مقالات

كيف تتغلب على هموم الحياة (3)/ بقلم أ.رجب عبد اللطيف محمد

الكاتب والباحث في علم النفس والتنمية البشرية

وابدأ من الأن بتوديع الفشل بالجد والعمل 
كيف تتغلب على هموم الحياة (2)بقلم أ د / رجب عبد اللطيف محمد

الدواء الثالث:(العلم بإن بعد مرارة الصبر لذة الأجر)

 

إليك أخي المهموم والحزين بعض من أقول رب العالمين ، ومن أقوال إمام الصابرين ،

عن فضل الصبر ، وما فيه من عظيم الأجر.

 قال تعالى :  (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156)).

(البقرة :156:155).

وقال تعالى : (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ) (الزمر :10).

وقال تعالى   (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (البقرة :153)

وروى مسلم عن صهيب بن سنان رضي الله عنه قال: قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )

: ( عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير إن أصابته سراء شكر فكان خير له

وإن أصابته ضراء صبر فكان خير له ).

وفى الصحيحين عن أبى سعيد وأبو هريرة رضي الله عنهما عن النبي ( صلى الله عليه وسلم )

أنه قال 🙁 ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها

إلا كفر الله بها من خطاياه ).

وروى الترمذي عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

إذا أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا،وإذا أراد الله بعبده الشر أمسك بذنبه

حتى يوفىَّ به يوم القيامة.

وقال صلى الله عليه وسلم : إن عظم الجزاء مع عظم البلاء ، وإن الله تعالى إذا أحب قوماً

ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط 

وروى الترمذي عن أبى هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم )

ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله تعالى وما عليه من خطيئة .

هذا جزاء الصابرين في الدنيا : الرضا وانشراح الصدر ، وفى الآخرة :

الفرح بعظيم الأجر فنعم أجر الصابرين ويا حسرة الساخطين ،

جعلني الله وإياك من الصابرين ، وأكرمني الله وإياك بصحبة سيد المرسلين

(صلى الله عليه وسلم) في جنات النعيم .

الدواء الرابع : العلم بأن الحزن لا يشفى مريضاً ولا يجبر كسيراً،بل يزيد في البلاء ويجلب الشقاء.

أخي في الله ، هل سمعت يوماً أن الحزن كان سبباً في شفاء مريضاً ؟

هل سمعت يوماً أن الحزن كان سبباً في جبر كسيراً ؟ هل سمعت يوماً أن الحزن

كان سبباً في إحياء الأموات وردهم إلى الحياة بعد الممات ؟.

– فما الفائدة من البكاء على اللبن المسكوب؟ وما الفائدة من دوام الحزن

على فقد المحبوب ؟ فأحمد الله على البلاء ، واشكره سبحانه وتعالى على السراء والضراء ،

واعلم أن الحزن لا يرفع البلاء بل يجلب الشقاء ، ويزيد الضراء ،

فارض بالقضاء وتحلى بالصبر تكن من الأتقياء.

دع المقادير تجرى في أعنتها            ولا تبيتن إلا خالي البالي .

ما بين غمضة عين وإنتباهتها            يغير الله من حال إلى حال

 

الدواء الخامس :(اجعل همّك مرضاة ربك يكفيك همّك ويفرج كربك).

*قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :  “من كانت الآخرة همّه جعل الله غناه في قلبه ،

وجمع له شمله وأتته الدنيا وهى راغبة ، ومن كانت الدنيا همّه جعل الله فقره بين عينيه

وفرق عليه شمله ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له ” .

قال الإمام ابن القيم رحمه الله : إذا أصبح العبد وأمسى وليس همّه إلا الله وحده

تحمل الله عنه سبحانه حوائجه كلها وحمل عنه كل ما أهمّه وفرغ قلبه لمحبته ،

ولسانه لذكره، وجوارحه لطاعته ،

وإن أصبح وأمسى والدنيا همّه حمّله الله همومها وغمومها وأنكادها ووكله إلى نفسه ،

فشغل قلبه عن محبته بمحبة الخلق ،

ولسانه عن ذكره بذكرهم وجوارحه عن طاعته بخدمتهم وأشغالهم

، فهو يكدح كدح الوحوش في خدمة غيره …..

فكل من أعرض عن عبودية الله وطاعته ومحبته بُلِىَ بعبودية المخلوق ومحبته وخدمته .

  • فأجعل أخي في الله همّك مرضاة ربك يكفيك همّك ويفرج كربك ،
  • وما أجمل قول الشاعر :

 

رغيف خبز يابس تأكله في عافية                وكوز ماء بارد تشربه من صافية.

وغرفة ضيقة نفسك فيها راضية                 ومصحف تدرسه مستنداً لسارية .

خير من السكنى بأبراج القصور العالية          وبعد قصر شاهق نارا حامية .

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى