مقالات

د.فتحي حسين يكتب: سورة الفاتحة ..أعظم سورة في القرآن 

بقلم الكاتب الصحفي الدكتور فتحي حسين 

من أهم مقاصد سورة الفاتحة هي تحقيق التوجه لله تعالى بكمال العبودية له وحده ،وقد سميت بالفاتحة لافتتاح كتاب الله بها ،وتسمى أم القرآن لاشتمالها على موضوعاته ،من توحيد الله وعبادته ،واشارة الى قصص وغير ذلك .وهي أعظم سورة في القرآن وتسمى بالسبع المثاني.

تبدأ بالثناء الكامل لله عز وجل في ذاته وصفاته وأفعاله ،لأنه خالق الخلق كلهم ،ومالكهم ،ومدبر شئونهم ومربيهم بنعمه العامة والخاصة . وهو الرحمن ذو الرحمة الذي وسعت رحمته جميع خلقه ،الرحيم بالمؤمنين منهم .وهو عز وجل مالك يوم الدين اي يوم القيامة ،يوم الحساب والجزاء، حيث يحاسب كل الخلق على أعمالهم ،يتجاوزون عليها ،وفي ذلك اليوم ينادي الله تعالى: ” لمن الملك اليوم “

فلا يجيب أحد مهما علت مكانته ،عندها يقول الله تعالى مجيبا :” لله الواحد القهار ” وبعد الاستعانة بالله العلي العظيم على القراءة بالرحمن ذي الرحمة الذي وسعت كل شيء ،ثم نخص رب العزة بالعبادة والطاعة ،فلا نشرك معه أحد ،ومنه وحده نطلب العون في كل شؤوننا ،لان الخير بيده كله ،ولا معين سواه .

ومن الآيات ،أرشدنا يا الله إلى سلوك الطريق المستقيم،طريق الإسلام الذي لا ميل فيه على الإطلاق، وثبتنا عليه

وهو طريق الذين أنعم الله عليهم من عبادة بهديتهم ،كالنبيين والصديقين والصالحين والشهداء وحسن اولئك رفيقا،غير المغضوب عليهم الذين عرفوا الحق ولم يتبعوه كاليهود ،وغير طريق الضالين عن الحق الذين لم يهتدوا إليه

 لتفريطهم في طلب الحق والاعتداء إليه كالنصارى لذا فقد دلت سورة الفاتحة على أن كمال الإنسان يكون بإخلاص العبادة لله تعالى ،وطلب العون منه وحده دون سواه. وقد افتتح الله عز وجل كتابه بالبسملة ،ليرشد عباده أن يبدؤوا أعمالهم وأقوالهم بها طلبا لعونه وتوفيقه . ومن هدي عباد الله الصالحين في الدعاء البدء بتمجيد الله والثناء عليه سبحانه ثم ليشرع في الطلب . فما اجمل التوجه لله تعالى بالنية الصادقة والإيمان الراسخ الشديد بتمام العبودية له وحده لا شريك له.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى