مقالات

كيف تتغلب على هموم الحياة (2) بقلم أ د / رجب عبد اللطيف محمد

الكاتب والباحث في علم النفس والتنمية البشرية

 

وابدأ من الأن بتوديع الفشل بالجد والعمل 
كيف تتغلب على هموم الحياة (2)بقلم أ د / رجب عبد اللطيف محمد

 

كيف تتغلب على هموم الحياة (2)

الدواء االثاني : (عليك بالدعاء فكم رفع الله به من بلاء) .

أخي المهموم والحزين ، كيف تحزن ومعك رب العالمين ؟ مجيب دعوة المضرين ،

وكاشف البلاء عن المبتلين ، كيف تحزن وأنت تملك سلاح عظيم ؟

سلاح أرشدك إليه سيد المرسلين ،

سلاح الدعاء  فكم رفع الله به من بلاء ، وكشف به من ضراء ،

وكم شفى به أناس استحكمت فيهم الأدواء ، ووقف الأطباء عندهم

حائرين عاجزين عن الدواء،

فما أعظم الدعاء ، وما أعظم الرجاء.

قال أحكم الحاكمين 🙁 ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ) (الأعراف :55)

وقال الرحيم الرحمن (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا

بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ) (البقرة :186).

 

نبي تخلت عنه جميع الأسباب فلا يستطيع أحد أن ينجيه مهما بلغت قونه ،

ومهما عَظُمت سلطته ،لأن هذا البلاء فوق كل الأسباب ، بلاء عظيم ،

التقمه الحوت ونزل به في الماء فأحاطت به الظلمات من كل مكان ظلمة الليل

وظلمة البحر وظلمة بطون الحوت ، فمن ينجيه ، من البشر ، لا أحد ،

فيا تُرى ماذا فعل ؟ إتجه إلى رب البشر الذي يسمع تضرع المتضرعين ،

ويجيب دعاء السائلين .

(وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ

الظَّالِمِينَ ) ( الأنبياء :87) .

فماذ كان الحال (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ) ( الأنبياء :88) .

بعد الدعاء أنكشف الهم وزال الغم وجاء الرخاء بعد الشدة والعناء .

وهذا  زكريا عليه السلام بلغ من الكبر عتيا ، وكانت أمراته عاقرا ،

وأشتاق إلى الذرية ، فماذا فعل : إتجه بالدعاء

إلى رب الأرباب ، مسبب الأسباب ، الذي لا يصعب عليه الصعاب ،

( رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ ) ( الأنبياء :89) .

فماذا كان الجواب ؟ ( فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا

رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ) ( الأنبياء :89،90 ) .

وهذا يعقوب عليه السلام ، يُعاني مرارة فقدان قرة عينه يوسف حبيب قلبه ، فماذا فعل ؟

بث شكواه وحزنه إلي  ربه  (قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ) . (يوسف : 86) 

فما ذا حدث بعد مرور الأيام والسنوات الطوال ؟ ( آَوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آَمِنِينَ (99) وَرَفَعَ

أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ

أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ

هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ) (يوسف : 99، 100) .

فهيا أخي بادر بالدعاء لرفع البلاء ، ولزوال الضراء، سائلاً ربك الكريم بدعاء سيد المرسلين:

( اللهم إني عبدك ، ابن عبدك ، ابن أمتك ، ناصيتي بيدك ، ماضٍ فيَّ حكمك ، عدل فيَّ قضاؤك

، أسألك بكل أسم هو لك ، سميت به نفسك ، أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك ،

أو استأثرت به في علم الغيب عندك ، أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري

، وجلاء حزني وذهاب همي ).

وأبشر ببشرى رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) أن من قال هذا الدعاء :

أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانهما فرجاً .

 فقيل : يا رسول الله ألا نتعلمها ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : بلى ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها .

 فعليك بالدعاء ، عليك بالدعاء، فكم رفع الله به من بلاء.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى