مقالات

الدكتور خالد سالم يكتب: خريطة زراعية جديدة لمصر باستخدام الامطار الصناعية

لقد لعب علم تربية النبات دورا كبير في استنباط أصناف جديدة ومتميزة عالية الإنتاجية ومتحملة للاجهادات البيئية المختلفة علي مر السنين بدا من استيراد أصناف جديدة في عهد محمد علي باشا وأيضا منذ انشاء اول برنامج للتربية في 1911 وربما تمثل زيادة تعادل الضعف او اكثر في اغلب المحاصيل مثل القمح والأرز والذرة الشامية والقطن وقصب السكر وغيرها من المحاصيل الاستراتيجية والتي تشكل نسبة كبيرة علي مائدة المواطن المصري يوميا. لكن المشكلة الان تكمن في عدم توفر الأرض التي تصلح للزراعة وتوفره بصورة سهلة ورخيصة كما شاهدنا في اوربا حيث تعتمد الزراعات علي المطر وتزرع الأرض علي طبيعتها الجبلية بلا تسوية تذكر ولا تدفع شي في الطاقة لرفع الماء من قنوات الري والتي أصبحت تكلف المستثمر المصري الصغير بالريف المصري او الكبير بمناطق الاستصلاح الجديدة وأصبحت عبء علي الإنتاج لرفع التكاليف عليهم وكذلك ارتفاع اسعار الطاقة ومن منطلق توفر بدائل سهلة ورخيصة وبتكنولوجيا حديثة ورخيصة وامنة ومنتظمة وهي استحداث امطار صناعية ودفع السحب الي سقوط امطارها خصوصا في مناطق الساحل الشمالي في موسم زراعة القمح وسيناء والتي يسقط بها نسبة متميزة من الامطار شتاء ولكن ربما يحتاج النبات ليكمل دورة حياتة رية أحيانا في بداية الزراعة ورية او اثنين تكمليتين ولذا اتمني ان تتحد وزارة الزراعة وهيئة الأرصاد الجوية والمعمل المركزي للمناخ في اعداد خرائط وتحديد مساحات بالصحراء الشرقية والغربية لتنفيذ تجارب استطلاعية كما نفذتها عدة دولا اجنبية وعربية وكللت بالنجاح في ظل محدودية الموارد المائية والتي تنعكس علي الاكتفاء الذاتي لاغلب المحاصيل والتي نضطر لاستيرادها بالمليارات كما ان هذا المشروع سيغير من طبيعة المناخ للبلاد ليصبح معتدل وليس جاف كما كنا نقول حار جاف صيف ودافي وممطر شتاء. وهناك عدة فوائد للامطار الصناعية منها توفيلا الماء للزراعة وتوفير الطاقة التي كانت تستغل لرفع الماء من قنوات الري او من الابار من الخزانات الجوفية لاعماق تفوق 100 متر او اكثر أحيانا وربما تكون ماء مالح يصعب معه استصلاح الأراضي المستصلحة حديثا وربما يعرضها أيضا لللتصحر في حالة نفاء الماء من الابار الجوفية ويضيع استثمارات بالمليارات علي المستثمر الصغير والكبير وأيضا ستعمل علي توفير بديل لمياة النيل واستدامة التنمية الزراعية والاكتفاء الذاتي وتوفير عملة صعبة من الاستيراد لمنتجات زراعية يمكن زراعتها تحت ظروفنا الجوية والتي حبا الله بها مصر من موقع استراتيجي علي بحرين الأحمر والأبيض المتوسط والتي ستسهم في توفر الرطوبة الجوية والسحب المناسبة للامطار الصناعية وخلق فرص عمل ورفع المساحة المنزرعة من 9 مليون فدان الي 18 مليون فدان او اكثر ولا لنا حاجة لصراعات مع دول جوار والهروب من الاجهادات البيئية والجفاف الذي يضرب المحاصيل سنويا وعمل احزمة بيئية وتحسينها عن طريق زراعة الغابات الزراعية والتي ستنتج اخشاب أيضا في أراضي هامشية في الصحراء وحديثة الاستصلاح وأيضا تعتبر رئة جديدة للمصريين في الزراعة وتوفير الاكسجين ناتج عملية البناء الضوئي وتقليل من الملوثات مثل ثاني أكسيد الكربون والمتسبب عن الاحتباس الحرار ي وتاثير الصوبة الزجاجية وذلك للزراعة في هذه المناطق الحديثة الاستصلاح و لانتشار الخضرة ومكافحة التصحر وتقليل الاملاح بالتربة الزراعية في الأراضي الصحراوية وبأقل مجهود بشري وأيضا التقليل من تاثير الانبعاثات الحرارية والسحب الملوثة للبيئة وزيادة المراعي الطبيعية في الأراضي الصحراوية والتي ستنعكس علي زيادة اعداد الثروة الحيوانيةوتوفير علف رخيص وأيضا استغلال الماء الزائد وتوفيرة وتخزينة وإعادة تدويرة وخلق مجتمعات عمرانية جديدة بالصحراء والمناطق التي يصعب ان يمتد لها يد التعمير في الوقت الحالي لعدم وصول الماء الصالح للزراعة والشرب واقمة مجتمعات عمرانية جديدة. ويمكن توفير المياة الطبيعية والخالية من الاملاح عن طريق استحداث الامطار الصناعية بعدة طرق من خلال 1) تحديد منطقة معينة يكثر بها السحب وفي حاجة للماء والإسراع من سقوط الامطار مثل الصحراء الشرقية والغربية والساحل الشمالي وسيناء ويكون هذا مرتبط مع مواسم زراعة المحاصيل الاستراتيجية مثل القمح. 2) زيادة معدل سقوط المطر عن المعدلات الطبيعية وهو ما يطلق علية الامطار الصناعية ومن الطرق المستحدثة لزيادة سقوط المطر طرق الرش المختلفة والتي فكر فيها نابليون بونابرت قديما باطلاق قذايف من الأرض تجاه السحب في القرن 17 في أوروبا عندما ضربها الجفاف يوما ما وكذلك استخدم مع القوات الامريكية في حربها في فيتنام لاستحداث الأمطار الصناعية لإطالة فترة هطول الأمطار في فصل الصيف، بغرض الإبقاء على انتشار الطين والوحل بفعل الأمطار حتى تضع الحرب أوزارها وتتوقف في ستينات القرن الماضي. ومع تطور الملاحة الجوية امكن استخدام الطائرات في تزويد السحب برزاز من الماء يسرع من سقوط الامطار او استخدام مواد كيماوية مثل الثلوج الجافة والتي تحتوي علي CO2 المجمد لتعمل علي خفض درجة الحرارة ومنها سقوط الامطار ومنها أيضا 3) استخدام مواد كيماوية مثل يوديد الفضة والتي تنتج من تفاعل (نترات الفضة مع يوديد البوتاسيوم مثلا) والتي تعمل علي تجميع جزيئات الماء ومنها سقوطها امطار شديدة وكلها يمكن تطبيقها بتكنولوجيا بسيطة ورخيصة وبديل عن الطاقة وارتفاعها وزيادة المساحات المنزرعة وهي مطبقة الان في عدة دولا عربيا واوربية واسيوية.
=============================================================
الكاتب دكتوراة الوراثة وتربية النبات- جمهورية ألمانيا الاتحادية أستاذ بيوتكنولوجيا وتربية محاصيل الحقل الاستراتيجية معهد الهندسة الوراثية والتكنولوجيا الحيوية جامعة مدينة السادات مصر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى