مقالات

صفاء دعبس تكتب..إدخال بعض التعديلات على المناهج المصرية مرتبط بالتزامات دولية.. وليس خضوعا لمطالب إسرائيلية

تعديل المناهج المصرية.. لم يغير جوهر الثوابت الوطني بل هناك دورس ترفض الاحتلال وتدين جرائمه ضد الشعب الفلسطيني

صفاء دعبس تكتب..إدخال بعض التعديلات على المناهج المصرية مرتبط بالتزامات دولية..و ليس خضوع لمطالب إسرائيلية
الصحفية صفاء دعبس رئيس القسم الخارجي

في إطار ما يتم تداوله عبر مواقع الإعلام التابعة للكيان الصهيوني و من محللين إسرائيليين عن تحسن الموقف تجاه اليهود وإزالة الدوافع المعادية للسامية والعنف ضد اليهود وإسرائيل في الكتب الدراسية للصف الخامس الابتدائي التي تدرس في مصر خلال الخمس سنوات الماضية.

 أجري معهد “Impac” الأبحاث الاسرائيلي دراسة أجراها تشير إلى تحسن الموقف تجاه اليهود، في الكتب الدراسية المصرية وعلي حسب زعمه تشير دراسة المعهد إلي أكثر من 270 كتابا تم نشرها وهذه بداية الإصلاح للمناهج المدرسية المصرية .

ويؤكد روي كيس، المحلل السياسي الإسرائيلي المتخصص في الشؤون المصرية، إلي أن المناهج المدرسية المصرية كانت تصف اليهود بأنهم خائنون بطبيعتهم و”أن اليهود دائما على هذا النحو”، مع نشر آيات قرآنية تتناول غدر اليهود، مؤكدا انه تم حذفه.

 ويقول أوفير وينتر أيضا، والذي شارك في الدراسة من معهد دراسات الأمن القومي وجامعة تل أبيب هناك تناقض حيث قال “السلام بين إسرائيل ومصر يدرس في الكتب المدرسية بشكل رئيسي في الصفين التاسع والثاني عشر، ويتعلم الطلاب المصريون أن السلام يقوي الاستقرار ويشجع الاقتصاد ويجذب السياحة”.

كما يري “مناحيم بيجين ” رئيس وزراء إسرائيل الأسبق – في أحد الكتب المدرسية في الصورة يظهر بجوار السادات ، وجيمي كارتر في حفل توقيع اتفاقية السلام بمنتجع كامب ديفيد، إلى جانب كون إسرائيل شريكا في السلام ، مشددا أن لا تزال تقدم إسرائيل كدولة تحتل الأراضي العربية وفلسطين وكذلك القدس، ولا يظهر اسمها على الخرائط في الكتب المدرسية “.

وفي سياق آخر بهذا الشأن تحدث نائب مدير معهد الأبحاث الإسرائيلي إريك أجاسي: “إن إصلاح المناهج الدراسية في مصر شجاع ورائد، وعبارات الكراهية من الكتب، مثل التغييرات الإيجابية في الموقف تجاه إسرائيل في بلد يزيد عدد طلابه عن 20 مليون طالب ، سيكون له إسهام كبير في المجتمع وفي قيادة مصرية أكثر تسامحا في المستقبل”.

والسؤال هنا هل تغير المناهج  يمحو من ذاكرة الأجيال القادمة صورة الكيان الصيهوني المحتل أم سيفشل وتظل الصورة الواضحة أمام كل طفل وشاب عربي مسلم وليس مصري فقط؟

“وفيما يتعلق بهذا الأمر ” كشف تقرير لمعهد مراقبة السلام والتسامح الثقافي في التعليم (IMPACT -SE)، وهو منظمة غير حكومية إسرائيلية تراقب محتوى الكتب المدرسية إن مصر بدأت في عام 2018 عملية إصلاح المنهج المدرسي الوطني، وسوف تنتهي في عام 2030، وهي عملية “بطيئة” حسبما ذكر تقرير المعهد، وهذا يعني أن التغيير التدريجي لن يؤثر في ملايين من طلاب المدارس الابتدائية والثانوية، والذين “يتعرضون للصور النمطية البغيضة و المعادية لليهود في موادها المدرسية”.

هذا،ولم ينل تعديل المناهج من مشاعر غالبية الطلاب السلبية، مع العلم أن هناك تقارير عبرية تزعم بقيام حكومة مصر بحذف كل ما هو مثير لمشاعر العداء تجاه إسرائيل من المناهج.

ومن وجهة نظر المعهد الإسرائيلي مازال يأملون بتغير “لوم اليهود على التسبب بمعاداة السامية في أوروبا؛ ووصفهم بأنهم مجموعة عرقية تعمل في مجال التمويل؛ و تضمر كراهية يهودية جماعية للمسلمين” ،لذا مهما تم أو ما سوف يتم من تعديلات جديدة على المناهج خلال السنوات الأخيرة لن تنجح في تغيير نظرة الطلاب تجاه الكيان الصيهوني ، فهم يرون احتلالهم عبر وسائل الإعلام أو مواقع التواصل الاجتماعي لحقوق الشعب الفلسطيني”.

والإجابة هنا تؤكد أن مهما تم من تعديلات إلي إلان لم يزعزع أو يلامس جوهر الثوابت الوطنية في المناهج المصرية، فإن أغلب المناهج ترفض الاحتلال وتدين جرائمه ، و مازالت دورس موجودة دروس تحض على رفض اغتصاب حقوق الشعب الفلسطيني. 

لذلك ، فإن تعديل المناهج عن مميزات السلام ينسجم مع التزامات مصر كدولة مرتبطة مع إسرائيل باتفاقية، وهذا أمر واقعي، مع العلم أن الأمر لا يتجاوز ذلك، ولا يمتدح الاحتلال، بل يتعامل معه كأمر مدان، وينتقد كل ما تقوم به إسرائيل ضد الشعوب العربية”.

وأخيراً.. إن إدخال بعض التعديلات على المناهج، أو إضافة قيم وسطية، قد يكون هذا مرتبط بالتزامات دولية، ولكن ليس خضوع لمطالب إسرائيلية، بل مرتبط بالتزامات فرضتها الأمم المتحدة و منظماتها، أضف إلى ذلك ارتباطه بالحملة على التشدد والتطرف، كما إن إضافة اي تعديل إلي المناهج المصرية فهذا، لا يعني قبول الاحتلال، و إنما ترسيخ قيم التعايش مع الآخر المختلف فقط.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى