغف القلوب ويجلو الأبصار بنور التملي.. منافحتنا عنها حق بل هي الصائب ، ودفاعنا عن صروحها حتم ما اقتضى الواجب.. لها في الفؤاد آماد ومنازل، وهي من النفس عمادها والمحافل.. هي منا، وبنا، ولنا.. ومن نفوسنا هي فينا وعزها المُنى.. ندوم ما دامت، ونقوم ما قامت، ونروم لها شرفا يتجدد به قِدَما علت، وأبت، وفي سموات العلى حامت.. مجدها منوط بأعناقنا، وحياتها نور أحداقنا..

فلتهنأ اللغة العربية.. فلها قرآن يصون متنها، وتاريخ يبرز فضائلها، ورجال يدافعون عن قدرها.. حتى آخر العمر وانقطاع الوتين.. ما دام في الصدر نفس يتردد، وفي القلب نبض لم يزد يتعدد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى