مقالات

3 أولويات إقليمية:بقلم موسى فتوح

إحباط مخطط تهجير الفلسطينيين

 

تفعيل الرقابه بقلم موسى فتوخ
موسى فتوح

لم تعرف مصر في تاريخها القديم ولا المعاصر اشتعال حدودها من جميع الجهات بالأزمات والتهديدات وفي وقت متزامن مثل ما تعهده مصر الآن، حتى مع بناء مصر الحديثة إبان حقبة محمد على باشا لم تكن مصر محاطة بحدود ملتهبة أو بالأحرى لديها مواجهة مصيرية مع مجموعة من الدول، بيد أن هذه المواجهة أتت بعدما أيقنت القوى المديرة للنظام العالمي من صعوبة احتواء النفوذ المصري بعدما أصبحت مصر لاعبا قويا ألحق هزائم عسكرية بقوى عظمي.

اليوم لدى مصر 3 أولويات إقليمية:
– حرب غزة: إحباط مصر لمخطط تهجير الفلسطينيين من خلال تفريغ الأراضي الفلسطينية من سكانها باتجاه دول الجوار.
تتعامل مصر مع القضية بمسارين، الأول حماية الأمن القومي وسيناء كونها عنوان السيادة المصرية خلال العقود المقبلة، ونعني سيادة التوزيع الديمغرافي المصري في جميع مناطق سيناء بأن تصبح أحد أقطاب الكثافة السكانية العالية في الأقاليم الجديدة، إقليمي قناة السويس والاتجاه الاستراتيجي الغربي مدينة العلمين. المسار الثاني رد المخطط للداخل الفلسطيني والإسرائيلي بإيجاد إطار تفاوضي شامل يؤسس لترتيبات ما بعد حرب غزة بما يشمل حل الدولتين. الجدير بالذكر أن التعامل المصري يواجه مجالا مقاوما من تل ابيب وواشنطن حتى لو ادعت الأخيرة أنها مع حل الدولتين، ما يراكم من مصاعب التعامل المصري، لكن هذه قضية أمن قومي بالأساس فلا سبيل إلا لإبقاء الضغط قائما على إسرائيل وتوحيد صفوف الفلسطينيين تحت سلطة واحدة تتولي تنظيم شؤون حياة الشعب الفلسطيني وتمثيله في المحافل الدولية.

– ملف السودان: تدور في السودان وقائع حرب عصابات كتلك التى دارت في الميدان السوري. فالاقتتال دائر بين الجيش السوداني وميليشيا الدعم التي تمثل نقطة تتجمع فيها أجندات تطويق المشروع الحضاري المصري. فالحرب في الجنوب تأتي في سياق المواجهة مع مصر بالمقام الأول، بعدما نجحت القاهرة في تسكين مؤقت طويل المدي في جبهة الغرب بإعلان سرت الجفرة خط أحمر. السودان عمق استراتيجي لمصر يضاهي عمق الاتجاه الشمالي الشرقي بوجود السد الإثيوبي ومنابع النيل، وهناك buffer zone كبير وآمن لمصر في الجنوب.. لكن كيف سيكون شكل الجنوب بالنسبة لمصر في حقبة الـ 2030؟

– ملف السد الإثيوبي: أعلنت القاهرة فشل الجولة الرابعة من المفاوضات مع الجانب الإثيوبي حول ملء وتشغيل السد، وتضمن إعلان القاهرة هذه المرة الاحتفاظ بحق الدفاع عن مصالحها. حتى الآن لم تتأثر حصة مصر من مياه النيل، والأحري أن جدول الملء يسير وفق المتطلبات المصرية، لكن غياب اتفاق شامل ينظم التشغيل والملء يبقي كافة الاختيارات مفتوحة.
والسؤال هنا، ماذا لو كانت تصرفت مصر مبكرا حيال السد كما طالبها الكثير؟ كيف كانت لتصمد الآن في ليبيا والسودان وغزة وشرق المتوسط؟. المطلوب الثقة في القيادة لأنها تخوض المعركة بشروطها وتدرك جيدا هوية المحرك الفعلي لمشاريع التطويق من الجنوب للشرق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى