الجزء الاول
في إحدى المصانع كان تشارلز شواب يعمل لديه مدير لم يكن يؤدي واجبه نحو عماله الكسالى
وذات مرة سأله شواب ” لماذا فشلت في إدارة عُمالك وأنت رجل قدير ؟”
فأجابه المدير في أسف : ” لا أعرف ما هو السبب ؟ لقد عاملتهم برقة ولطف وكرم ثم عاملتهم بقسوة وعنف ، واكتشفت أنهم لا يبالون بالإنتاج “
فقال له شواب : ” أعطني قطعة من الطباشير ” ثم استدار إلى أقرب عامل منه وسأله قائلاً :
” كم عدد القطع التي تم إنتاجها هذا اليوم ؟ ” فأجابه العامل : ” ست قطع ”
فكتب شواب على سبورة ” 6 قطع ” ووضع السبور في مكان واضح ليراها عمال وردية الليل
وعندما أقبل عمال وردية الليل وجدوا الرقم مكتوب على السبورة فسألوا زملاءهم عمال النهار :
ماذا يعني هذا الرقم ؟ فأجابوهم : إنه يعني عدد القطع التي انتجناها وكتبها المدير منذ دقائق ،
وفي الصباح التالي حضر ” شواب” وتجول قليلاُ في أرجاء المصنع ثم سأل عمال الليل عن عدد القطع التي أنتجوها فأجابوا جميعهم في سرور أنتجنا :” 7 قطع”
فكتبها على السبورة بخط كبير ، وهنا أدرك عمال الليل أنهم حققوا نتائج أفضل من عمال النهار ،
وعندما أقبل عمال النهار أصابتهم الدهشة عندما علموا أن عمال الليل تفوقوا عليهم ، فجدوا واجتهدوا حتى أنتهت الوردية وجاء شواب وسألهم عن إنتاجهم فأجابوه بكل قوة وحماس ونشاط
: أنتجنا “10 قطع ” فكتب ” شواب ” على السبورة بخط كبير “10قطع ” ، وهكذا بدأ المصنع في إنتاج كميات هائلة من القطع يومياً ، وشهد طفرة هائلة في حجم الإنتاج كانت مثار دهشة مجلس الإدارة .
كل هذا الإنجاز كان بسبب رجل واحد أتقن فن التعامل مع الناس ،
لذلك أقول : إن فن التعامل مع الناس من الفنون الهامة جداً التي لابد لمن يريد النجاح في هذه الحياة أن يتقنه، لأنه لا يوجد مجال من مجالات الحياة إلا ولابد فيه أن تتعامل مع الناس .
يقول الأستاذ محمد هشام أبو القمبز في كتابه ” فن التواصل مع الآخرين ”
لقد نجحت البشرية في الحقبة الأخيرة من الزمان في تطوير آلات الاتصال من هاتف فاكس وجوال وانترنت وغيرهم
حتى سمي عصرنا هذا الذي نعيش فيه بعصر الاتصالات وتطورت الحياة البشرية كثيرًا بتطوير وسائل الاتصال،
وهكذا أخي القارئ ستتطور حياتك كثيرًا إذا طورت أدوات اتصالك أنت مع الآخرين ، فاالتعامل مع الناس فن من أهم الفنون نظراً لاختلاف طباعهم , فليس من السهل أبداً أن نحوز على احترام وتقدير الآخرين ..
في المقابل من السهل جداً أن نخسر كل ذلك , وكما يقال الهدم دائماً أسهل من البناء .
فإن استطعت توفير بناء جيد من حسن التعامل فإن هذا سيسعدك أنت في المقام الأول لأنك ستشعر بحب الناس لك وحرصهم على مخالطتك ، ويسعد من تخالط ويشعرهم بمتعة التعامل معك .
والإنسان اجتماعي بطبعه يحب تكوين العلاقات وبناء الصداقات، فمن حاجات الإنسان الضرورية حاجته للانتماء وبناء العلاقات ، والفطرة السليمة ترفض الانطواء و الانعزال وترفض أيضا الانقطاع عن الآخرين
، فالفرد مهما كان انطوائياً فانه يسعى لتكوين علاقات مع الآخرين وإن كانت محدودة ويصعب وربما يستحيل عليه الانكفاء على الذات والاستغناء عن الآخرين.
ويقول الدكتور عوض بن محمد القرني في كتابه ” حتى لا تكون كلاُ “
” الاتصال والتأثير في الناس له أنواع وأساليب متعددة وكلما أجاد الإنسان هذه الأساليب كلما كان النجاح أسرع إليه في حياته ، فالذي يجيد التعامل مع الآخرين والتأثير فيهم وإقناعهم ب
ما يريد هو الذي تفتح له الأبواب وتمهد له الطرق للوصول إلى أهدافه وبلوغ غاياته والنجاح في حياته ، ويستطيع أن يجند كل من حوله لخدمة أهدافه والسعي معه لتحقيقها ، سواء كان الذين حوله من عائلته أو زملائه أو جيرانه أو أصدقائه ” .
ولكي تُتقن هذا الفن لابد أن تتعرف على بعض القواعد التي يجب اتباعها في بناء العلاقات مع الناس وهذا ما سوف نتعرف عليه في الجزء الثاني لإن شاء الله تعالى .
